بعد صرخة الطفل عبد السلام أبوزيد … جهات رسمية تؤكد أن أسرة الطفل لا تعاني الهشاشة وتوضح حقيقة ما تم تداوله بخصوص الأوضاع المزرية بدوار تمرنوت

على إثر ما تم تداوله في فيديو منشور على إحدى المواقع الإلكترونية حول الأوضاع بمنطقة “تمرنوت” بجماعة ايت عباس، قيادة ايت امحـمد بدائرة أزيلال، والمرتبطة أساسا بقطاعات الماء الصالح للشرب، الصحة والتعليم، والذي جاء في إطار التفاعل مع الفيديو الذي سبق للطفل المدعو “عبد السلام أبوزيد” أن ظهر فيه بمواقع التواصل الإجتماعي، وهو يستجدي من خلاله بعض المحسنين قصد مساعدته بالملابس لمواجهة موجة البرد التي شهدتها المنطقة في نهاية الأسبوع الماضي.

وحسب البلاغ الذي توصلت سياسي بنسخة منه، فإنه وتنويرا للرأي العام المحلي والوطني تقدم هذه التوضيحات والحقائق رفعا لكل لبس ودحضا للمغالطات والمزايدات التي تضمنها هذا الفيديو وفق المعطيات التالية:

فبخصوص الإدعاءات المتعلقة بمعاناة ساكنة دوار “تمرنوت” خاصة النساء بسبب عدم توفر الماء الصالح للشرب، الجدير بالذكر، أن الدوار المذكور يتوفر على منظومة مائية تسير من طرف جمعية مائية يترأسها عم الطفل الذي ظهر بالفيديو المشار إليه أعلاه، حيث يستفيد من الربط الفردي 53 منزل من أصل 67 المكونة لساكنة دوار “تمرنوت”، بحيث يتم تزويد هذه المنظومة انطلاقا من بئر مجهزة منذ سنة 2005 من طرف الجماعة الترابية لأيت عباس، وصهريجين سعة الأول 50 طن والثاني 30طن، كما يتوفر الدوار على بئر غير مجهزة تم إنجازها من طرف المجلس الإقليمي لأزيلال وليس من طرف أحد المحسنين كما يدعي صاحب التصريح، وهذه البئر تتوفر على صبيب ماء مهم احتياطي. أما فيما يخص 14 منزلا المتبقية منها 7 منازل من الضفة الأخرى للوادي في انتظار ربطها من دوار “كلابو” المجاور، علما أن تصريح المعني بالأمر يأتي كرد فعل ضد قرار رئيس المجلس الجماعي لأيت عباس، القاضي بإلغاء اتفاقية تسيير المنظومة مع جمعية أخرى، وتوقيع اتفاقية مع الجمعية المسيرة حاليا للمنظومة.

أما بالنسبة للمزاعم المتعلقة بالوضع الصحي بدوار “تمرنوت”، الجدر بالذكر، أن هذا الدوار يستفيد من خدمات صحية يوفرها المستوصف القروي بدوار “إكمير” الذي لا يبعد إلا ب كيلومترين من الدوار المذكور، والذي يتوفر على مختلف التجهيزات اللازمة، كما تم تزويده خلال هذه الفترة من موجة البرد بحصة من الأدوية الضرورية، بالإضافة الى استفادة ساكنة الدوار التي لا تتجاوز 365 شخص من الخدمات التي تقدمها كل من المركز الصحي بايت امحمد والمركز الصحي بتبانت، وكذا دار الأمومة التي تستقبل النساء الحوامل قصد وضعهن تحت الإشراف الطبي.

وفي إطار البرنامج الاستباقي الذي أعدته المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بأزيلال لمواجهة موجة البرد القارس وتساقط الثلوج، فقد تم تنظيم وحدات طبية متنقلة بالمنطقة، بتنسيق مع السلطات المحلية، استفاد منها حوالي 703 شخصا خلال الفترة الممتدة ما بين 05 نونبر و 28 دجنبر 2020.

وفيما يخص قطاع التعليم على مستوى جماعة أيت عباس، عكس ماجاء من تصريحات المعنيين بالأمر، فهي تتوفر على بنية مدرسية مهمة، تتمثل في أربع مجموعات مدرسية تتكون من 23 وحدة مدرسية، بها 52 حجرة دراسية يتمدرس بها 2460 تلميذ وتلميذة موزعين على 102 قسم بمعدل 24 تلميذ(ة) في القسم الواحد، وكل هذه الوحدات المدرسية تتوفر على حطب التدفئة، وتتوفر هذه الجماعة على 04 حجرات للتعليم الأولي المدمج بنيت برسم السنة المالية 2019.

