swiss replica watches
يونس مجاهد يكتب: البرنامج الحداثي الاشتراكي – سياسي

يونس مجاهد يكتب: البرنامج الحداثي الاشتراكي

هل هناك فرق بين برامج الأحزاب، في هذه الانتخابات الجماعية والجهوية؟ سؤال يطرح في بعض وسائل الإعلام، ومن طرف العديد من المواطنين، منهم من يعتبر أن هناك تشابها في ما بينها، لذلك تقفز إلى الذهن، صورة المرشحات والمرشحين، التي تأخذ الأولوية على البرنامج. غير أن هذه النظرية غير صحيحة بشكل مطلق.
فهناك فروقات كبيرة بين الأحزاب، من أهمها تاريخ الحزب، وتجربته في التسيير الجماعي، بالإضافة إلى انتماء المرشحين ومسارهم وكفاءتهم، كل هذه العوامل تميز بين حزب وآخر. غير أن ما يميز أكثر هو البرنامج نفسه.
و من الممكن أن نلقي نظرة على البرنامج الذي تقدم به حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لنلاحظ الفرق. فهو برنامج تم إعداده بناء على تقييم نقدي شامل للتجربة السابقة، آخذا بعين الاعتبار التحولات والتغيرات التي عرفها المجتمع المغربي، وبنية الساكنة، وحاجيات الأجيال الجديدة وضرورات التنمية، وغيرها من القضايا الكبرى، التي تتطلب سياسات عمومية ناضجة ومستقبلية.
الإسمنت الذي بني عليه هذا البرنامج، ينطلق من مبدأ أساسي، و هو ترسيخ مفهوم إدارة القرب، من أجل إعادة الثقة في الفعل العمومي، وذلك بسياسة تعتمد الشفافية والمساءلة والإشراك والحق في وصول المواطنين إلى المعطيات، أولا، ثم إشراك المواطنين في كل المشاريع، وتوفير الإطارات والآليات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، ثانيا، من بينها تخويل المنظمات غير الحكومية، صفة ملاحظ ضمن اجتماعات المجالس المحلية والجهوية ومختلف اللجان المتفرعة عنها.
الفلسفة التي انطلق منها البرنامج، هي ضرورة التخلي عن النظرة الكلاسيكية، للمدن والقرى، كملجأ للسكن فقط، إذ من الضروري أن تشكل أيضا وحدات كبرى ومتوسطة، للاستثمار الاقتصادي، حتى تكون محورا للتنمية. بالإضافة إلى هذا، تنطلق هذه الفلسفة من القضاء على مظاهر الإقصاء الاجتماعي، الذي ينتج عنه تفكك في النسيج الحضري وتباين صارخ بين الأحياء وبين مركز المدن وضواحيها، وبين المدن والبوادي…
لا يمكن أن يظل هناك مغربان، مغرب ينمو ويتطور، و آخر يغرق في مستنقعات الفقر والخصاص والتهميش والإقصاء، هذا هو ما يميز برنامج هذا الحزب، وهو ينطلق في ذلك من إيديولوجيته الاشتراكية، وانتمائه للقوات الشعبية.
وما يميزه أيضا ما يعطيه من أهمية للحداثة، أي للتربية والثقافة والعلم والمعرفة، وتأطير الأطفال والشباب وتوفير الفضاءات الثقافية والرياضية، في تكامل مع النقل العمومي والمدرسي ورياض الأطفال والأمن… إنه برنامج الفضاء العمراني الاشتراكي.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*