سياسي: الرباط
في الوقت الذي أجمعت الفعاليات الحقوقية والجمعيات النسائية ومواقع التواصل الاجتماعي، على ضرورة اعادة النظر في الحكم الصادر في حق مغتصبي طفلة تيفلت، ورد الاعتبار لها في مرحلة الاستئناف، وفي الوقت الذي خرجت جمعيات نسائية ونشطاء حقوق الانسان في وقفة يوم الاربعاء امام محكمة الاستئناف بالرباط في التنديد بالحكم والدعوة الى انصاف الضحية مع رد الاعتبار، ومواصلة النضال لتغيير القوانين…في ظل هذه الاحداث، علمت” سياسي”، ان واقعة فتاة القاصر تيفلت المغتصبة، كشفت عيوب قانونية وحقوقية ومعها قد تكشف خبايا وحقائق صادمة وقد تكون معها عقوبات وتوقيفات وكشف المستور في ظل حكم قضائي غريب على الساحة القانونية والحقوقية.
واكدت مصادر” سياسي”، ان المتهمين باغتصاب الفتاة القاصر ونتج عنه حمل، استعان البعض منهم بمحامون في الدفاع عنهم في المحكمة الابتدائية التي اصدرت حكمها بثلاث سنوات..محامين مثيرين للجدل في مسارهم المهني.
وبعيدا عن مناقشة الحكم القضائي، في ظل رفض مجتمعي وحقوقي واعلامي وسياسي، وحتى وزير العدل عبد اللطيف وهبي استغرب من هذا الحكم، فان هيئة دفاع المتهمين توجد اليوم في صك الاتهام، كيف ذلك؟
لماذا استعان هؤلاء المتهمين بمحامين لهم سوابق سلبية في الممارسة المهنية، ذلك ان من ضمن هيئة الدفاع محامي، كان سابقا نائبا لوكيل للملك، تم نقله الى الحسيمة، وعرض على مجلس تأديبي، ليسجل كمحامي بهيئة مكناس التي يعتبر نقيبها الانصاري الذي هو اليوم نقيب جمعية هيئات المحامين ولم يعترض او يستأنف على تسجيله الوكيل العام للملك، رغم انه لم يمارس في مدينة مكناس ودائم الحضور بالرباط.
كما استعان المتهمون بمحام له سوابق، من ضمنها ورود اسمه في قضية “القضاة ” وكان موضوع تحت المراقبة وتم احالته على المجلس التأديبي هو الاخر ..؟ فهل هذه الاسماء في الترافع في هذه القضية صدفة؟ ام ان هناك معادلة مفقودة في الملف؟ أم ان السوابق السلبية لبعض المحامين في الملف، لها امتدادات في الوصول الى هذا الحكم القضائي المثير للجدل الذي صدر في المحكمة الابتدائية؟
يظهر ان الايام المقبلة سوف تكشف خيوط العملية، وكيف ان مثل هؤلاء المحامون نسوا رسالتهم في سمو الدفاع خصوصا في ملفات اجتماعية لفئات صعبة ومنها اغتصاب طفلة قاصر من قبل وحوش في لباس بشري؟ وكيف حاول البعض طي الملف لطفلة عزلاء تنتمي لأسرة فقيرة ولرب اسرة تعرض لخيانة اصدقاءه؟ انه مكر الحياة، لكن نقولها للقانون ضمير حي؟ وله رجالات في الدفاع ،يصون كرامتها وكرامة الوطن.