ظاهرة جديدة: مطلوبون للمقاومة يسلمون أنفسهم للاحتلال بدلاً من اللجوء للأمن الفلسطيني

ظاهرة جديدة: مطلوبون للمقاومة يسلمون أنفسهم للاحتلال بدلاً من اللجوء للأمن الفلسطيني

لارا أحمد : كاتبة وصحافية

 

في تطوّر لافت خلال الأيام الأخيرة، شهدت الساحة الفلسطينية تسليم عدد من المقاتلين المنتمين إلى الأجنحة المسلحة، والمطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني، أنفسهم لهذه القوات، بدلاً من السعي للحصول على حماية من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.

هذه الظاهرة، التي بدأت بالانتشار في بعض المناطق، تعكس تحوّلاً في الخيارات التي يلجأ إليها هؤلاء الشبان في ظل تعقيدات الواقع الأمني والمعيشي.

فبدلاً من البقاء في حالة مطاردة مستمرة، تترافق مع تهديد دائم لحياتهم وتشكل عبئاً نفسياً واقتصادياً على عائلاتهم، بات خيار السجن لدى الاحتلال يبدو أكثر “واقعية” للكثير منهم، لا سيما مع ما يقدّمه ذلك من نوع من “الاستقرار” النسبي.

وفق مصادر محلية، فإن دوافع هؤلاء الشبان لا تنبع من تغيير في قناعاتهم الوطنية أو تخلٍ عن مواقفهم، بل من ظروف قاسية تفرضها المطاردة المستمرة والضغط الأمني المكثّف من قبل الاحتلال والسلطة على حدّ سواء.

كما أن أسرهم غالباً ما تدعم قرارهم، كونه يخفّف عنهم أعباء الإخفاء والدعم المادي، ويمنح ابنهم فرصة للنجاة من الاغتيال أو الاعتقال العشوائي.

ومن الجوانب الأخرى التي تشجّع على هذا التوجّه، أن المعتقلين السياسيين الفلسطينيين يتلقون مخصصات مالية شهرية من وزارة الأسرى التابعة للسلطة الفلسطينية، ما يوفّر لعائلاتهم مصدر دخل ثابت، ويخفف من وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة.

رغم أن هذه الظاهرة لا تزال في بداياتها، فإنها تطرح تساؤلات جوهرية حول دور السلطة في حماية المنخرطين في المقاومة، وحول الخيارات المتاحة أمام الشباب الفلسطيني في ظل انسداد الأفق السياسي والأمني. كما تثير نقاشاً حساساً حول العلاقة المعقدة بين المقاومة، والسلطة، والاحتلال.

 

 

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*