رسالة محبة وتقدير إلى الفنانة فاطمة خير
الفنانة القديرة فاطمة خير،
تحية محبة واحترام وتقدير لشخصك الكريم، ولمسيرتك الفنية التي صنعتِ بها لنفسك مكانة في قلوب المغاربة، ليس فقط كوجه مألوف على الشاشة، بل كصوتٍ تعبّر به الثقافة عن نفسها، وكصورةٍ من صور الإبداع النقي الذي نشأنا عليه.
أكتب إليك اليوم بدافع صادق، لا نقدًا ولا هجومًا، بل وفاءً لما تمثلينه بالنسبة لنا من رمز فني ارتبط بالذاكرة الجماعية لجمهور عريض أحبكِ من دون شروط، واحترمك بعيدًا عن أي حسابات سياسية.
نحن ندرك أن الفنان، ككل مواطن، له الحق في أن يحمل قناعاته، وله الحرية في التعبير عنها.
لكن ما نخشاه، ونخشى أن تنخرطي فيه من دون وعي أو سوء تقدير، هو أن يُستغل وهجكِ الفني في خدمة مشاريع سياسية، وأن يتحول صوتك – عن غير قصد – من صوت للإبداع، إلى صدى لخطاب سلطوي، يُزين الواقع بدل أن يواجهه أو يُنيره.
السياسة متقلبة، والمواقف فيها لا تبقى أبدًا على حال، لكن الفن حين يكون صادقًا، يبقى خالدًا. لقد عرفناك ممثلة تتقنين التعبير عن آلام البسطاء، فكوني دائمًا صوتهم، لا صوتًا مضافًا إلى جوقة التبرير.
لا تجعلي من رصيدك الفني جسراً يُعبر عليه الخطاب السياسي، أياً كان، لأن خسارة الثقة الجماهيرية لا تعوّضها مناصب، ولا تغطيها مكاسب مؤقتة.
نخاطبك اليوم بمحبة، لا بمعارضة، وبغيرة على الفن المغربي، وعلى صورتكِ كفنانة رافقناها طويلاً.
لا نريدك أن تكوني عنوانًا للانقسام، بل مساحة لقاء بين المغاربة الذين أحبوا فيكِ التواضع، والاحتراف، والوفاء لفنكِ أولاً.
فلكِ منا كل الاحترام، وكل الأمل بأن تظلي دائمًا فاطمة خير التي نحبها.
بقلم: عبدالهادي بريويك