swiss replica watches
لماذا لا تستفيد الأحزاب من أخطاء الماضي ؟ – سياسي

لماذا لا تستفيد الأحزاب من أخطاء الماضي ؟

لماذا لا تستفيد الأحزاب من أخطاء الماضي ؟
بقلم سدي علي ماءالعينين من أكادير

حكاية الدخول المتوالي للأحزاب الى غرفة الإنعاش !!!!

قد يبدو أن مقولة المغرب الإستثنائي و الخصوصية المغربية تجد شرعيتها مع توالي التجارب و المحطات و تصبح مقولة :”التاريخ يعيد نفسه” قابلة التحقق ببلادنا و في أكثر من محطة .
ويبدو أن تجربة التناوب وما خلفته من قلب لمفاهيم “النضال الحزبي” الذي حل محله “نضال الواجهات الحكومية “؛ و من بعدها تجربة جبر الضرر الذي قلب مفهوم “المناضل /المثقف/العضوي” الذي حل محله مفهوم “مناضل الكافيار و الصيكار “؛

عبر هاتين التجربتين تم (تدويب ) جزء من اليسار في حسابات نظام محكم المؤسسات وواضح التوجهات ؛نظام يجيد تدبير مراحل تطوره على حساب هشاشة مؤسسات تتحول الى مجرد واجهات بأعضاء (كايقلبو الفيسة) كلما تحول تواجدهم في هذه المؤسسات الى مجال للإمتيازات تغير وضعهم الإجتماعي و ترمي بهم في أحضان الإرتقاء الإجتماعي على حساب المبادئ و المواقف الثابتة التي تتحول الى مناورات و مساومات وقيم هشة .
وفي الوقت الذي أعلن محمد اليازغي موت المخزن ؛كان المخزن قد حسم و أنهى مخطط تدويب و قتل صورة النضال .

ماذا لو لم يأتي الربيع العربي ؟

في تقديري -كما تقول معطيات قبل 2011- كان الوافد الجديد سيواصل زحفه لإحتلال المشهد السياسي ؛و سيواصل الإسلاميون( إتفاقهم ) مع المخزن بعدم تغطية كل الدوائر و القبول بتسوية إنتظار “الدور” حسب التعليمات .
لكن الربيع العربي عجل بقلب حسابات المستقبل و تدبير هذا الزحف الخارجي على بلادنا بنفس فلسفة المخزن في تدبير إنتقال الحكم من الراحل الحسن الثاني الى الملك الحالي محمد السادس وذلك باللعب بورقة الإسلاميين الجالسين ب”قاعة الإنتظار ” ليقوم حزب العدالة و التنمية بقبول عدد مقاعد لم يكن يقول بها حتى أكبر المتفائلين من قيادة الحزب.
– ويواصل التاريخ تكرار نفسه ؛ فكما مررت حكومة التناوب ضدا على توجهها الإشتراكي أكبر صفقة وهي الخوصصة ؛
– فإن الإسلاميين ضد توجههم المحافظ يمررون إلغاء المقاصة مع تحرير الأسعار في صفقة حكومة بنكيران .
و لأن المخزن يقرأ جيدا أدواته (الأحزاب) فقد فطن ان الأحزاب لم تتخلص من ثقافة الزاوية و الشيخ و المريد ؛ والمتمثلة في قدسية القيادة التاريخية .
ومع توالي المحطات يعيد التاريخ نفسه ففي 2002 يحصل الإتحاد الإشتراكي على المركز الاول ليتم التخلي عنه و عن القائد / الشيخ عبد الرحمان اليوسفي.
ليدخل الحزب في تدبير مرحلة البحث عن الخلف ربما لازالت متواصلة !!!
و العدالة و التنمية تحتل المرتبة الاولى في 2016 ليتم التخلي عن القائد/الشيخ عبد الإلاه بنكيران ليدخل الحزب في مرحلة البحث عن مبررات مقنعة لقبول خلفه.
هناك مجالات متعددة يكرر فيها المخزن أسلوبه مع العدالة و التنمية كما فعل مع الإتحاد الإشتراكي
وهناك مظاهر كثيرة يكرر فيها حزب العدالة و التنمية طريقة الإتحاد الإشتراكي في تدبير المحطات.
1- إذا كان اليوسفي إختار بروكسيل ليعلن عن (غضبه) من طريقة التخلي عنه بعد إنتهاء مهمة الإنتقال من ملك الى ملك ؛فإن التاريخ التنظيمي للحزب يسجل له أنه هو من أسكت كل الأصوات الرافظة لجطو وزيرا أول خلفا له ؛بل هو من أشرف على إقتراح الوزراء و صياغة بيان المشاركة ؛قبل أن يصيغ بيان إعتزال العمل السياسي.
2- وإذا كان بن كيران اليوم (متهم) بالتعبير عن غضبه من طريقة التخلي عنه بعد إنتهاء مهمة تجنيب المغرب الربيع العربي عن طريق تحريض شبيبته و كتائبه ممن سماهم يوما ب( المداويخ) ضد خلفه العثماني فإن التاريخ التنظيمي لحزب العدالة و التنمية يشهد ويسجل أن بن كيران وفريقه مهدوا لتنحيته تنظيميا و القبول بذلك .
وكما فعل انصار اليوسفي و حتى الجناح الشبيبي والنقابي الذين إستقدموه من “كان ” قبل أن يختلفوا معه في الدخول الى الحكومة ؛من محاربة مكشوفة لحكومة جطو و إعتبار الوزاء الإتحاديين لا يمثلون الحزب و خانوا الزعيم
فنفس الشيئ يفعله اليوم انصار بنكيران مع حكومة العثماني التي يعتبرونها خيانة للزعيم .

