انتخابات واشنطن بين ديمواقراطية الشعب وشرعية الكونكرس الأمريكي
سياسي/ رشيد لمسلم
في إطار التتبع لنتائج الإنتخابات الأمريكية التي كانت منافسة حقيقية بين ترامب وبايدن ؛ معركة انتهت لصالح بايدن بفارق قليل لم يتجاوز حدود التوفق بين الغريمين والحزبين المتنافسين بأصوات قليلة .
المنطق الانتخابي يقتضي احتساب الأصوات المعبر عنها بشكل ديموقراطي سليم والتي اكتسحها ترامب بشكل قوي من الشعب الأمريكي بينما بايدن فاز تحت تأثير البرلمان الأمريكي كقوة سياسية وترافعية قوية جعلت من المنطق الانتخابي لدولة عظيمة؛ منطق التغيير والبديل كمرجعية أساسية.
انتخابات واشنطن والحسم فيها هي في النهاية تجربة ( تلف فيها المحللون السياسيون) كما توقف على اثرها محللي بلاطو قناة فرنسية لم تفهم السياق العام للولايات المتحدة الأمريكية وطغى الصمت على القناة بشكل سريالي ودون تحفظ.
ففي الفترة الممتدة من 5 إلى 6 يناير 2021، اجتمع أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن العاصمة للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ودعم مطالبة ترامب لنائب الرئيس مايك بنس والكونغرس برفض فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
حيث تجمع المتظاهرون في مسيرة «أنقذوا أمريكا»، وهو حدث مخطط له في ذا إيلابس “منتزه الرئيس الجنوبي” حيث استمع الحاضرون إلى خطابات من ترامب ورودي جولياني.
قبل انتهاء الخطابات، سار حشد من المتظاهرين إلى الكونغرس واقتحموا المبنى، تزامنا مع الكونغرس الذي كان منعقدًا في ذلك الوقت، حيث أجرى فرز أصوات الهيئة الانتخابية ومناقشتها بعد أن اعترض السناتور تيد كروز من تكساس، وعضو الكونغرس بول جوسار من الدائرة الرابعة للكونغرس في أريزونا على فرز أصوات الهيئة الانتخابية في ولاية أريزونا. أُخليت العديد من المباني في مجمع الكابيتول الأمريكي، واخترق المتظاهرون الأمن لدخول مبنى الكابيتول الأمريكي، بما في ذلك قاعة التماثيل الوطنية.
أغلق في وقت لاحق جميع المباني في مجمع الكابيتول. وبحسب ما ورد كانت هناك مواجهة مسلحة عند أبواب غرف مجلس النواب وأفادت التقارير بإطلاق النار على شخص واحد داخل مبنى الكابيتول.
أطلقت سلطات إنفاذ القانون النار على آشلي بابيت، خلال مواجهة خارج غرفة مجلس النواب، وتوفيت لاحقًا متأثرة بإصابتها؛ وأصيب العشرات على مدار اليوم.
عثر على ثلاث عبوات ناسفة، واحدة في مبنى الكابيتول، وواحدة في مكتب اللجنة الوطنية الجمهورية، وأخرى في مكتب اللجنة الوطنية الديمقراطية القريبة من مبنى الكابيتول.
في وقت مبكر من بعد ظهر يوم 6 يناير، اتهم ترامب بنس بأنه فشل في «القيام بما كان يجب القيام به لحماية بلادنا ودستورنا»، على الرغم من أن بنس ليس لديه السلطة لرفض فوز بايدن.
الساعة 4:22 مساءً، خاطب ترامب المتظاهرين «عودوا إلى دياركم بسلام» ووصفهم بأنهم «وطنيون» و«مميزون جدًا»، وقال لهم إنه «يحبهم».
وفي ذلك المساء، أغلق تويتر حساب الرئيس دونالد ترامب لمدة 12 ساعة، وأزال ثلاثًا من تغريداته لانتهاك سياسة النزاهة المدنية بعد أن نشر منشورات تتغاضى علانية عن المؤيدين الذين اقتحموا الكونغرس.
وصفت أعمال الشغب واقتحام مبنى الكابيتول بأنها تمرد وفتنة وإرهاب داخلي، كما وصفته بعض المصادر بأنه محاولة انقلاب.
وقُورنت هذه الحادثة بحادثة حرق البريطانيين لواشنطن عام 1814، خلال حرب 1812 . كما تعهد ترامب بـ«انتقال منظم» للسلطة في بيان له بعد أعمال العنف، نُشر على تويتر:”على الرغم من أنني اعترض تماما على نتيجة الانتخابات إلا أنه سيكون هناك انتقال منظم في 20 يناير”، والذي جاء عقب مصادقة الكونغرس على فوز جو بايدن، رئيسا جديدا للولايات المتحدة.