swiss replica watches
إعادة إنتاج مسلسل “الحسناء والوحش” بقطاع الفلاحة بوزارة أخنوش – سياسي

إعادة إنتاج مسلسل “الحسناء والوحش” بقطاع الفلاحة بوزارة أخنوش

سياسي/ رضا الأحمدي

من منا لا يتذكر مسلسل الحسناء والوحش ” La Belle et la Bête” التليفزيوني الذي عرض أول مرة سنة 1987 على شبكة سي بي إس” من بطولة ليندا هاميلتون ورون بيرلمان ثم عرض بالتليفيزيون المغربي مطلع تسعينيات القرن الماضي، وقبله أنتج فيلم فرنسي سنة 1946 مقتبس من حكاية خرافية تقليدية بنفس الاسم كتبتها “جان ماري لو برنس بيمونت” و نشرت سنة 1757.
وإذا ظلت جمالية الإخراج والتصوير والتمثيل والدراما راسخة في أذهان أجيال متعاقبة حول المسلسل والفيلم معا، فإن فيلما بطول المسلسل بنفس العنوان ومن بطولة امرأة ورجل أيضا أعيد إنتاجه في سابقة من نوعها بقطاع حكومي مغربي مع فارق في الجمالية والحبك الدرامي وتناسق الإخراج.
ولمن لم تتضح له الصورة، فقد كشفت مصادر ل”سياسي” أن مدير الموارد البشرية بقطاع الفلاحة بوزارة أخنوش قبل تقمص دور “الوحش” وبطولة فيلم اقترح عليه كما تقترح عليه إجراءات تأديب الموظفين كالعادة دون تبين ما إذا كانوا مستحقين للتأديب أم للتحفيز.
فالمدير المذكور قام باستهداف إحدى حسنوات قطاع الفلاحة عبر فيلم موحد موضوعه التعسف والإمعان فيه وباتخاذ إجراءات في شكل حلقات مسلسل لكل منها طابعها الخاص مع تقاطع حول مضمون الشطط في استعمال السلطة.
وكدأبه توصل مدير الموارد البشرية عفوا “مدير تأديب الموارد البشرية” باقتراح من إحدى المديريات المركزية الإنتاجية لعرض المعنية بالأمر على المجلس التأديبي فتقرر توقيف الحسناء عن العمل لمدة 15 يوما، مع الإشارة إلى أن كل شيء يسير ببطء بتلك المديرية إلا ما يتعلق بمساطر التأديب التي سبقت سرعتها حتى البراق، براق السكة الحديدية ومن يدري فربما حتى براق معجزة الإسراء والمعراج.
ووفق نفس المصادر، فسبب إنتاج هذه الدراما الضخمة هو وقوع شنآن بين كاتبتين لرئيس مصلحة ما إحداهما الحسناء، وبعد تدخل الرؤساء المباشرين تقرر الفصل بينهما عبر اقتراح تنقيل إحداهما، فوقع الاختيار على الحسناء التي رفضت الاستجابة لقرار التنقيل لكونه تعسفيا ولكون الوجهة المنقولة إليها لا تتوفر فيها ظروف العمل وحسن الاستقبال، ما يجعل التنقيل مجرد تأديب مبطن، والنتيجة عرض الملف على مدير تأديب الموارد البشرية تحت مسماه الجديد أو “إله الموارد البشرية” حسب ما يصفه البعض، والذي عوض تعميق البحث في الموضوع ولعب دور حل المشاكل بالاستماع للحسناء وجبر خاطرها أو تنويمها لقبول عرض آخر في إطار الوساطة كما ينوم من ثبت تعرضه للتعسف سارع إلى دعوة مجلس التأديب الذي غالبا ما يقترح قرارات معدة سلفا وخرج بقرار التوقيف في حقها ليزيد الطين بلة قاصدا كعادته إرهابها حتى تتقوقع.
وفعلا استطاع المدير إرهاب الحسناء التي لم تعد كما كانت بعد اضطرارها للخضوع للعلاج النفسي، إلا أنه لم يستطع إرهابها إداريا بعد سلوكها للمساطر القضائية وحرصها على الحضور للإدارة رغم حرمانها من أي مكتب تمهيدا لعزلها وتشريدها كما فعل بموظفين آخرين قبلها.
وإمعانا في ممارسة اختصاص التأديب ولعب دور الوحش تجاوز المدير هذه المرة بدعة الاكتفاء بتلقي المقترحات ليمارس تعسفه، إذ بادر إلى إنذار المعنية بالأمر بدعوى تغيبها الغير المشروع عن العمل، وبعد ذلك مر لاستدعاء المجلس التأديبي أو من هو أسرع من البراق للخروج بقرار عزلها من الوظيفة العمومية.
وبعد حلقات مختصرها لجوء الحسناء للقضاء لإسقاط قرار العزل، حكم القضاء الإداري بعدم مشروعية العزل في حكم نهائي تم السعي إلى تنفيذه، لكن المدير أراد إطالة حلقات المسلسل رافضا التنفيذ بإرجاع الحسناء إلى مصلحتها السابقة مصرا على التحاقها بالمصلحة التي نقلت إليها تعسفا.
ومن باب الإنصاف، تؤكد تلك المصادر أن القضاء رفض الاستجابة لطلب الحسناء حول قرار التنقيل مقرا بمشروعيته، إلا أن ذلك لا يشفع للمدير بذلك الإصرار، مادام بإمكان الإدارة اللجوء إلى خيارات أخرى مادامت متاحة، فالذي يمكنه التنقيل بالأمس يمكنه التنيقل اليوم، والإرجاع بحكم قضائي بعد العزل هو بمثابة توظيف جديد لكون موضوع التنقيل طوي إداريا وقضائيا والحسناء الآن تناقش موضوع الالتحاق من جديد بوظيفتها.
