swiss replica watches
حملة المقاطعة: “السكين وصلت للعظم” – سياسي

حملة المقاطعة: “السكين وصلت للعظم”

في المقاطعة : رأي و موقف.
لغويا، أن تقاطع أو تنقطع عن الشيء ، معناه أن تعتزله و تتركه و تمتنع و تضرب عنه و تتوقف ( دائما أو مؤقتا) عن مزاولنه أو ممارسته أو اقترافه أو إتيانه.
و هو سلوك طبيعي بل و بدائي داب الإنسان( و حتى الحيوان في بعض الحالات) على اللجوء إليه كلما أحس بأن الشيء أو الفعل موضوع المقاطعة أصبح فيه ضرر و مضرة معنويا أو ماديا.
الشيء الوحيد المشتق من فعل قطع أو انقطغ و لا يحيل على اسمه هو “القطعة” التي نأتيها بشراهة .
و غالبا ما كان فعل المقاطعة اضطراريا يلجأ له مقترفه بعد أن تختنق قنوات التعبير عن الغضب و التذمر و الرفض و الشكوى .
و يسجل التاريخ بأن هذا الفعل الاحتجاجي المدني الحضاري السلمي قد مارسته دول في مواجهة طغيان دول أخرى، و مارسته شعوب في مواجهة طغاة أو مستعمرين أو مستغلين إقطاعيين ، و مارسته مؤسسات للحد من جبروت مؤسسات أخرى .
و قد أبدعت البشرية أشكال عديدة لممارسة هذا الفعل الاحتجاجي النبيل ، كالانقطاع عن الكلام أو الطعام أو الاستهلاك أو تبادل الزيارات أو إغلاق الحدود أو الصيام أو شراء منتوجات …
و غالبا ما كان لفعل المقاطعة وقعه و تأثيره و مفاعيله على عودة الأمور إلى مجاريها ، خاصة إذا كان الموجه إليهم هذا الفعل ممن يلتقطون بذكاء عمق البركان الخامد وراء هذا الفعل المدني السلمي.
اما إذا وقع صم الآذان فقد يحدث ما ليس في الحسبان.
يعتبر المهاتما غاندي ، على الأقل في العصر الحديث ، رائدا قي فعل المقاطعة الاقتصادية . فقد دحر و قهر و شعب الهند معه قوة استعمارية ما كانت تقهر .
و في تجربة الحركةالوطنية المغربية ( التجارو الصناع التقليديون خصوصا ) الكثير من اللحظات المشرقة بنجاعة و فعالية المقاطعة.
بل و يذكر التاريخ أن السلطان محمد بن يوسف ( محمد الخامس رحمه الله) كان هو نفسه قد لجأ إلى سلاح المقاطعة الفتاك بإضرابه عن توقيع و مهر الظهائر السلطانية التي كانت تعدها سلطات الاستعمار .
و قريبا منا لازالت الدولة التونسية تمتنع عن الترخيص لدخول mcDonald إلى أراضيها..
و طبعا تبقى الحملة العالمية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية إحدى أكبر الحملات الممتدة في التاريخ.
بالعودة إلى ما انطلق في بلادنا منذ فترة كندفة ثلج و هو ذاهب إلى التضخم و سيصبح كرة ثلج بحجم الوطن ، و بعيدا عن سؤال من وراء ذلك ،؟ و لماذا هذه المنتجات و ليس تلك ؟ … فإن ما يجب الجهر به علانية هو أن “السكين وصلت للعظم” ، و اقتصاد السوق ذاهب نحو تكريس مجتمع السوق ( الغلبة للأقوى) ، و الدولة الحامية قد استقالت ، و الكارتيلات قد تغولت ، و الأسعار قد التهبت ، و مثلما تولد و تظهر فجأة كمشة من الأغنياء الجدد ،فإن كثرة من الفقراء الجدد تولد و تظهر بموازاة ذلك،، فتبلترت الطبقات الوسطى prolitarisation, و سحقت الطبقات الدنيا …و صارت المعيشة ضنكة.
هذا الواقع الذي تقر به الدولة ، و تقوله المؤسسات الرسمية و الأجنبية.. هو واقع لا يرتفع و يستحيل حجبه.
إن أول مدخل للتماسك الإجتماعي هو العدالة الاجتماعية، و أول مسلك للعدالة الاجتماعية هو أن تصل ثمار النمو إلى الجميع.
و على دولة الرعاية الاجتماعية l’état providence أن تستعيد أدوارها و وظائفها.
و على أصحاب الكارتيلات أن يعوا بأن الجشع قاتل لصاحبه و أن يعملوا بقوله تعالى ” و من كان غنيا فليستعفف و من كان فقيرا فليأكل بالمعروف” .
قد تكون حملة اليوم “مخدومة” ، و لكنها وجدت أرضية و بيئة اجتماعية و مجتمعية مهيئة و محضرة و جاهزة اشتعلت فيها كالنار في الهشيم .
لقد سمحت الانتقائية ببروز سجال polémique غير ذي معنى سقط فيه كثيرون ،؛ متناسين أو غافلين أن المعركة الأم في مغرب اليوم هي معركة الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية….و هي معركة لا يجب أن نستثني منها أيا من الحيتان الكبيرة و القطط السمينة…
و المقاطعة بهذا المعنى النبيل هي فعل مواطن و وطني يبغي التنبيه إلى المخاطر المحدقة بنا دولة و شعبا ، مؤسسات و مقدسات.

#أنا-مقاطع-أنا-مواطن-وطني

جواد شفيق، فاس 27 أبريل 2018.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*