إلى ملكتي الأندلسية

( عبارة عن حوار)
بقلم : عبدالهادي بريويك

– أعتذر
– فقد أخطأت في حقك
– وفيما كان الخطأ؟
– أخطأت في حقك أكثر
حتى تساقطت من خريف العمر
كل أوراق الشجر
لوحدتك أتركك
وأخرج صبحا دون أن أودعك
وحينما أعود مساء أنسى أن أقبلك
أعتذر
– سامحتك ولا تقدم لي أي اعتذار
فإن حبك في قلبي لا يقبل الاحتضار
ولأنني أحببتك
وأحبك
فأنت ربيع العمر
وبستان حبك في هيامي
دائم الاخضرار
– سلمتك أمري
وآمنت أن حبك قدري
في مملكتي التي تفوق سبأ
أنت فيها أكثر من بلقيس
في السحر
وفيها أنت أجمل الكائنات
وحينما أشرف على الموت
تحييني بأرق وادفإ الابتسامات
وتهزمي هادم الروح واللذات
أعتذر
– كفاك اعتذارا
فإنك في بحر مجوني وجنوني
تزداد وسامة
وفي دنياي أكتبك وتكتبني
ولا أمحوك ولا تمحوني
فأنت القلم الذي لا يعشق
غير مفاتن أوراقي
وأنت الصبح الذي تبدأ به إشراقة نهاري
– أحبك وأكرر اعتذاري
إن لحظة جفاني الزمن
وكنت معك ضعيف الوصال
فقد يأخذني الزمن عنك
أحيانا
لكنه لن يأخذني عك طول الأزمان
أعتذر
– قلت لك..حبيبي فيما الاعتذار
فجنون الحب حبيبي
مثل الأقدار
وقدري أنت
ملء الصبيحات والأسحار
فرجاء
إن كنت يمامة في عش قلبك
فلا تكرر الاعتذار
– في بحتك حبيبتي
أقرأ اللوم
وكل معاني العتاب
حتى أشعر أنني أشعر أمام
أسئلة عينيك
وحيرتهما
عاجز عن الجواب
أو كزهرة تكبر وتنمو
دون تراب
أعتذر