swiss replica watches
‎الضحية المزدوجة للمتهم بوعشرين ودفاعه – سياسي

‎الضحية المزدوجة للمتهم بوعشرين ودفاعه

رضا الاحمدي

‎يتساءل المرء فعلا أين يمكن أن يتوقف دفاع المتهم بوعشرين في محاولاته اليائسة للتمويه في قضية تتوفر فيها الإثباتات الكاملة؟ فبدل مواصلة هذه المحاولات ونفت الدخان الواهن الذي ما يلبث يتلاشي، كان حريا بهذا الدفاع الانكباب فعليا وعمليا على دحض الأدلة التي تقدمت بها النيابة العامة ضد موكله لتعزز بها القائمة الطويلة من التهم الخطيرة الموجهة لمدير صحيفة “اخبار اليوم” وموقعي “اليوم 24” و”سلطانة”، والتي تتضمن بالخصوص الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والاغتصاب ومحاولات الاغتصاب وغيرها وغيرها.

‎ولكن يبدو أن هذا الدفاع يدرك جيدا أن لا حول ولا قوة له أمام الأدلة الدامغة التي تثبت بالصورة (50 شريطا تتضمن الممارسات المشينة للرجل في حق عاملات وصحافيات على تلك الكنبة الكريهة في قلب مقر أخبار اليوم بالدار البيضاء). لذلك يلجأ إلى الهروب اليائس إلى الأمام، ولا يتورع في التلاعب بمصائر مصرحتين وتعريض حياتهن ومستقبلهن للخطر.

‎فبعد التلويح بورقة “أ-ه” ، المصرحة التي لها شريط ساخن مع بوعشرين مدته حوالي 30 دقيقة، وتبين له أنها لم تجد نفعا، بل كانت كل خطوة تقدم عليها هذا السيدة تنقلب عليها بسرعة وتزيد في مّأساتها، هاهو هذا الدفاع يحاول الركوب على حكم ابتدائي صدر ضد مصرحة أخرى وهي عفاف برناني، المستخدمة البسيطة في مؤسسة بوعشرين، بعد متابعتها بالقذف في حق ضابط من الفرقة الوطنية اتهمته بتزوير المحضر الذي وقعت عليه (هذه الخطوة التي تسببت لها في الحكم كانت بإيعاز من هذا الدفاع الأهوج).
‎وبدل التعامل مع هذا الحكم الابتدائي بالسجن 6 أشهر نافذة، بالطرق التي يكفلها القانون لعفاف برناني، رمى بها هذا الدفاع في هوة سحيقة بعد أن “أقعنها” أو “أرغمها” (الله أعلم) بصواب بث شريط مدته 20 دقيقة على مواقع “اليوم 24″ يظهر جليا أنه تم توضيبه بشكل يجعل الكثير ممن شاهدوه يتساءلون عن مدى صدقتيه. خاصة وأن هذا الفيديو، الذي بدت فيه المسكينة عفاف وهي تتحدث بطريقة آلية، قد صور في مكتب محام شهير بحبه للبوز والظهور، وتحت أنظاره (وتوجيهاته أيضا لاشك).
‎لا يمكن للمرء هنا سوى أن يتعاطف مع المسكينة ” ع- ب” التي وجدت نفسها بين أناس لا يتورعون على استغلالها.
‎فهي ضحية مزدوجة: اولا، للمتهم بوعشرين، الذي تقول في المحضر الذي قرأت ووقعت عليه إنه تحرش بها. وثانيا، لدفاعه الذي يوظفها بشكل لا إنساني مثل سيف شخبي واهن في سعيه “الدونكيخوطي” لإبعاد الأنظار عن القضية الأساسية.
‎إن ما يقترفه دفاع بوعشرين في حق الشابة ” ع ” لا يقل خطورة عما ارتكبه المتهم (حسب المحضر الذي يحمل توقيعها). إنه “يغتصبها” في حياتها، ويخاطر بتدمير مستقبلها بشكل كامل.
‎لو كان دفاع المتهم بوعشرين حريصا عليها وعلى مصيرها، لكان سلك معها منذ الأول الطريق السليم بدل الزج بها في متاهمة بدأت بحكم نافذ بستة أشهر والله وحده يعلم أين ستنتهي.
‎كان يجدر بهذا الدفاع، لو كانت تهمه فعلا مصلحة هذه العاملة البسيطة، أن ينصحها بالوقوف أمام المحكمة حين يحين دورها وتقول آنذاك إنها لم تكن ضحية لبوعشرين وأنها لا تطالب بأي حق مدني. فمن حقها التنازل عن حقها المدني كما من حق المشتكيات الأخريات التشبث به.
‎وإن طلب منها الإدلا بشهادتها، فما عليها سوى الإدلاء بما يمليه عليها ضميرها (أو حتى من يحيطون بها) وينتهي الأمر.
‎أما أن يتم توظيف هذه العاملة المسكينة، بدون أي حياء، كحطب في حرب قضائية، فهذا عمل لا أخلاقي، ولا يؤكد سوى شيء واحد: دفاع بوعشرين-  المتهم بالاتجار في البشر والاستغلال الجنسي للعاملات في مكتبه- تعوزه الحجة، أمام الأدلة المادية الدامغة التي تثبت جرائم موكله.
‎لك الله يا “عفاف”، فقد سقطت بين يدي متهم لم يرحم هشاشتك وحاجتك للعمل وتحرش بك (حسب المحضر الموقع من طرفك دوما)، وبين دفاع لا أخلاق له تجعله يتورعه عن توظيفك بشكل لا إنساني لأنه يعمل جيدا أنه لا يستطيع شيئا امام ملف به كل هذا الكم من أدلة الإدانة (بالخصوص الـ50 شريطا).

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*