انهيار النظام الطبي في غزة بسبب استمرار العمليات العسكرية ونقص الأدوية
لارا أحمد: كاتبة وصحافية
تواجه منظومة الرعاية الصحية في قطاع غزة خطر الانهيار الكامل نتيجة استمرار العمليات العسكرية من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل نقص حاد ومتصاعد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
تشير التقديرات الصادرة عن منظمات دولية ومحلية إلى أن استمرار التصعيد العسكري سيؤدي إلى انهيار تام للقطاع الصحي، الذي يعاني أصلاً من تدهور حاد منذ سنوات.
مع اشتداد وتيرة القصف والتوغل، تزايد عدد الجرحى والمصابين بشكل يفوق قدرة المستشفيات المحدودة على الاستيعاب.
المستشفيات الرئيسية في غزة تعمل الآن بأقل من نصف طاقتها بسبب نقص الكهرباء، وقلة الوقود اللازم لتشغيل المولدات، وانقطاع سلاسل الإمداد الطبية.
إضافة إلى ذلك، فإن الحصار المفروض على القطاع يعرقل وصول المساعدات الإنسانية، مما فاقم من معاناة المواطنين وفرق الطواقم الطبية على حد سواء.
ووفقاً لتقارير صادرة عن وزارة الصحة في غزة، فإن معظم المستشفيات تواجه نقصاً في أكثر من 60% من الأدوية الأساسية، بما في ذلك أدوية التخدير، والمضادات الحيوية، وأدوية الأمراض المزمنة.
كما أن المستلزمات الجراحية والمواد المستخدمة في غرف العناية المركزة على وشك النفاد، مما يزيد من صعوبة إجراء العمليات الجراحية العاجلة.
تتعرض الكوادر الطبية لضغوط نفسية ومهنية هائلة، حيث يعمل الأطباء والممرضون لساعات طويلة دون راحة، وفي ظروف قاسية، وسط مشاهد الدمار والعدد الهائل من الضحايا. ويزداد الوضع تعقيداً مع استهداف المنشآت الصحية، ما يُعدّ انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.
في ظل هذه الظروف، تحذر منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية من كارثة وشيكة، وتدعو إلى وقف فوري للعمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الأدوية والمساعدات الطبية.
إن استمرار الوضع على هذا النحو لا يُهدد فقط أرواح الآلاف، بل يُعد جريمة إنسانية بحقّ سكان غزة.