الحجاب والنفاق الاجتماعي والسياسي
الحجاب والنفاق الاجتماعي والسياسي
عبد السلام المساوي
1-النفاق الاجتماعي
هل يكفي ان تغطي الفتاة رأسها لتصنف في خانة التدين ؟ الا ترتبط الفتنة والاثارة بمناطق أخرى من جسد المرأة ؟ ان ما يجري في الواقع من توظيف متعدد الابعاد لغطاء الرأس المسمى حجابا ، ابعد ما يكون عن ” عودة ” الى أحضان الدين .
وتكفيك جولة وسط المدينة كي تكتشف نجاح الحداثة في توظيف ” الحجاب ” في الإثارة ، فباستثناء تغطية شعر الرأس ، اصبحت كل مفاتن الجسد معروضة بشكل بارز ، فمساحيق التجميل ساعدت الفتاة على إبراز العينين وتسويدهما رغم انفهما ، مع اختيار حجم الحاجبين وسمكهما ، كما أن العدسات اللاصقة الملونة مكنت من التلاعب بلون العين حسب لون اللباس .
ولابراز العينين والشفاه ” المحمرة ” يتم طلاء الوجه بمادة قاعدية بيضاء تخفي لونه الاصلي ، وكأن الهدف من تغطية الشعر هو جذب انتباه الناظرين الى الوجه، فنابت الشفتان والعينان والخدان عن خصلات الشعر التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
اما الأخطر من كل ذلك فهو أنواع الالبسة اللاصقة التي التي تلف الجسد وتكشف كل تضاريسه : فسراويل الجينز تبرز حجم الافخاذ والارداف المتراقصة ، أما الاقمصة المشدودة على الصدر فهي تكشف اكثر مما تستر ، فبالله عليكم ما قيمة الشعر امام كل هذه الخيرات المعروضة ؟
ان الذين يعتبرون انتشار الحجاب ، دليل على انتشار التدين الحقيقي بين فئات المجتمع مخطئون لأن المظاهر خادعة ، وحين نقترب من البنات والنساء ونسألهن عن سبب تغطية شعورهن ، سنجد أجوبة متنوعة تصل إلى حد التناقض ، فمنهن من تربط ذلك بدور الحجاب في ” اقتناص ” زوج يبحث عن فتاة ” فاضلة ” …ومنهن من تربطه بالتحايل على الأسرة وعلى سكان الحي كي تقدم صورة ” محترمة ” سرعان ما تتبخر حين تبتعد بضع مئات الامتار ليزول الاحترام وتظهر الحقيقة ، وتجيب فئة اخرى ان المسألة مفروضة وليست اختيارية ، ومرتبطة بطبيعة الأب والام ، أما البعض فيعتبرن المسألة عملية واقتصادية فقط ، فمصاريف الحلاقة ، وتجفيف الشعر وتصفيفه ، تتطلب وقتا ومجهودا ومصاريف لا تتوفر لبنات الفئات الفقيرة . اما فئة من بنات الطبقات الراقية فيتعاملن مع الحجاب كموضة ، تقدم المرأة في مظهر متميز خاصة ان المصممات الجديدات تلاعبن بالحجاب كثيرا وابدعن في شكله ، ولم يبق مجرد قطعة ثوب عادية ، بل ارتفع ثمنه ليصل إلى مستويات لا تقدر عليها الا من ارتوت ببراميل الخليج واباره…