swiss replica watches
“أصدقاء ديونيزوس” يحتفون بالفنان اللبناني شفيق عبّود – سياسي

“أصدقاء ديونيزوس” يحتفون بالفنان اللبناني شفيق عبّود

أصدقاء ديونيزوس” يحتفون بالفنان اللبناني شفيق عبّود

في العدد الأول من “آرت’ شيڤ”

 

صدر عن مجلة “أصدقاء ديونيزوس”، بالدار البيضاء، العدد الأول من “آرت’ شيف” (دفاتر فنية) يتضمن حوارا نادرا مع الفنان اللبناني شفيق عبُّود (ولد يوم 22 نونبر 1926 وتوفي يوم 8 أبريل 2004)، أجراه معه صديقه الشاعر والكاتب اللبناني عيسى مخلوف عام 2004 بإذاعة الشرق بباريس…

وفي التقديم الذي يتصدر هذا العدد كتب الشاعر بوجمعة أشفري (مدير نشر مجلة “أصدقاء ديونيزوس” و”آرت’ شيڤ” كلمة بعنوان “لماذا نُوقِـ(ظُ)ـدُ الأرشيف الفنِّي؟” جاء فيها:

(“آرْتْ-شِيڤْ”. ما الذي نعنيه بهذه الكلمة المزدوجة؟ سؤالٌ يقتضي مِنَّا الانتباه، بل أخذ الحذر والحيطة، إلى عدمِ السقوط في المعنى العام الذي تحمله هذه الكلمة المُركّبة، إذ حين نفكُّ الازدواج نكون أمام: فَن وأَرشيف.

 

تُرى ما هي علاقة الذاكرة بالأرشيف الفنِّي، وبخاصة بما سَنُسَمِّيهِ “أرشِيفُو-فَنّْ”؟ المسألةُ أعقدُ مِمَّا كنَّا نتصوَّر. إذْ أنَّ الأرشيف الفنِّي ذاكرة، لكنَّها ذاكرةٌ منسيَّة، أو ربَّما هو لَوحٌ محفوظٌ، بَلى هوَ لوحٌ طُروسٌ.

 

ما معنى أن تُخرجَ أثراً فنِّيًّا مِنْ مَكَنَةِ الأرشيف وَتعرِضهُ، الآنَ، للمُشاهدة أو القِراءة؟ مَعناهُ أنّكَ تُوقِـ(ظُ)ـدُ ما كانَ نائماً أو خامداً. في كِلتا الحالتين نحنُ أمامَ مشهَديْ الانبعاث من مَوقِديْ الحُلمِ والرّماد. دَعونا نقولُ إن الأمرَ هنا يتعلَّقُ بِإماطَةِ الحِجاب عنِ الأثرِ الفنّي. وَإماطةُ الحِجاب تَتمُّ باليَدِ، لكنَّها تَتمُّ أيضاً بالعيْنِ.

 

إن إعادة قراءة ما كان مُؤرْشَفاً (حواراً، نصاً، أو مُسَوَّدةً) تَمنحُ إمكَاناتٍ عديدة، مِنها: ما لمْ يكن باستطاعته أن يظهر في القراءةِ الأولى، ما تُضيفُهُ المسافة الزمنية للأثر الفنِّي وهو يخرجُ منِ الأرشيفِ للظهور من جديدٍ بشكلٍ مغايرٍ على ما كانَ عليه. وبهذا يُمكنُ أن نقولَ بأن عميلة إخراجِ شيءٍ ما منْ مكان إقامته الأولى هو منحهُ حياة جديدة في سياق معاصرٍ جديدٍ.

 

إخراجُ ما وُجِدَ (كُتبَ أو قِيلَ أو صُوِّرَ) قَبْلَئِذٍ وإدْخالُهُ في إقَامَةٍ أو صورَةٍ لِوجُودٍ بَعدِيٍّ. هِيَ، إذاً، عمليّة نَبشٍ في الغُبار. صوتٌ يُوشِك أَنْ يتلَاشى. كَلماتٌ تُوشِكُ أن تَضيع. مَشهدٌ يُوشكُ أن يبتلعهُ النِّسيان. مَا ألذَّ النّظر فِي وَجهِ مَا تَبقَّى!).

 

وعن ضيف العدد الأول من هذه الدفاتر الفنية، كتب بوجمعة أشفري: “دَعونَا نتأمل، مثلاً، هذا الحوار مع الفنان اللبناني شفيق عبّود، فهو رغم أنه أُجريَ معه عام 2004، أي قبل وفاته في العام نفسه، إلّا أن أجواءه تعود بنا إلى سنوات الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. إنه “تمثّلٌ لذاكرة خارجية كأرشفةٍ داخليّة”. إنّ كلّ ما خَطرَ في ذهن شفيق عبّود، وهو يُجيبُ عن أسئلة صديقه الكاتب والشاعر عيسى مخلوف يَكمنُ في تِلكَ الكَلمات القليلة التي رَشفَتها الشِّفاهُ. كَلِماتٌ مِن قَبيل: “حَوَّجَ”، “حَزُّورة”، “مَاشي الحَالْ”، “يَا لِيتْنِي هَوْنِيكْ”، “خَلِّينِي هَونْ”، “أيْ لغة عَمْ تَحكِي”، “شُو عَمْ بِتقُولْ”، “مَا بَعرَفْ بَحكِي”… رُضَابٌ هِيَ هذه الكلِماتُ. والرّضابُ ريقٌ مرشوفٌ، فُتاتُ كَرزٍ، قِطعُ ثَلجٍ وسُكّرٍ وبَرَدٍ، لُعابُ عسلٍ، مَا تَقَطّعَ مِن نَدًى على الشّجرِ…

 

مثلاً هل نسمعُ صوت شفيق عبّود ونحنُ نقرأ هذا الحوار (حوارَهُ)؟ الصَّوتُ حينَ نكتُبُهُ، جمالٌ عابرٌ. أجلْ، الصَّوتُ جمالٌ عابرٌ. حتَّى الصّورةُ جَمالٌ عابرٌ. “كم تبدو هذه المهمَّة عبثيّة حين نُدركُ أنَّ ما صوّرناهُ، لا يعني شيئًا ممّا رأينَاه، وأنّ ما طالَعَنا بجماله، إنّما طالَعَنا بجماله العابر الذي لا يُمكن الإمساك به، والذي يتعذّر تصويره على حقيقته السّاطعة”(1). بلى، هكذا هو الصَّوتُ في الحوار، والرّعشةُ في الجسد، والرّضاب في الشَّفتين، وبريقُ الّلمعِ في العينين…”

 

يسهر على تحرير وإنجاز هذه الدفاتر الفنية فريق يضم:

– مدير النشر: بوجمعة أشفري؛

– هيئة التحرير: حورية عبد الواحد، بنيونس عميروش، أحمد لطف الله؛

– الهيئة الاستشارية: أدونيس، موليم العروسي، عيسى مخلوف، نور الدين أفاية؛

– المستشار الفني: خالد بن الضو؛

– المستشار القانوني: الطيب العلمي العدلوني.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*