swiss replica watches
حتى لا تحرق انتخابات 07 أكتوبر أوراقها؟؟ – سياسي

حتى لا تحرق انتخابات 07 أكتوبر أوراقها؟؟

بداية،لا يشك أحد في أن مستقبل الأمة لا يمكن أن يكون إلا في سياستها،ولا سياسة بدون استحقاقات انتخابية ومؤسسات تمثيلية ومشاريع تنموية وإنجازات مجالية وتراكمات وغير ذلك مما يشكل ثمار السياسة التنموية والديمقراطية التشاركية الحقيقية،ولكن أي معنى لكل هذا إذا كانت الأمة قد أمضت زهاء قرن كامل ولم يتحقق لها من التنمية والنهوض ما تحقق لمثيلاتها من الأمم والشعوب في مجرد عقدين أو ثلاثة؟؟،لابد أن هناك خللا ينبغي أن يصحح،لابد من تعبئة جماعية لوضع قاطرتنا التنموية على السكة الصحيحة،كفى سفينتنا تيها في الصحراء،كذبنا لو أحسنا النية لأحسنا العمل،ولقدنا سفينتنا في مياه المحيطات والبحار والأنهار وحتى السواقي،ومنحناها لأحسن الربابنة ذوي القوة والأمانة والرؤية الثاقبة والبوصلة الدقيقة،وفوق ذلك حماها الجميع من القراصنة والناهبين الأشرار،وحال ركابها في الأعلى دون ثقوب ركابها المغرقة المهلكة التي قد يقدمون عليها عبثا وجرما في الأسفل،وعندها وعندها فقط سيستقيم سيرها وتسرع فعلا إلى شط النجاة ومرافىء الخير والعطاء والنماء؟؟.

هل هناك انتخابات أو أية مسؤولية كيفما كانت في بلد تتم فيها التعيينات الإدارية والانتخابات التمثيلية والشراكات الجمعوية والمواكبة المدنية والمراقبة الدولية…،والمؤسسات الشاهقة الزجاجية الشفافة والمخططات والبرامج والميزانيات…،ثم يحدث فيها مع كل ذلك ما يطحن كرامة المواطن بشكل يومي اعتيادي طبيعي إلى درجة أن عدم وقوعه في بعض الأحيان أو بعض الهيئات أو بعض المناطق هو الغير الطبيعي؟؟.وضع يئس منه المواطن و لم تدفع به خيبة الأوضاع إلا إلى مزيد من الانسحاب إلى ميادين الفرجة والانتظار ومرافىء المقاومة والانكسار والبحث عن الحلول الفردية وسط الإعصار،والدولة في كل يوم تتخلى عن مسؤولياتها وتكشر بعض دواليبها عن أنيابها ومخالبها وتبدو بأوجهها الحقيقية بدون أصباغ ولا مساحيق،”الدولة العميقة”،”المخزن وحكومة الظل”،”التحكم والكيان الموازي”،”العفاريت والتماسيح”..،وكلها أوجه لعملة واحدة وهي “الضبط والتحكم”و”القمع والإجبار” وسياستهما التي لا تبقي لأية انتخابات ولا تعيينات ولا مشاركات ولا مواكبات معنى أي معنى، بل تقلب كل شيء إلى عكسه تماما،فإذا السلطة تسلطا والحكم تحكما وحل المشاكل اختلاقها واستفحالها وتعميمها أوحتى توهمها وتنميتها احتياطا بين الجميع ولو عبر حكومات وحكومات وأسواق وأبواق وأجواق وجوقات؟؟.

