رئيس مجلس مقاطعة بالعاصمة يخاطب موظفين وأطر: “هذه زريبتي وندير فيها ما بغيت”.
إن استخدام رئيس جماعة ترابية لعبارة مثل “هذه زريبتي وندير فيها ما بغيت”، يعكس تصرفا سلطويا وغير مهني، يتجاهل مبدأ الشفافية والمحاسبة والعمل الجماعي.
هذه التصريحات تضر ببيئة العمل، وتضعف الثقة في القيادة والإدارة، وقد تؤدي إلى ثقافة التسلط وعدم المساواة داخل الإدارة. كما أنها تهدد صورة الجماعة الترابية أمام المجتمع، مما يعكس عدم احترام لمبادئ الحكامة الرشيدة والقيادة الديمقراطية.
فعندما يستخدم رئيس جماعة ترابية تعبيرا مثل هذا فهو يعبر عن نوع من التصرف السلطوي والإنتقاص من القيم الأساسية في منهجية عمل المرفق العمومي .
1.تسليط الضوء على السلطة المطلقة:
تعبير “هذه زريبتي وندير فيها ما بغيت”، يشير إلى نوع من الإحتقار وممارسة السلطة بشكل غير مشروط أو غير مستند إلى أي قواعد أو إجراءات، كما يعبر عن موقف يظهر أن الرئيس يعتقد أن لديه القدرة على اتخاذ القرارات بشكل فردي ودون الرجوع إلى الجهات المعنية أو مراعاة الإجراءات القانونية والإدارية.
هذه الممارسة قد تؤدي إلى توترات داخل الجماعة الترابية وتضعف من مصداقية القيادة.
2.انتقاص من مبدأ الشفافية والمحاسبة:
في العمل الإداري، الشفافية والمحاسبة هما ركيزتان أساسيتان، عندما يتحدث الرئيس بهذه الطريقة، فإنه يتجاهل دور الموظفين كجزء من العملية الإدارية، ويعرض نفسه كأنه فوق المساءلة. الشفافية تقتضي أن تكون القرارات واضحة ومبنية على أسس ومبادئ عادلة، وأي تهميش لهذه المبادئ قد يثير القلق بين الموظفين والمجتمع.
3.نقص الإحترام لعمل الفريق:
العمل الجماعي والتعاون بين الموظفين يمثل أحد الأسس التي تحكم أي منظومة ناجحة، عندما يقول الرئيس “هذه زريبتي”، فإنه يشبه الموظفين بالبهائم ويلمح إلى أن العمل الجماعي غير مهم، وأنه هو صاحب القرار الأوحد. هذا النوع من التصرف قد يؤدي إلى (فقدان الحافز) لدى الموظفين ويجعلهم يشعرون بعدم التقدير لعملهم وجهودهم.
4.تشجيع ثقافة التسلط التمييز والتسيب:
هذه اللغة غير الرسمية وغير المهنية قد تشجع ثقافة التسلط، حيث يمكن أن يعتقد الموظفون أن السلطة يمكن أن تمارس بطرق تعسفية، وهذا قد يساهم في غياب المساواة والعدالة داخل بيئة العمل ويؤدي إلى خلق بيئة سلبية وغير مهنية.
5.إضعاف المبادئ الديمقراطية:
في المجتمعات الديمقراطية، يفرض القانون وحقوق الإنسان احترام العمل الإداري ونظام المؤسسات. التوجه نحو استبدال هذه المبادئ بتصرفات فردية يعتبر أمرا خطيرا قد يؤدي إلى إضعاف الثقة في النظام المحلي والتأثير على القرارات.
6.الإنعكاسات على المجتمع:
في السياق الأوسع، إن مثل هذه التصريحات قد تضر بالثقة بين المواطن والجماعة الترابية. الموظفون أنفسهم يتعاملون مع المواطنين، وعندما يشهدون على تصرفات غير لائقة من قبل قيادتهم، فإن هذا ينعكس سلبا على نوعية الخدمات المقدمة وعلى التواصل مع المجتمع.
7.تأثير ذلك على صورة الجماعة الترابية:
هذا النوع من التصريحات قد يؤثر سلبا على صورة الجماعة الترابية، مما يسبب انخفاض الثقة العامة في قدرتها على إدارة الأمور بشفافية ونزاهة. كما قد يعكس عدم فهم لأسس الحكامة المحلية والمشاركة المجتمعية.
استخدام لغة كهذه من طرف رئيس جماعة ترابية يضر بشكل مباشر بكفاءة الإدارة العامة ويضرب عرض الحائط المبادئ الأساسية للعمل الإداري السليم، لدى من الضروري أن يتبنى المسؤولون المنتخبون أساليب قيادة قائمة على الإحترام، الشفافية، والتشاور لضمان بيئة عمل صحية وإدارة فعالة.