فكما لو يحاول البطل المدير شرح معنى قول المغاربة “ولو طارت معزة”، رفض التنفيذ رغم فتح ملف لذلك واضطر البطلة الحسناء لطرق باب القضاء من جديد بعد تحرير محضر امتناع في مواجهته فاستجاب القضاء للحسناء، ولا زال فريقه يباشر الطعون ويمعن في الامتناع ولا أحد يتوقع مصير الحسناء ولما لا مصير الوحش في الحلقة الأخيرة.
شيء واحد مؤكد في القضية هو أن المدير المعني يتقن التعسف ويفشل في شأن ذلك أمام القضاء بعدما صار رفقة مساعده المماثل للمقدم يتقنان أيضا عدم ضبط المساطر لكون السرعة الفائقة وهوس التأديب يجعلهما لا يلبسان كل قضية لباسها اللائق مسطريا، فتشابه عليهم البقر عفوا البشر أ كان ظالما أو مظلوما.
ورغم ما ذكر من حقائق أعلاه، فإن “التبريريين” سيخلقون ألف مبرر للمدير بحكم مصالح مشتركة أو لهذا السبب أو لذاك كما برر القاضي جميع جرائم بائع الدجاج في القصة المتداولة على صفحات التواصل الاجتماعي، ولمن لا يعرف قصة بائع الدجاج فهذه كاملة:
جاء رجل إلى محل الدجاج ومعه دجاجة مذبوحة طالبا من صاحب المحل نتف ريشها وتقطيعها في انتظار عودته، فلما انتهى بائع الدجاج من بيع منتوجه بقيت لديه دجاجة الزبون المقطعة وظل ينتظره إلى أن قدم قاضى المدينة راغبا في دجاجة، فقال صاحب المحل : والله ما عندى إلا هذى الدجاجة وهى لرجل سيرجع لأخذها.
قال القاضى : أعطني إياها وإذا جاء صاحبها قل له إنها طارت
قال بائع الدجاج : لا يمكن سيدي فقد أتى بها مذبوحة فكيف تطير ؟؟
قال القاضى : أسمع ما أقول لك وإذا اشتكاك فستختصمان عندي وأقضي لك.
وبعد حين طلب صاحب الدجاجة من البائع مرافقته إلى القاضي بعدما لم يقتنع بفكرة طيرانها، وفي الطريق لقيا رجلين يختصمان أحدهما مسلم والثاني يهودي فأراد بائع الدجاج أن يفرق بينهما ففقأ عين اليهودي وأمسكه الناس فصارت له قضيتان، فهموا به عند القاضي وعندما اقتربوا من المحكمة أفلت منهم وهرب وهم في إثره وولج مسجد فدخلوا وراءه وصعد فوق المنارة فلحقوا به فقز ووقع على رجل عجوز مات من فوره، ثم أمسكوه مجددا إلى أن جاء أبن العجوز وذهبوا به إلى القاضي، فلما رآه القاضي ضحك معتقدا أن كل ما في الأمر إقناع رجل بطيران دجاجة مذبوحة ولو تعسفا كما يفعل المدير المعني، وهو لا يعلم أن الخصوم ثلاثة وكل قضية أكبر من أختها.
فلما عرضت القضايا على القاضي أمسك رأسه و جلس يفكر ودعا كل خصم بمفرده، ثم قال لصاحب الدجاجة: ماذا تقول في دعواك؟.
قال صاحب الدجاجة : هذا سرق دجاجتي وادعى أنها طارت رغم تسلمها مذبوحة فهل يقبل ذلك عاقل؟
قال القاضي: هل تؤمن بالله؟
قال صاحب الدجاجة: نعم أؤمن بالله.
قال له القاضي: “يحيي العظام وهى رميم”، قم فمالك شيء.
فجاء اليهودي وقال هذا يا قاضى فقأ عيني وأريد القصاص مثل ما فعل بي.
فجلس القاضي يفكر ثم قال لليهودي: دية المسلم للكافر النصف، ولذلك أقترح أن نفقأ عينك الثانية حتى تفقع عينا واحدة له، فوجد اليهودي نفسه مضطرا للتنازل عن الشكوى كي لا يفقد عينه الأخرى.
وبعد ذلك تحمس القاضي مطالبا بإدخال ابن العجوز الذي عرض قضيته وقال: يا سيادة قاضي هذا الرجل قفز على فوق أبي وقتله وأريد حقي.
ففكر القاضي وقال: العين بالعين والسن بالسن، وقياسا على ذلك أقترح أن تعتلي المنارة وتقفز فوق بائع الدجاج كما فعل بأبيك.
فكر الابن ورد: وماذا إذا تحرك يمينا أو يسار فأقع أرضا وأموت كأبي؟
قال القاضي: تلك مشكلتك، ثم لماذا لم يتحرك أبوك يمينا أو يسارا؟
طأطأ الابن رأسه وانصرف خائبا، واعتلت البشاشة وجه القاضي لكنه نسي أمر الديان الذي لا يموت.
وليواصل كل “تبريري” تبريراته.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

تعليق 1
  1. كريم يقول

    مدير مريض بجنون العظمة ، يجب اعفاءه هو ومرتزقته

رد على كريم
إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*