فعندما يسكن المواطن مثلا في مرحاض أو”براكة”يحيط بها “الواد الحار”من كل جانب؟؟

وعندما يحمل المريض في العالم القروي على ظهر الدابة،والميت في شاحنة الأزبـــــال؟؟

وعندما تبنى بعض المؤسسات الاستشفائية والتعليمية وتظل تشكو من نقص في الأطر والخدمات؟؟

وعندما يتخرج الطالب بعد عمر من الدراسة إلى مجرد سوق البطالة والاحتجاجات والمظاهرات دون جدوى؟؟

وعندما لا يكون مستقبل الشباب والأدمغة إلا المغامرة و الهجرة السرية ولا ريب طعما للحيتان في الأعــالي؟؟

وعندما لا يسمع للمواطن ولا يجد طريقة للتعبير عن حـاجته ومطـالبه إلا أن يكون “بوعزيزيا” يحرق نفسه؟؟

وعندما تتشبث الإدارة بشعارها الخالد:”الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود”،واللهم في المواطن ولا فينا؟؟

وعندما تستأسد الأوقاف مثلا وتصبح مهمتها الأساسية هو غلق المساجد ودور القرآن وكتم أصوات الدعـــاة؟؟

عندما يتغول بعض رجال السلطة ويتحكمون في رزق ومشاريع المواطن وحتى في عرضه وشرفه داخل بيته؟؟

وعندما يمضي الموظف المحظوظ عمره في طاحونة البؤس واليأس و الأفق المسدود،ويضيق عليه ويسغب في الترقي وحتى في مظاهر التجمع والتعبير والشكوى؟؟

وعندما تتغير مواقف وتصريحات ومرافعات معارضة الأمس الشرسة،لا لشيء تغير أو أمور تحسنت،ولكن لمجرد أنها أصبحت اليوم في الحكومة والتدبير،وعليها أن تدافع عن حصيلتها،ولو بارتداء نظارات “لوك” جديد لا يرى بها غيرهم،وطبعا يرون ما لا يراه الشعب،فمن قائل أن لم يعد هناك فقر في المغرب،ومن قائل قد نقصت البطالة في المغرب،ومن قائل أن الأمن مستتب والحمد لله ولا”شغب”في الملاعب ولا”كريساح”في الشوارع،و من قائل..ومن قائل؟؟.

صحيح أن هذه بعض الفلاشات التي كان الوطن مسرحا لها وعلى مدار السنة ظل الإعلام يقصفنا بها،طبعا منها المحدودة والمعزولة المحاصرة،ومنها مع الأسف عامة الانتشار،والمطبع معها رغم الأخطار،ولكن في دولة تحرص على كرامة الإنسان والعدالة الاجتماعية والإنصاف والدستور والانتخابات الجماعية والبرلمانية…، يصبح وجود مجرد حالة منها خرقا في سفينة الوطن والذي إذا ما لم نتداعى جميعا لغلقه أغرق السفينة وأغرقنا؟؟.وأصح من ذلك كله أن التجربة الحكومية الحالية ورغم كل ما يقال عنها من سيئات،إلا أن لها حسنات بما وضعته  على الأقل من لبنتين أساسيتين في سلم البناء،أولهما رفع الاهتمام الشعبي بالشأن السياسي،وما المعارك الحامية الوطيس في المحطات الانتخابية السابقة إلا وجها من أوجهها،الذي لا زال حيا وساخنا خاصة عند الفاعلين والمناضلين الذين لا يزالون يطلبون المبارزة في كل شيء دستوري،جهوي،جماعي جمعوي مدني أو غيره،مما يضمن حيوية سياسية وحرارة انتخابية رغم عزوف العازفين؟؟.واللبنة الثانية أنها كشفت حقائق كانت غائبة عن الشعب لعل أخطرها أن القرار في هذه البلاد تتجاذبه العديد من الأطراف بشكل متضارب لا ولن يؤدي إلى أي خير في العاجل والآجل؟؟.وهكذا ظل رئيس الحكومة منذ البداية يصرخ بعرقلة العفاريت والتماسيح للإصلاح،واليوم يقول فيما يطال الاحتجاجات السلمية في الشارع من عنف دامي:”ما في راسيش” و لست أنا من أمر بشيء؟؟،و وزير العدل يصرح في قضايا فساد بين كريع “خدام الدولة” بأنه ليس صاحب الاختصاص في الموضوع؟؟،ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إزاء كل ما تغلي به البلاد مما يستوجب الصراخ،لا يفتىء يغادر صمته المعهود ولا زاد عن عبارته الشهيرة:”كل شيء واضح: C’est clair ” ؟؟.

