swiss replica watches
نهاية حقبة العصبة الوطنية لمقاومة امراض القلب والشرايين – سياسي

نهاية حقبة العصبة الوطنية لمقاومة امراض القلب والشرايين

الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة…

تفعيلا لأوراش ومشاريع الإصلاحات الجدرية والعميقة التي تعرفها المنظومة الصحية الوطنية لترسيخ أسس الدولة الاجتماعية من خلال مراجعة التشريعات والهندسة الصحية والموارد البشرية ومراجعة شاملة لحكامة المنظومة الصحية بإحداث الهيئة العليا للصحة لتعزيز مهمة التأطير التقني للتأمين الإجباري عن المرض وتقييم جودة خدمات المؤسسات الصحية بالقطاعين العام والخاص وإبداء الرأي في مختلف السياسات العمومية الصحية؛ و رقمنة المنظومة الصحية الوطنية، وذلك عبر إحداث منظومة معلوماتية مندمجة و تطوير التنظيم المجالي باعتماد مؤسسات صحية استراتيجية جهوية تتمثل في المجموعات الصحية الترابية التي ستناط بها مهمة إعداد وتنفيذ البرنامج الطبي الجهوي، وتقوية آليات التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص؛ وإحداث وكالة الأدوية والمنتجات الصحية وإحداث الوكالة المغربية للدم ومشتقات بالموازاة مع انجاز مشاريع كبرى من مستشفيات وكليات الطب و التمريض بمختلف جهات المملكة لتغطية العجز والخصاص في الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية وبناء وتشييد مراكز استشفائية جامعية كبرى قادرة على تلبية الحاجيات في العلاجات الثالثية ذات الجودة العالية، أهمها المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط ) المدينة الطبية ( الذي يضم قطب خاص بأمراض القلب والشرايين. ولتحقيق ذلك تم اتخاذ قرارات سياسية وتشريعية تؤسس لمرحلة جديدة، وتخلق دينامية تنموية غير مسبوقة في المجال الصحي ، بتحديد الأولويات الاجتماعية وتصويب الاختيارات بدقة واستباقية وتعبئة الموارد المالية والامكانيات وترشيدها وتوجيهها لإنجاح المشاريع الصحية الوطنية الكبرى ، وفي هذا السياق تم اتخاد قرار حل العصيبة الوطنية لأمراض القلب والشرايين التي توجد بالطابِق الخامس بمستشفى ابن سينا وتحويل جميع ممتلكاتها وارصدتها وبنايتها ومواردها البشرية من اطباء وممرضين واطر ادارية وتقنية الموضوعين رهن اشارتها الى المديرية العامة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط. وتسوية وضعية الموظفين المتعاقدين
وجدير بالدكر ان العصبة الوطنية للقلب والشرايين بالمغرب التي أحدثت سنة 1977، بموجب ظهير بمثابة قانون رقم 1.77.334 بتاريخ 25 شوال 1397، كمؤسسة “غير ربحية” و تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، تساهم في الوقاية وعلاج امراض القلب والشرايين بتعاون مع. وزارة الصحية العمومية، خاصة ان معدل الوفيات بأمراض القلب والشرايين يأتي المرتبة الأولى في مجموع معدل الوفيات بالمغرب وقد استفادت العصبة الوطنية لأمراض القلب والشرايين منذ نشأتها وضع ومن عدة امتيازات مالية واعفاءات جمركية وتمويل عمومي وخاص، وتغطية من صناديق التامين الصحي فضلا عن الاداء المباشر من طرف المرضى واعتمدت تعرفة خاصة مرتفعة جدا لخدماتها الطبية والجراحية ولم تكن تسمح بولوجها للفقراء والمعوزين ولحاملي بطاقة الراميد.
وقد لعبت العصبة دورا هاما ومحوريا في الوقاية ومحاربة امراض القلب والشرايين تميزت بخدمـات طبية وتمريضية عاليـة الجـودة واعتبرت من المراكز الرائدة على مستوى العربي والافريقي في مجال الرعاية الصحية الشاملة لمرضى القلب والأوعية الدموية، حيث يتم تشخيص وعلاج كافة أمراض جهاز القلب والشرايين على أساس المعرفة الطبية السليمة واستخدام كافه الأدوات المخبرية والتصويرية الحديثة ووسائل تشخيص أكثر دقة ونخص بالذكر وحدة القسطرة القلبية وتركيب الدعامات لعلاج الشرايين التاجية وامراض خفقان القلب وامراض النظم القلبي ، والعلاج بأحدث الأساليب العلمية ووحدة العناية الحثيثة لضمان سرعة التعامل مع الحالات الحرجة مثل احتشاء القلب، وعدم انتظام دقات القلب، وللعناية بمرضى ما بعد التداخل الجراحي، أو التداخل بالقسطرة وفي اكبر وحدة العناية المركزة والعناية القلبية مجهزاً بأحدث الأجهزة وتدار بواسطة فريق طبي وتمريضي مؤهل وترتبط جميع غرف القسم بأجهزة وأكسجين مركزي و بمنظومة مراقبة لجميع المرضى، كما يستقبل المرضى في عيادات للتشخيص وعلاج كل أنواع امراض القلب والشرايين
