swiss replica watches
تونس في حرب متواصلة على الإرهاب – سياسي

تونس في حرب متواصلة على الإرهاب

بعد خمسة أشهر على مجزرة سوسة، يضرب الإرهاب هذه المرة قلب العاصمة التونسية، مخلفا مقتل 12 فردا كانوا على متن حافلة للحرس الرئاسي، وذلك في سياق حرب متواصلة تخوضها السلطات على هذه الآفة العالمية، في ظل إجماع التونسيين على أنه لا بديل عن الوحدة الوطنية والخيار الديمقراطي.

ولئن كانت ملابسات هذا الهجوم الإرهابي الغادر، الذي وقع في قلب شارع “محمد الخامس” ذي الرمزية التاريخية، غير بعيد عن وزارتي الداخلية والسياحة، لم تتكشف معالمه ومعطياته بعد، فقد توالت ردود الفعل الأولية لعدد من القوى السياسية والمدنية والمهتمين داعية إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف والتضامن الشعبي وترسيخ المسار الديمقراطي، واصفة هذه الضربة الإرهابية الجديدة ب”الموجعة”، خصوصا وأنها تمت في سياق وضع أمني واقتصادي “صعب” تمر منه البلاد التي لم تتعاف بعد من آثار الاعتداءين الإرهابيين السابقين بكل من “سوسة” و”باردو”.

وفي هذا السياق، وتجسيدا للوحدة الوطنية، أعرب الحزب الحاكم “نداء تونس”، في بيان له، عن دعمه للإجراءات التي سيتخذها رئيس الجمهورية والحكومة التونسية لمكافحة الإرهاب، داعيا كافة الأحزاب والجمعيات إلى “التوحد وراء راية الوطن وضد العدو الواحد المتربص” بالتونسيين.

ومن جهتها، نددت “حركة النهضة”، الشريك الرئيسي في الحكم، بهذا الاعتداء، مؤكدة أن “الوحدة الوطنية والتضامن هما سلاح التونسيين في الحرب المفتوحة على خطر الإرهاب”.

وشددت الحركة على أن الإرهاب “لا مستقبل له، وأنه مهزوم، وأن الإرهابيين لا علاقة لهم بالإسلام، وأن جرائمهم لن تنال من معنويات الشعب وأجهزته الأمنية والعسكرية”.

وبنفس الروح، أعلن “الاتحاد العام التونسي للشغل”، أمس الثلاثاء في بيان له، عن تأجيل الإضرابات والتجمعات المبرمجة في الأقاليم إلى آجال لاحقة، شعورا منه “بالواجب الوطني، وتحملا لمسؤوليته التاريخية واحتراما لدماء الشهداء”.

ومن جهة أخرى، أشار المتتبعون إلى أن هذا الهجوم الأخير، الذي أدى إلى إعلان الرئيس التونسي عن حالة الطوارئ من جديد وحظر التجول بالعاصمة، يأتي في سياق سلسلة متنامية من الاعتداءات والاستهدافاتº كان آخرها قيام مسلحين بقطع رأس راع بجبل “مغيلة” (غرب تونس)، وقبلها استهداف سيارة القيادي بحركة “نداء تونس” النائب رضا شرف بتسع رصاصات.




كما يأتي هذا الهجوم الآثم بعد تلقي الحكومة، في شهر شتنبر الماضي، تقارير تفيد باحتمال تفجير سيارات مفخخة في العاصمة، وتواتر أنباء عن قرب تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مواقع أمنية وشخصيات سياسية، من ذلك تلقي الرئيس السابق، منصف المرزوقي، أول أمس الاثنين، إشعارا رسميا من السلطات الأمنية بوجود مخطط لاغتياله.

وتستجد هذه التهديدات أيضا، بحسب نفس المراقبين، بعد النجاحات التي حققتها القوات الأمنية التونسية التي تمكنت، في إطار حرب استباقية، من تفكيك عدد من الخلايا النائمة وإبطال العديد من العمليات، كما هو الحال بالنسبة للهجوم الكبير الذي كان مخططا تنفيذه في نونبر على فنادق وقوات الأمن في سوسة، وهو الأمر الذي كان ينذر، بحسب تقارير أمنية واستخباراتية، بقرب وقوع رد فعل إرهابي وشيك، خصوصا بعدما حذرت دول كبرى رعاياها من السفر إلى تونس ومطالبتها بتوخي الحذر خلال التنقل في هذا البلد.

ويحرص هؤلاء المتتبعون على إثارة الانتباه إلى توقيت هذا الاعتداء الذي جاء في ظرفية سياسية دقيقة وحساسة جدا ما يزال فيها الانتقال الديمقراطي هشا، في ظل أزمة داخلية تعيشها أحزاب الائتلاف، خصوصا الحزب الحاكم (نداء تونس) الذي تعصف به الصراعات الداخلية “المنذرة بانشقاق حزبي وشيك”، مما قد يهدد، برأي بعض المحللين، “بتفجر الائتلاف الحكومي، ووضع مستقبل البلاد في مهب الريح”، فضلا عن تعقد وعدم وضوح المشهد الحزبي، وذلك في سياق حصيلة حكومية وصفت ب”الهزيلة”.

وفي هذا الصدد، أعرب عدد من المراقبين والفاعلين السياسيين، في حوارات وردود فعل أولية، عن قلقهم المتزايد من “التداعيات السلبية” لهذه الضربة الإرهابية الأخيرة، في ظل “ظرفية اقتصادية صعبة” تعيشها البلاد، من مؤشراتها “ضعف معدل النمو الاقتصادي بسبب تراجع الاستثمارات، وارتفاع الإنفاق مقابل انخفاض الإنتاج، وتنامي نسبة البطالة، وتناقص السيولة النقدية بالأبناك التونسية بسبب ارتفاع المديونية، وتراجع مداخيل القطاع السياحي” الذي يعد أحد الأركان الأساسية لاقتصاد البلاد، بعدما كان يوفر عائدات سنوية تناهز ثلاثة آلاف مليون دينار من العملة الصعبة، أي 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، و57 في المائة من حجم تغطية العجز التجاري للبلاد، ونحو مليوني منصب شغل مباشر وغير مباشر.





ضربة إرهابية “موجعة” من شأنها أن تخلف، برأي المتتبعين، “تداعيات سلبية على جهود بلد ما يزال يتلمس طريقه إلى الديمقراطية وإرساء التنمية الشاملة” بعد تحولات عميقة شهدها منذ ثورته سنة 2011 ، لكنها بالتأكيد لن تفل عزم وتصميم السلطات ومختلف القوى الحية بالبلاد على التصدي لهذا الخطر الماحق، وذلك بإرادة قوية وروح وطنية عالية.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*