لماذا لا تدعم حماس اتفاق وقف إطلاق النار رغم الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين؟
لارا أحمد: كاتبة وصحافية
في خضم الجهود المتواصلة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، جاءت خطوة حماس الأخيرة بالإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين كإشارة محتملة إلى رغبة في التفاوض، إلا أن الحركة لا تزال ترفض دعم الاتفاق المطروح حالياً، ما يثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية ومكاسبها الإستراتيجية من استمرار القتال.
من وجهة نظر حماس، ما تبقى من الرهائن الإسرائيليين يُعد ورقة تفاوضية ثمينة، يمكن استغلالها لتحقيق أهداف سياسية أكبر، مثل انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ورفع الحصار، وضمان وجود دور لحماس في أي ترتيبات سياسية مستقبلية في القطاع. وفي الوقت ذاته، ترى الحركة أن القبول باتفاق وقف إطلاق نار حالياً دون تحقيق هذه الشروط يعني خسارة أهم أوراق الضغط لديها، خصوصاً في ظل غياب ضمانات دولية حقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن حماس تراهن على استنزاف إسرائيل عسكرياً وسياسياً، مع تصاعد الانتقادات الدولية ضد العمليات الإسرائيلية في القطاع وازدياد الضغوط على حكومة نتنياهو داخلياً.
هذا الحساب السياسي يجعلها ترى في استمرار القتال وسيلة لتعزيز موقعها التفاوضي وليس تراجعاً.
من ناحية أخرى، يُتهم الجناح العسكري لحماس بأنه يهيمن على القرار، ويميل إلى الخيارات التصعيدية بدلاً من السياسية، خاصة في ظل الانقسام الداخلي في الحركة بين من يؤيد التسوية ومن يرفضها.
في ظل هذه المعطيات، يتضح أن رفض حماس للاتفاق الحالي لا يعني بالضرورة رفضاً مبدئياً لفكرة وقف إطلاق النار، بل هو انعكاس لحسابات معقدة تتعلق بالتوقيت والشروط والمكاسب طويلة الأمد.
أما الرهائن، فقد تحولوا من ورقة إنسانية إلى أداة سياسية في معركة الإرادات بين طرفي الصراع.