swiss replica watches
الصندوق المغربي للتأمين الصحي: من الخيمة خرج عوج – سياسي

الصندوق المغربي للتأمين الصحي: من الخيمة خرج عوج

رضا الاحمدي

عرفت الطريقة السريعة التي مر بها التصويت والمصادقة من قبل الحكومة والبرلمان المغربي على الصندوق المغربي للتأمين الصحي، جدلا كبيرا من قبل المهتمين بمجال التغطية الصحية والتعاضد والنقابات والمهتمين بالاقتصاد الاجتماعي.
وعلمت” سياسي”، ان صدمة أصابت الفاعليين النقابيين والمهتمين بمجال التعاضد، بالطريقة السريعة والغريبة وعدم اشراك النقابات في التشاور لاعداد المشروع القانون الخاص بما سمي بصندوق المغربي للتأمين الصحي الذي سيلغي الكنوبس.
ورغم التراكمات الايجابية التي حصلت في خوصصة قطاعات اجتماعية واعطاء التعاضديات صلاحية تسيير شؤونها مع مختلف الفاعليين النقابين والاجتماعيين والمهنيين، ورغم السلبيات الحاصلة والتي اقرتها تقارير المجلس الاعلى للحسابات بخصوص عمل وتسيير الكنوبس، الا ان رغبة حكومة العثماني في تمرير باستعجالية في احداث صندوق التأمين الصحي سيعرف لا محال فشلا لكون الصندوق خرج من الخيمة عوج، باعتبار ان العديد من مؤسسات القطاع العام تعرف سوء التسيير والتدبير.
ورغم ان توصيات مكتب العمل الدولي ومؤسسات الامم المتحدة تدعو الى تواجد مؤسسات القطاع الخاص لتدبير الشؤون الاجتماعية، .
والغريب ان الصندوق المغربي للتأمين الصحي اقصى التعاضديات من ثمثيليته وهو ما سيخلق تضارب في المصالح واقصاء النقابات، بتسيير ” بيروقراطي”.
فكيف مثلا يتم اقصاء التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية التي تعتبر اكبر تعاضدية وتشكل نصف مكونات الكنوبس، وأزيد من مليونين ونصف من المستفدين.
ولماذا لم تخرج مدونة التعاضد؟
وبما ان الخوصصة بالمغرب تمت من خلال فشل مؤسسات في التدبير والتسيير لمؤسسات استراتيجية،
المجلس الاعلى للحسابات في كثير من التقارير رصد جملة اختلالات في التسيير المالي والاداري للعديد من المؤسسات. والامم المتحدة والمكتب الدولي للشغل دعى الى تشجيع الدول في دعم المؤسسات الخاصة ومؤسسات الاقتصاد الاجتماعي التضامني.
كما دعت اعلى سلطة بالبلاد من خلال تسهيل العمل الاجتماعي والتشارك لمواجهة البيروقراطية..الا ان الحكومة الحالية تريد ضرب هذه المكتسبات.
كم اكد الملك في العديد من المناسبات بصيانة وتحسيين الحماية الاجتماعية وتنميتها وليس قتل المؤسسات المنتخبة.
ولماذا قتل صندوق الكنوبس الذي له مرتكزات وقانون ينظمه وموارد بشرية؟
وان كانت هناك سوء حكامة وتسيير وعجز في الكنوبس فلماذا لم يتم محكامة ومحاسبة مدير الكنوبس؟

وقال الباحث جمال محافظ، ان ” أن مشروعا بهذا الحجم و بهذه الاهمية الاستراتيجية التي يكتسيها، ونظاما للحماية الاجتماعية والتغطية الصحية بهذه الرمزية والحمولة التاريخية،كان يتطلب اعتماد منهجية عقلانية وفتح حوار موسع مع جل الاطراف المرتبطة بهذا القطاع خاصة منها التعاضديات التي يرجع لها الفضل في ميلاد” الكنوبس”، ومع كافة الفاعلين الاجتماعيين أيضا من منظمات نقابية وفعاليات المجتمع المدني المتدخلة في ميدان الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، وذلك تفعيلا لمقتضيات الدستور الذى ينص على المقاربة التشاركية.

واضاف ” ان تغييب هذه المقاربة التشاركية في اعداد مشروع المرسوم المتعلق بإحداث الصندوق المغربي للتأمين الصحي واعتماد مسطرة تشريعية استعجالية لتمرير هذا المشروع بمجلسي النواب والمستشارين على بعد يومين فقط من افتتاح دورة أكتوبر الخريفية للبرلمان، جعل بعض الفاعلين يتوجسون من أن يكون هذا المشروع “تحكمه خلفيات ذات طبيعة سياسية”.

كما وجهت بعض الاطراف المختصة في الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، انتقادات لاذعة للحكومة وتتهمها باعتماد ” منهجية اقصائية” تهدف من ورائها ” الاجهاز على المكتسبات التي راكمها القطاع التعاضدي على منذ أزيد من 70 سنة”.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*