swiss replica watches
إسماعيل الحمرواي يكتب: الشباب في المحك ! – سياسي

إسماعيل الحمرواي يكتب: الشباب في المحك !

“اجعلها عادة كل ليلة ألا تنام إلا إذا استطعت أن تجعل شخصا واحدا ممن قابلت ذلك اليوم: أحكم، أو أسعد، أو أفضل”، هكذا قال المؤرخ والروائي الألماني، تشارلز كينجزلي.

أين نحن من هذه المقولة ؟ هل نحن نفكر بمنطق الآخر أم بمنطق الأنا الضيقة ؟ هل مجتمعنا يزكي هذ النظرية أم أن كل من نقابله، نسعى لوقف طموحاته ونضع أمامه كل العثرات ؟

إننا نعيش عالمين، عالم يعطي قيمة للإنسان، يساعد الشباب ويعمل جاهدا على صقل ودعم طاقاته وينهض بها، وحتى وإن كان ذلك الشاب سلبيا، فإنه يجعل منه شابا إيجابيا منتجا ومبدعا حتى، وفي مقابل ذلك، وفي عالم آخر، توضع عوائق مجتمعية أمام الشباب، رغم أنه قد يكون إيجابيا في مجتمعه، وتصنع له كل العثرات أمام طموحاته، ويتم الاجتهاد، مع الاسف، في وقف تلك الايجابية وكبحها، فيا ترى أين نحن من تلك العوالم ؟

عن السياسة أتحدث وعلاقتها بالشباب، ألا يمكن لساستنا قبل أن يناموا، وهم في لقاءهم معشر الشباب، أن يجعلوا منهم أحكم وأسعد وأفضل ؟

لن أكتفي فقط بطرح تلك الاسئلة، بل سأضع بين أيديكم بعضا من الدراسات التي عالجت موضوع الشباب في العملية السياسية، وهي في حد ذاتها محاولة للإجابة عن كل تلك الأسئلة وغيرها.

فقبل 18 سنة، نظمت وزارة الشبيبة والرياضة المغربية الاستشارة الوطنية للشباب، حيث كانت نسبة المنخرطين في الأحزاب السياسية جد منخفضة حتى أنها تكاد تصبح بدون أي معنى. خلال هذا البحث عبر 1,3% فقط ( أي ما يعادل 231 شاب من أصل 18109 يكونون العينة) عن انخراطهم في تنظيم حزبي أو نقابي. وداخل هذه النسبة الضئيلة، هناك أكثر من 80% يمثلون الذكور، وأكثر من الثلثين هم شباب حضري، والغالبية من الشباب المندمج اقتصاديا.

وبعد سنوات كانت هناك دراسة أخرى حول الشباب و التربية على قيم الديمقراطية والتي أشرفت عليها جمعية “الشعلة للتربة والثقافة” وهي جمعية مدنية مهتمة بقضايا الشباب، فقد أبانت هذه الدراسة أن 97% من الشباب المستجوب، هو شباب غير مسيس ولا علاقة له بالأحزاب.

أما آخر بحث وطني أنجزته المندوبية السامية للتخطيط حول الشباب سنة 2011، أبانت أن 23 في المائة من الشباب لا يثقون في الحكومة مقابل23 في المائة لا يثقون في البرلمان و 55 في المائة لا يضعون الثقة في الأحزاب، حيث أن مستوى الثقة في المؤسسات يظل، على العموم، أعلى نسبيا في صفوف الشباب القروي بالمقارنة مع الشباب الحضري، وفي صفوف النساء مقارنة بالرجال وفي صفوف غير النشيطين، وعلى الخصوص ربات البيوت، مقارنة بالعاطلين. وبشكل عام، حسب دراسة المندوبية السامية، يولي الشباب المغاربة اهتماما قليلا بالشأن العام، حسب البحث نفسه، إذ أن 1% منهم فقط منخرطون في حزب سياسي، ويشارك 2 بالمائة منهم في اللقاءات التي تنظمها الأحزاب السياسية أو النقابات، و 1% أعضاء نشيطون في نقابة ما، ويشارك 2 بالمائة منهم في مظاهرات اجتماعية أو إضرابات، في حين يُشارك 9 بالمائة منهم في أنشطة تطوعية كما أن 22 بالمائة فقط يشاركون في الانتخابات بكيفية منتظمة و 12 بالمائة بكيفية غير منتظمة.

إنها أرقام معبرة ومخيفة عن مكانة الشبابة في العملية السياسة وهي تحتاج منا تفاعلا منهجيا صارما لإعادة تغيير “الموازنة” ودفع السياسيين وكل الفاعلين إلى تبني خطابا إيجابيا يتجاوز الخطابات الضيقة السلبية التي تتجاهل “عنفوان الشباب”، والعمل على دعم طاقات وابداعات الشباب المغربي. فإن كان كل “فاعل” داخل الحياة السياسية يسعى جاهدا إلى تشجيع الشباب بشكل عملي والرفع من شانهم وجعلهم أفضل، فلن تكون عندنا تلك الارقام التي لم تتغير منذ سنوات، حيث بقيت ثابتة وكأن المعطيات لم تتغير.

لقد سبق لأريسطو أن قال أن الرجل المثالي يشعر بالمتعة في إسداء المعروف للآخرين، فهل نحن أمام هذه المقولة أم أن المثالية تبقى فقط في خطابات دغدغة العواطف ؟

أتمنى صادقا، أن يشعر “السياسي المثالي” بالمتعة في إسداء المعروف لا في وضع الحواجز.

بقلم إسماعيل الحمراوي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*