وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن السرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث أودى بحياة حوالي 10 ملايين شخص تقريباً في عام 2020، أو ما يعادل وفاة واحدة تقريباً من كل 6 وفيات.
السرطان .. مرض ذو تكالف كبيرة
ويعد السرطان هو مرض عضال ذو تكلفة عالية ويعصب التعامل معه، إذ يستلزم تكلفة عالية وتقنيات متطورة عالية لمكافحته.
ويفيد الدكتور سعد أكومي، الرئيس المؤسس للتجمع النقابي الوطني للأطباء الاختصاصيين بالقطاع الحر، أن المغرب يسير في طريق مراكمة عدة مراكز لعلاج السرطان بين القطاعين الخاص والعام؛ والتي غالبا ما تكون في القطاع الخاص، الذي يقدم رعاية ذات جودة عالية وتقنيات متطورة، ولكن التحدي الرئيسي يبقى في تكلفة العلاج مقابل موارد المرضى المحدودة.
ويشرح أكومي، في تصريح لـSNRTnews، أنه على الرغم من أن التغطية الصحية الإجبارية على المرض ساهمت في ممارسة التطبيب بتكلفة أقل، إلا أن بعض حالات السرطان تتطلب تقنيات غير متاحة بسهولة، مما يجعل العلاج يعتمد على إمكانيات المريض الخاصة.
ويرى أنه في الوقت الحالي لا يزال عدد من المرضى يواجهون صعوبة في الولوج إلى العلاج، خاصة بالمناطق النائية، حيث يحتاج المريض في بعض الأحيان التنقل بين المدن، بينما قد يكون العلاج على فترات متتالية.
ويرجع ذلك إلى غياب مراكز استقبال يمكن أن تسهل الولوج للعلاج وتأوي المرضى، إذ يشكل التنقل بين المدن معاناة كبيرة بالنسبة للمصابين بالسرطان.
التكفل بأكثر من 200 ألف مريض سنويا
ويتم بالمغرب التكفل بأكثر من 200 ألف مريض بالسرطان كل عام، وتستفيد من خدمات الكشف عن سرطان الثدي أزيد من مليون و600 ألف امرأة من مجموع النساء المستهدفة واللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 40 و70 سنة.
ويحاول المغرب تخفيف تكلفة علاج مرضى السرطان، حيث توصلت جميع المستشفيات بتعليمات تفيد بضرورة بدء علاج مرضى السرطان قبل الشروع في الإجراءات الإدارية، خصوصا في الحالات المستعجلة والمتقدمة من المرض.
وكان خالد آيت طالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، قد أكد في البرلمان يوم الاثنين 30 أكتوبر 2023، أن الإجراءات الإدارية لا تتم مناقشتها مع المريض قبل بدء العلاج.
وأوضح الوزير، في معرض حديثه عن التكلفة العالية لعلاج مرضى السرطان والرعاية الطبية التي يحظى بها هؤلاء المرضى خلال جلسة الأسئلة الشفوية، أن الوزارة اشتغلت على 14 بروتوكولا تمت المصادقة عليها؛ منها 9 بروتوكولات تتعلق بأمراض السرطان الأكثر انتشارا في المغرب، والتي تحتوي على جميع الوصفات الطبية ليتم التكفل بهؤلاء المرضى في إطار الخدمات المقدمة من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وإلى جانب ذلك، أكد آيت طالب أن الوزارة بصدد النظر مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من أجل التكفل بـ80 في المائة من مصاريف العلاج، مشيرا إلى إمكانية التفكير في إنشاء صندوق تضامني يتعلق بالعلاجات باهظة الثمن، ومؤكدا أن الوزارة انتهت من الحديث عن الإعفاءات في ظل وجود تغطية صحية.
الكشف المكبر .. شرط أساسي للوقاية
ويعتبر سعد أكومي أن الكشف المبكر يلعب دورا حاسما في تحسين فرص العلاج وتقليل العبء الاقتصادي المرتبط بالسرطان، حيث يمكن تجنب الكثير من الحالات من خلاله، خصوصا الحالات التي يمكن أن تكون مصابة بسرطان الثدي.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم هي سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات.
وقتل سرطان الثدي سنة 2020، وفقا للصحة العالمية، حوالي 2.26 مليون حالة، بينما تسبب سرطان الرئة في وفاة 2.21 مليون حالة وفاة، وسرطان القولون والمستقيم في وفاة 1.93 مليون حالة، بينما قتل سرطان البروستات 1.41 مليون حالة، وسرطان الجلد 1.20 مليون حالة، فيما تسبب سرطان المعدة في وفاة 1.09 مليون شخصا.
وكالات