وحققت العصبة الوطنية لمحاربة امراض القلب والشرايين مكتســـبات وإنجازاتـ تاريخية هامة على مستوى ادخال اليات وتجهيزات وأدوية الجيل الثالث لطب القلب والشرايين وحققت نجاحات باهرة في التشخيص والعلاج خدمـات طبية تلبـي أعلـى معايير الجودة وانقاد أرواح، وضمت فريق طبي وتمريضي متعدد التخصصات لعلاج أمراض القلب والشرايين ومتخصصين في جراحة القلب والأوعية الدموية. كما عملت على تكوين وتأهيل مئات من الكفاءات الطبية والتمريضية اخصائيون في القلب والشرايين بتأطير من أساتذة اكفاء من دوي الخبرة العالمية على رأسهم الأساتذة: بنعمر محمد، وعلال برادة، ومحمد أغربي، وبوزوبع عبد المجيد، رضوان المصباحي أسد شعرة وجمال الدين السرايري وفلات و عبد الواحد الفاسي وفعاليات طبية أخرى، وأطر وكفاءات تمريضية متخصصة في التقنيات الطبية والعلاجية التمريضية المتقدمة في الإنعاش الطبي والعناية الفائقة.
لكن العصبة الوطنية لمقاومة أمراض القلب والشرايين، ظلت مفتوحة فقط في وجه الأعيان ولمن لهم القدرة على الدفع، الا في الحالات النادرة التي يتدخل فيها المحسنون لتغطية نفقات العلاج او الجراحة. ورغم ان العصبة كانت تستفيد من عدة خدمات من المستشفى العمومي ابن سينا وتمويل خاص من ميزانية الدولة ومعفاة من الضرائب والرسوم الجمركية، وتحقق سنويا مداخيل مالية مهمة، مع عدم خضوعها إلى آليـات المحاسبة والتدقيق والافتحاص كما ظلت بعيدة عن أية مراقبة مؤسساتية كالمجلس الاعلى للحسابات والمراقبة المالية ولم تكن تؤدي ما بدمتها من ديون لفائدة مستشفى ابن سينا والمتعلقة بمصاريف التشخيص بالأشعة وبعض الأدوية ونفقات الكهرباء والماء والأوكسجين والتغذية …,
وفي هذا المرحلة التي تقارب 47 سنة من تأسيسها عرفت العصبة الوطنية لمحاربة أمراض القلب والشرايين أحداث خطيرة كانت موضوع مقالات صحفية وتقارير برلمانية وحزبية في سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي حيث كانت سباقة الى فرض شيك الضمان وعلى المريض أداء ثمن العلاج مسبقا، رغم تعارض ذلك مع القوانين الجاري بها العمل ، و أدت هده الممارسات الى وقوع احداث خطيرة ندكر منها على سبيل المثال وفاة المرحوم القاضي أحمد المجدوبي سنة 2001، الذي أصيب بأزمة قلبية ومنع من ولوج العصبة دون تقديم شيك الضمان وعرض ملفه أمام المحكمة الابتدائية بالرباط، كما توفي أحد الأعوان بسبب تماطل طبيب القلب المكلف بالحراسة في تقديم الإسعافات الأولية اللازمة بسبب عدم توفره على شيك وظل عدد من المرضى في المستعجلات الطبية للمستشفى الى ان توفوا بسبب رفض العصبة نقلهم الى مصالحها الاستشفائية دون الأداء المسبق . وتكرست الظاهرة لدى العديد من المصحات بالقطاع الخاص بالمغرب، ووقعت وفيات بسبب رفضها تقديم العلاجات المطلوبة إلا بعد تقديم شيك ضمان، رغم أن هذا السلوك مخالف للقانون وعدم تقديم المساعدة لشخص في خطر كما عرفت العصبة صرعات بين إدارتها ومناضلين سياسيين ونقابيبن وعلى رأسهم المرحوم البروفسور عبد المجيد بوزوبع، طبيب القلب والشرايين الذي كان يعارض ويرفض ان يؤدي الفقراء رسوم الاستشارة الطبية وتكاليف العلاج وكان يتحدى الادارة باستقبال المرضى الفقراء وعلاجهم مجانا، وسمي « طبيب الفقراء » وتحت ضغط المجتمع المدني والنقابي والتقارير الإعلامية ، اضطرت وزارة الصحة تخصيص طبق لطب القلب والشرايين بمستشفى الولادة السويسي للتشخيص العلاج المجاني للفقراء ودوي الدخل المحدود. ففي انتظار المراجعة الشاملة لبعض المستشفيات اقل مردودية وتجميعها في مركب واحد تخصصي كمستشفى الولادة الليمون ونقله الى مستشفى الولادة السويسي للاستفادة من اطره وامكانيته في اطار المجموعات الصحية الترابية على وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وضع مخططات جهوية تضع حدا لهدرة الإمكانيات المالية والبشرية لخلق مدن طبية قادرة على مواجهة التحديات ومتطلبات النمو الديمغرافي والوبائي والبرامج الرياضية والسياحية لمغرب 2030
علي لطفي
رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة

 

 

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*