ويستمر تاريخ المغرب في تكرار نفسه …

فكما تم تعويض مناضلي الحركة الإتحادية /اليسار عن كل نضالاتها و تضحياتها عبر ألأغلفة السمينة لجبر الضرر حيث تحولوا من مجرد مناضلين مسكونين بهم الوطن الى كائنات مسكونة بهوس الذات و الهرولة نحو الكماليات و إمتيازات الواجهات.
فنفس الشيئ وقع فيه مناضلو و أتباع الزعيم في العدالة و التنمية بعد وصولهم الى الواجهات و تقلدهم للمناصب السامية و جربوا مجالس المخزن و بروتوكوله الرسمي ليتحولوا الى كائنات مهووسة بالسفريات و الظهور في الواجهات وركوب افخم السيارات و تلقي تعويضات دسمة عن المهام.

و ضع أفرز موت الطبقة الوسطى من رجال التعليم و نقابيو المعامل و الضيعات و رجال الأعمال الوطنيين.

و كما خلق المخزن حزب البام ليحتوي أحزاب الحسن الثاني و البصري ضد الأحزاب الوطنية ؛ فقد قلب الربيع العربي هذا الإختيار بتعويضه بأحد تلك الأحزاب و هو الأحرار ؛
و إختيار هذا الحزب خضع لدراسة في منتهى الدقة ؛ فالتجمع الوطني للأحرار لم يكن سوى ذلك الحزب الذي ضمن الأغلبية للزعيمين والحزبين في التجربتين الحكوميتين ؛
وكل إعتراض عليه يدخل في (نكران الجميل) و ( التنكر للتاريخ)!!!!!

اليوم كان من الممكن للإسلاميين أن يستفيدوا من تجربة الإتحاد وخلاصات تجربته التي بدأت بمجد و إنتهت بمرارة ؛ لكن الواقع غير ذلك فمن يناصرون زعيما إنتهت ولايته هم بكل تأكيد أشبه بجيل حكومة التناوب الذين خرجوا الى الإعلام يعلنون وفاة حزبهم فقط لأن مصالحهم لم تعد فيه ؛وفقدوا القدرة على العودة للمعارضة بعد أن تغيرت أحوالهم و قناعاتهم.
فهاهي شبيبة العدالة و التنمية و الكتائب المحدثة بقرار من بنكيران في الإجتماع المشهور بمنزله ينتصرون لصورة الزعيم على حساب الأمين العام الحالي واصفينه بالضعف و قبول لعبة المخزن متناسين أن العثماني ليس سوى الأمين العام الأسبق الذي ورث الخطيب و تحمل كل أعباء مخاض التأسيس؛
وهاهم مناضلو الواجهات غير قابلين بمرافقة بنكيران الى” إقامته الجبرية” التي وضعه فيها رفاقه في الأمانة العامة و الحكومة.

لكن الجديد الذي يعرفه حزب العدالة و التنمية أن هناك علاقات مصلحية متضاربة وسطه تبرز على أكثر من مستوى ؛
– فمناضلو الواجهات بالقواعد (مؤسسات منتخبة ) وجدوا في تحالفهم مع انصار الزعيم في الوقت الراهن فرصة للمساومة على ضمان مصالهم بالواجهات ؛و والضامن هو إستمرار زحف الإسلاميين (المتفق عليه في 2011).

– و لأن الزعيم إكتوى بنار دخول أخنوش الى السياسة في تشكيل الحكومة المجهضة وهذه القائمة ؛ فمناضلو الواجهات يخافون من( تغيير الصفقة ) وإستقدام الحمام خلفا لهم وقد اصبحوا صقورا !!
ليبدأ مخاض الصراع و التدابز و التسابق الداخلي وسط العدالة و التنمية كما حدث في جسم الإتحاد الإشتراكي .
اليوم الصورة تعكس هذا المخاض و عنوانها :
فقدت الأحزاب و السياسة و الممارسة النضالية كل مقومات الثقة و المصداقية و النموذجية المثالية ؛ لتفسح المجال لمبادرات إما مؤطرة بالمخزن او بمناضلي الواجهات من مختلف الاحزاب بطابع ارتجالي مصلحي محلي او بمبادرات عفوية يحركها الفقر و الفراغ و الحاجة و الأمية و الخصاص و الفساد ….

فلماذا لم تستفد العدالة و التنمية من منزلقات الإتحاد الإشتراكي؟

الجواب -بلغة ساخرة – :
إنه لا يريد أن يكسر ثوابت العملية السياسية في بلادنا :
– مقولة : المغرب الإستثنائي.
– مقولة: في المغرب التاريخ يعيد نفسه.
– أما المخزن فينزل بنجاح نظريته الثاقبة :
لا تهتم بما يدبجونه في مقرراتهم ومؤتمراتهم ؛وما يلقنونه لأتباعهم و أنصارهم ؛ ولا لما تصرخ به حناجرهم في الوقفات و المظاهرات ؛
ركز إهتماتك على تطلعاتهم الإجتماعية و أثر الواجهات على شخصياتهم وطباعهم ؛ومجالات صرف تعويضاتهم ؛و ماتراكم من ثرواتهم و تغير طبيعي في خطابهم.
تلك حكايتنا كما عاصرتها و قرأت تفاصيلها بإجتهاد يحتمل الصواب والخطأ.مع التأكيد على أن كل وصف لسلوك ورد في المقال ليس فيه تعميم ففي كل مارويت هناك مناضلون من الحزبين صانوا رصيدهم النضالي وأغلبهم إختار العزلة .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*