لا شيء سيقتلنا في هذه البلاد مثل الكذب،الكذب..الكذب؟؟،الكل يكذب على الكل..الأحزاب والتيارات على بعضها بما فعلت وما لم تفعل..والكل يكذب على الشعب  بما أنجز له وما لم ينجز..في الحكومة والتربية والصحة والتعليم والإعلام؟؟

عدم الاستماع البعض إلى البعض ولا بلورة فضاءات وميكانزمات الحوار الوطني البناء،وبقي الكل يدعي صوابية رأيه ومشروعية طموحه وهو لا يعدو أن يكون مجرد رأي من بين الآراء الأخرى وطموحا من الطموحات،من حق من أراد أن لا يؤمن بها ولكن ليس من حقه إقصاءها؟؟

إدعاء الإكراهات الموجودة وغير الموجودة،وخاصة الإكراهات المادية كلما تعلق الأمر بتحقيق مصلحة الفقراء والأغلبية الصامتة(التقاعد والمقاصة والمقايسة والزيادة في الأسعار)،وكأنهم  مواطنين من صنف آخر ليس لهم إلا حق الواجب لا واجب الحق؟؟

التردي حتى في السياسات التي لا تتطلب تكلفة مادية أصلا،كالحريات العامة وحقوق الإنسان والمقاربة التشاركية…وما خروقات رمضان الأخير 1437 عنا ببعيد، وقد طال فيه الوزراء والأحزاب والجمعيات من خروقات منع الأنشطة والتجمعات وحتى المعهود من الإحسان العمومي ما طالهم؟؟

تهميش القطاعات الاجتماعية الأساسية والرافعات البانية كالتصنيع والتشغيل والصحة والتعليم،والغرق في الدوائر والمعارك الهامشية التي أفلح المشوشون فرضها كمجال واهتمام وإيقاع،والتي لم ولن تصنع يوما نهضة وحضارة،بل حتى مشاريعنا لصالح هذه الفئات الهشة مشاريع ريع وتسول وسلطة وتسلط،لا مشاريع دولة ونهضة؟؟.وكل ذلك بسبب العجز والجبن على تبني الحلول التنموية الجدرية والحقيقية على ضوء التجارب النهضوية للدول الناهضة مثلا(زيرو فقر..زيرو بؤس..زيرو أمية..زيرو بطالة..بدل زيرو ميكا الذي لم يطالب به أحد ولا كان في برنامج أي حزب)؟؟

والحالة هذه،فمن أجل ماذا سنخوض انتخابات 07 أكتوبر؟؟،ولكل انتخابات ما قبلها،أثنائها وما بعدها،ولا أدري لماذا ولمصلحة من أو خوفا ممن لا تسير الأمور إلى حد الآن بشكلها الطبيعي في كل الأمور والمراحل،ولنا أن نساءل المرحلة الأولى قبل الانتخابات مثلا:

لماذا غياب النقاش الوطني العام والمستمر والمستنير؟؟

لماذا غياب مساءلة التجربة الحالية،بما لها وما عليها؟؟

لماذا لا نرسم خريطة الطريق المستقبلية ونحدد أولوياتها بشكل جماعي؟؟

ماذا تقول الأحزاب والفاعلون عن اللوائح والتقسيم والترسانة القانونية؟؟

هل اتفقت الكائنات الانتخابية كلها على هذا الصمت وهمها يوم المواجهة؟؟

ماذا عن يأس وإحباط عدد محترم من المواطنين ونواياهم على المقاطعة؟؟

ماذا عن مدونة الانتخابات،الحقوق والواجبات،وكيف نأهل الجميع لاحترامها؟؟

هل الانتخابات فعلا شأن عام أم شأن الدولة وحدها و”كرنفــــــــال” أحزابها؟؟

هل الأحزاب  مؤسسات إصلاحية أم مجرد “كراكيز” للتسلط وجنودا للفسـاد؟؟

مؤسسة البرلمان في حد ذاتها،غرفها وأنظمتها بين المردودية التشريعية والرقابية وبين التواطىء والانتهازية؟؟

