swiss replica watches
المرأة والوحش الآدمي والكلاب الضالة – سياسي

المرأة والوحش الآدمي والكلاب الضالة

 

سياسي/ رشيد لمسلم
أية منظومة حقوقية تحمي المرأة القروية من جبروت الأزواج أو الأقارب الذين يستأسدون في كل مواقفهم ضدها ويهضمون حقوقها وينكلون بها في مغرب القرن الواحد والعشرون؟ وأية حماية اجتماعية توليها المنظمات الرسمية والغير الرسمية تجاه المرأة القروية التي تفتقد لأبسط حقوق الحياة والكرامة على منوال الفيديو الذي نشرناه حول واقعة الرجل الذي نكل بزوجته وأشبعا ضربا وركلا ورفسا بتحرش مع كلابه الضالة في جماعة مول البلاد ضواحي الخميسات؟
هذه الواقعة التي تحيلنا على مفهوم الحقوق والكرامة التي حتى عليهما الدستور المغربي وكافة المواثيق الوطنية والدولية التي تسعى إلى إنصاف المرأة وتمكينها من كافة حقوقها وعلى رأسها صون كرامتها في عالم ذكوري مازال يعتقد أن المرأة إمعة، أو جارية أو خادمة أو مخلوقة من الضلع الأعوج، في غياب تام للمنظمات المكفول لها دور توعية المرأة بحقوقها والدفاع عنها حينما تتعرض لانتهاك حقوقها الإنسانية كما أطلعنا فيديو الوحش الآدمي وهو يمارس سادته الذكورية واستقواءه على امرأة لاحيلة لها ولا حول ولا قوة لها.
ظاهرة العنف ضد المرأة لكونها ظاهرة عالمية تعاني منها المرأة في كل مكان وأينما كانت. وان اختلفت أشكالها وعلى الرغم من الانتشار الواسع لهذه الظاهرة إلا أنها لم تحظى بالاهتمام الكافي إلا مؤخرا حيث بدأت الحركة النسائية العالمية, تؤكد على أهمية ربط قضايا المرأة بقضايا حقوق الإنسان.
إن الإسهاب في موضوع الإساءة للمرأة يكاد لا يهتدي إلى نهاية إلا أن أهم حكم يمكن استشفافه أن العنف لا يمكن حصره في حدود الضرب والإهانة وما شابههما من أساليب التعسف بل هو سلوك أخذ في التشعب بشكل متواصل رغم صرامة القانون المغربي من هذه الناحية والذي عرف تطورا حقوقيا يجب الاعتراف به، إلا أن العادات والتقاليد والجهل والأمية يقفان سدا منيعا أمام تمكين المرأة من حقوقها، إضافة لجملة من المفاهيم التي تجعل من المرأة القروية لا تكثرت لحقوقها والمتجلية (الصبر في وجه لولاد) ولا (اللهم ضريب الراجل ولا قلة ما يدخل لحناجر).
كما أن هذا الموضوع المؤلم من خلال الفيديو الذي نشرناه والذي يعيدنا إلى الجاهلية الأولى يدعو الأجهزة القضائية والمنظمات الحقوقية متابعة الرجل حتى لو تنازلت الزوجة عن حقوقها، لأن في ذلك درس وعبرة لكل العقول الذكورية التي تستبد في تعاطيها مع المرأة، وإفادة حقيقية لإصلاح المجتمع والضرب بيد من حديد على يد كل من سولت له نفسه الاعتداء على المرأة بحق أو بدون وجه حق.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*