أما في سلك التعليم الثانوي الإعدادي، فإن المديرية الإقليمية للتعليم بأزيلال، برمجت برسم السنة المالية 2018 إنجاز مشروع بناء ثانوية “اسكاط” الإعدادية بمركز الجماعة، وهذه المؤسسة معتمدة للدخول المدرسي المقبل 2021/2022، وقد بلغت نسبة الإنجاز فيها 80 في المائة.

وتجدر الإشارة، إلى أنه يتم حاليا استقبال تلميذات وتلاميذ الجماعة الترابية أيت عباس المتمدرسين بسلك التعليم الثانوي الإعدادي بكل من ثانوية الزيتون الإعدادية بالجماعة الترابية واولى، وفئة مهمة منهم من تستفيد من النقل المدرسي أو الإطعام المدرسي، كما يتم استقبالهم كذلك بثانوية أيت امحمد الإعدادية، وفئة مهمة منهم تستفيد من النقل المدرسي أو ممنوحين بداخلية ثانوية أيت امحمد التأهيلية، أو يتم إيواؤهم بدور الطالب والطالبة أو بدور الإيواء في إطار شراكة ثلاثية بين الجماعة الترابية أيت عباس والجماعة الترابية أيت امحمد والمديرية الإقليمية لقطاع التربية الوطنية بأزيلال. كما يتم استقبال المتمدرسين بسلك التعليم الثانوي التأهيلي بثانوية أيت امحمد التأهيلية ومنهم من يستفيد من النقل المدرسي أو من الإيواء بداخلية ثانوية أيت امحمد التأهيلية أو بدور الطالب والطالبة، أو بدور الإيواء في إطار الشراكة السالفة الذكر.

وفيما يخص المشاريع المبرمجة، سيتم برسم السنة المالية 2022 إنجاز مشروع بناء داخلية بثانوية اسكاط الإعدادية ومشروع بناء المدرسة الجماعاتية أيت عباس، فضلا عن انجاز مجموعة من المطاعم المدرسية بالوحدات المدرسية، واقتناء عدد من حافلات النقل المدرسي. وذلك في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين ولاية جهة بني ملال خنيفرة والمجلس الجهوي والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في شأن تنفيذ برنامج العمل المتوسط المدى للارتقاء بالعرض التربوي بالجهة خلال الفترة 2019-2023.

ويضيف البلاغ، أن الملاحظ على ضوء هذه المعطيات والبرامج الواعدة على مستوى قطاعات الماء الصالح للشرب، الصحة والتعليم، أن المنطقة غير مهمشة وهي في صميم اهتمامات السياسة التنموية المندمجة بالإقليم، إلا أن ذوي النيات السيئة الفاقدة لأخلاق المروءة والنبل والشهامة، تسعى فقط الى البحث عن السبق الإعلامي وتوجيه رسائل مشفرة لتضليل الرأي العام المحلي والوطني، والتسابق في اتجاه هذه المناطق الجبلية بداعي التضامن والتكافل المزيف مع أبناءها، علما أن الموقع الذي تطرق لهذا الموضوع قد زاغ عن الموضوع الأساسي المتمثل في التقصي حول الوضع الإجتماعي والأسري للطفل الذي ظهر بالفيديو الذي تم ترويجه على نطاق واسع، لعلمه أن الوضع المعيشي لهذه الأسرة لابأس به، حيث تقطن بسكن لائق مكون من 8 غرف، بالإضافة الى سكن ثانوي خاص بالعزيب، إذ تتوفر الأسرة على 150 رأس من الأغنام، وتمتلك هكتارين ( 2) من الأرض، يتم زرعها بحوالي 15 عبرة من الحبوب، كماأن رب الأسرة المدعو حسن أبوزيد يشتغل بشركة مكلفة بالطرق في مجال تجهيز الإسفلت يتجاوز راتبه الشهري 5000 درهم، فضلا عن اشتغال أخويه بنفس الشركة، وأيضا عمة الطفل المعني بالأمر تتوفر على رخصة سيارة الأجرة من الصنف الأول. واعتبارا لذلك فإن صاحب الموقع تعمد الإنزلاق في متاهات الغوص في القضايا المرتبطة بالشأن العام المحلي، دون تكليف نفسه عناء الإستنتاج وإدراك أن الشخصين المصرحين ومن بينهما عم الطفل المذكور أعلاه، لاتبدوا عليهما حالة الفقر والعوز، خصوصا وأن هذا الأخير يعتبر رئيس الجمعية المسيرة للماء الصالح للشرب ويدعي زورا وبهتاناعدم توفر ساكنة الدوار على المنظومة المائية، بل والربط الفردي للمنازل، مما يؤكد بالملموس أن خلق هذه الضجة الإعلامية ترمي فقط الى تصفية حسابات سياسوية ضيقة، وتضليل الرأي العام بسيل من الأكاذيب التي تفتقر الى الوازع الأخلاقي.