شعرة معاوية…..
كتبها: احمد الدافري
شاهدت الحلقتين الأولى والثانية من مسلسل “معاوية”.
شاهدت الحلقتين، وسأشاهد باقي الحلقات إن أراد الله، ليس بعين يبحث من خلالها عقلي عما وقع بالفعل، أو يبحث ذهني عبرها عن استيعاب أحداث ينبغي التسليم بحقيقتها.
بل شاهدت ما شاهدت من منطلق بعض الفضول الذي يجذبني نحو الدراما التي تدفع إلى طرح الأسئلة حول تاريخ يشكل الوجدان المعرفي للناس.
في طفولتي شاهدت في السينما أفلاما منسوبة للتاريخ، مثل فجر الإسلام، ظهور الإسلام، الناصر صلاح الدين، رابعة العدوية، عنترة بن شداد، الشيماء أخت الرسول، وغيرها من أفلام العيد، التي كانت تقدم حكايات عن فترات امتدت من العصر الجاهلي إلى مرحلة انتشار الإسلام..
وكان يترسخ في ذهني أن أولئك الممثلين الذين يؤدون أدوار البطولة في تلك الأفلام، يشبهون حقيقة في ملامحهم الشخصيات التاريخية التي كانوا يمثلونها.
كانت صورة عنترة بن شداد في ذهني هي صورة فريد شوقي الذي صبغ المكلفون بالماكياج وجهه باللون الأسود.
وكان وجه صلاح الدين الأيوبي الجميل الحقيقي المرسوم في خيالي هو وجه أحمد مظهر، والمفارقة، أنه هو نفسه وجه الشرير عمرو بن هشام أبو جهل في فيلم ظهور الإسلام.
وكان لا أحد يمكن أن يزيل من خيالي أن ملامح وجه الشيماء بنت حارث أخت الرسول هي نفسها ملامح الممثلة سميرة أحمد..
وأن رابعة العدوية التي تحولت إلى امرأة صالحة تقية وزهدت في الدنيا بعد أن قضت فترة من عمرها وهي تغني في مجالس المجون وتسقي الندماء كؤوس الشراب، هي نفسها الممثلة نبيلة عبيد.
مرت السنوات وتعاقبت العقود، وتغيرت معها نكهة التلقي التي كنت أشعر بها وأنا أشاهد أفلام ومسلسلات التاريخ.
لقد أفسدت علي الأسئلة المتعة الناتجة عن خيال التاريخ، ولم تعد تثيرني أفلام ومسلسلات التاريخ.
هم يقولون.
ماذا يقولون؟
دعهم يقولون.
لقد انقطعت بيني وبين ما يقولون شعرة معاوية.
ملحوظة : هذه أردأ تدوينة كتبتها في هذه السنة.
لأنها موغلة في الذاتية والأنا.
وهذا ما كان.