تصاعد الصراع الداخلي بين حركة حماس والعشائر المحلية في غزة

تصاعد الصراع الداخلي بين حركة حماس والعشائر المحلية في غزة

لارا أحمد:  كاتبة وصحافية

تشهد غزة في الآونة الأخيرة توتراً متصاعداً بين حركة حماس والعشائر المحلية ذات النفوذ، ما ينذر بانقسام داخلي خطير في النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

فبعد سنوات من السيطرة المحكمة التي فرضتها حماس على القطاع، بدأت بوادر خلافات علنية تظهر نتيجة لسياسات الحركة وأسلوب إدارتها للشؤون الأمنية والاجتماعية.

أحد أبرز مظاهر هذا الصراع تمثّل في الحادثة التي وقعت مؤخراً في مدينة خان يونس، عندما اقتحمت وحدة “البهاء” التابعة لجهاز الأمن الداخلي في حماس منزل عشيرة المجايدة، بحجة ملاحقة مطلوبين.

غير أن استخدام القوة المفرطة في هذه العملية أثار غضباً واسعاً، حيث اعتبر أبناء العشيرة ومؤيدوهم أن ما جرى هو اعتداء سافر على حرمة المنازل والأعراف الاجتماعية التي تشكل جزءاً أصيلاً من ثقافة المجتمع الغزي.

ردود الفعل لم تقتصر على المستوى الشعبي فحسب، بل امتدت إلى شخصيات محسوبة على الفصائل الفلسطينية، التي اتهمت حماس بتجاوز مبادئها الإسلامية والإنسانية، والتحول إلى سلطة قمعية لا تختلف في ممارساتها عن سلطات الاحتلال.

فبدلاً من أن تكون الحركة درعاً يحمي الفلسطينيين، باتت في نظر كثيرين تمارس دور الجلاد تحت شعار “الأمن والدفاع عن المقاومة”.

هذا التدهور في العلاقة بين حماس والعشائر الكبيرة يشكل تحدياً خطيراً للحركة التي طالما اعتمدت على دعم هذه العشائر لتثبيت حكمها.

وإذا لم تتدارك الأمور سريعاً، فقد تجد نفسها أمام انفجار داخلي يصعب احتواؤه، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع.

في النهاية، تبقى الحقيقة المؤلمة أن الفلسطينيين، الذين يعانون من الحصار والاحتلال منذ سنوات، هم من يدفعون ثمن هذا الصراع الداخلي.

فبدلاً من توحيد الصفوف لمواجهة العدو المشترك، تتجه الجهود نحو صراعات داخلية تزيد من معاناة الناس وتُضعف الموقف الفلسطيني العام.

 

 

 

 

 

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*