” عفاف ” الضحية بالتسلسل
سياسي: رضا الاحمدي
فعلا، لا يسعننا سوى إبداء الشفقة على المسكينة السيدة عفاف ب، الذي وجدت نفسها بين استغلالين لا يرحمان:
-استغلال مدير متهم بالاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والاغتصاب.
-واستغلال أبشع من طرف محيط المتهم..
هذا المحيط- بمحاميه الشهير بخرجاته المضحكة، وبأفراد أخرين في الظل، فيهم متورطون في الملف بوعشرين ولهم محضر وشريط أوأكثر- لا يتروع في استخدامها كحطب حرب يعرف أنها خاسرة أمام الأدلة الدامغة (بالصوت والصورة) على حقيقة التهم التي يتابع بسببها مدير أخبار اليوم واليوم 24.
لا يمكن لأي شخص يتوفر على ذرة من الّإنسانية إلا أن يتعاطف مع هذا المسكينة. ويشجب ما يقوم به هذا المحيط في حقها وحق أسرتها، فهو لا يتردد في التلاعب بها وهو يعرف حق المعرفة أنه يخاطر بمستقبلها النفسي والاجتماعي.
حاول محيط المتهم لعب ورقتها في الأول فانكشف كذبها وتعرضت للمحاكمة، بل ولحكم نافذ.
ثم وظفت من طرف نفس الأشخاص في فيديو ظهرت فيه مثل ألة تتلو ما لقن لها بشكل يبعث حقا على الشفقة، ويثير في النفس كل مشاعر الاشمئزاز من غياب أدنى حس إنساني لدى من يتلاعبون بكائن بشري وكأنه مجرد دمية. ثم بعد ذلك استعملت عصا هشة ورخوة جدا لتخويف الضحايا ومن يدعمهن… هيهات ثم هيهات
كل هذا، وهذا المحيط يعلم أن ما يقوم به لن ينفعه في قضية تتعلق بالاتجار في البشر ويحتكم فيها الطرف المدعي إلى أدلة يصعب بل يستحيل دحضها (أكثر من 50 شريطا تظهر المتهم وهو يمارس شذوذه على عاملات وصحافيات في مؤسسته)..
كل هذا، وهذا المحيط يعلم علم اليقين، أنه يرتكب في حق “عفاف” المسكينة، وعن سبق الإصرار، جريمة إغراقها في مستنقع يدري جيدا أنها لن تخرج منه سالمة أبدا.
نعم، لا يمكننا إلا أن نشفق على هذه السيدة لأن الأيام المقبلة قد تحمل لها مفاجأت غير سارة فعلا، وسيتبين لها بالدليل أن من يحركونها، دون أي اعتبار لإنسانيتها، كانوا فقط يستخدومونها كحطب بشري في حرب يدركون مسبقا أنهم سيخسرونها.