هل نرغب فعلا في مشاركة المواطن،في كل شيء أم في الانتخابات فقط،ولماذا لا يعبىء بعد المواسم الانتخابية بشكاوي واستغاثات المواطن  ضد مختلف المصالح والإدارات التي لا تقضي أغراضه ولا تبقي أوقاته وأمواله؟؟

أين إعلامنا الركيك والتائه والمحصي عليه الأنفاس والكلمات والبرامج والضيوف،أين هو من كل هذا،وإلى متى سيظل بوصلاته السمجة يكرهنا في الانتخابات ؟؟

أخشى أن تكون الانتخابات المقبلة والقائمون عليها قد أحرقوا الكثير من أوراقها اللازمة منذ البداية، مما قد يجعل كل الأمور مجرد انتخابات على بياض ولعبة أحزاب وكرنفال أوراق،طبع الأوراق وإحصاؤها،توزيع الأوراق وملؤها،وضع الأوراق في الصندوق وإحصاؤها،حساب الأوراق والمحاضر وملؤها،خلط الأوراق من جديد وحرقها؟؟،لتبقى كل التحديات والرهانات الوطنية على كف عفريت وذيل تمساح،مثلا: كيف ستكون التحالفات الجديدة وعلى أي أساس؟؟،إلى أي مدى سيسمح للحاكمين الجدد بممارسة صلاحياتهم بدل أن يصموا آذاننا بأنهم ليسوا أصحاب الاختصاص في الموضوع؟؟،ما مصير الاختيار الحالي للإصلاح في ظل الاستقرار؟؟،ما هي استراتيجية الإنتاج الحقيقي لهذا الاختيار في ظل الدولة العميقة وسياستها التحكمية التي لن تزداد إلا  حمقا وشراسة،ومعارضة مشوشة لن يزيدها غيضها والتحكم فيها إلا تشويشا؟؟،ما خيارات إنتاج الثروة خارج الضرائب والزيادات وما برامج العدالة في توزيعها؟؟،أي معامل سيكون للديمقراطية الحقيقية والتنمية المجالية باعتبار حجم الحاجيات وقدر الامكانيات؟؟،أية نخب ترشحها الدولة والأحزاب والمجتمع المدني للقيام بهذه المهام المصيرية الجسيمة،ومن أين لها الكفاءة والخبرة والنزاهة المطلوبة؟؟،أي تعبئة للمواطن غير الحزبي على كثرته وهو اليوم فقد الثقة في كل شيء واستسلم أمام كل شيء،وإن طلب شيئا فمجرد سلامته الشخصية ونجاته الفردية؟؟.على أي،على الجميع أن يعلم أن المواطن لم يعد اليوم مجرد مواطن الانتخابات،ونرجو أن تكون التحديات والرهانات الوطنية السابقة مما سيحمله إلى صناديقها،كما نرجو من الجميع الانضباط لمدخلاتها ومخرجاتها،وبدون لف ولا دوران احترام حاجة المواطن من ورائها إلى سياسة رقابية تشريعية إصلاحية ديمقراطية تنموية حقيقية مجالية عادلة منصفة ومستدامة..تشجع على الإيمان بالعملية الانتخابية كمدخل وحامل للإصلاح الديمقراطي والتعامل الحضاري مع أعراسه وعقائقه التنموية..نرجو ذلك؟؟.

الحبيب عكي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*