swiss replica watches
90 دقيقة للإخضاع ردا على إلياس العماري – سياسي

90 دقيقة للإخضاع ردا على إلياس العماري

بقلم الاستاذ: اسحاق شارية

الجزئ الأول
منذ أن أعلنت إحدى القنوات المغربية عن استدعائها لضيف فوق العادة، جعلت منه الصحافة الوطنية المكتوبة منها والمسموعة شخصا أسطوريا، يوقف المشهد السياسي ولا يقعده، وأنا متشوق لمتابعة البرنامج عساني أستنتج من أجوبته ما لم أستطع فهمه في تناقضات تصرفاته السياسية ذات الطبيعة الهاوية أو البدائية، باعتبارها لا تستند على أية مرجعية أخلاقية أو إيديولوجية أو فكرية أو نضالية واضحة ومتينة.
وقد زاد شوقي لمتابعة البرنامج عندما علمت أن محاور الضيف الأسطوري، سيكون أحد جهابدة الصحافة الوطنية الأستاذ توفيق بوعشرين، الذي كنت أتقاسم مع افتتاحيته آراءه وانتقاداته لحزب الأصالة والمعاصرة، وما واكب نشأته وسيرورته من تراجع وتعفن وإفساد، في الساحة السياسية المغربية.
لكن بعد نهاية 90 دقيقة من المتابعة، والإنصات، خرجت باستنتاج وحيد أن إسم البرنامج يجب أن يتم تغييره ب 90 دقيقة للإخضاع، بدل 90 دقيقة للإقناع، على اعتبار أني لم أقتنع بأي شيء في البرنامج لا بالصحافة ولا بالضيف.
أما الصحفي الأستاذ بوعشرين فقد صدمت وأنا أشاهده على تلك الحالة الواضحة من الخوف والرهبة البادية على ملامحه، وكأنه يحاور طاغية أو سفاحا، لا رجل سياسة بسيط، لقد كان واقفا وكأن الطير على رأسه، مرتعش اليدين، يبتلع حنجرته عند كل محاولة كلام، ينظر إلى ضيفه المستأسد نظرة استعطاف وخنوع، ويبتسم في وجهه ابتسامة التملق الجبانة، وكنت أراه يحاول يائسا استجماع قوته لطرح سؤاله المرتبك بنبرة صوت خافت ضعيف، فلا أفهم من السؤال سوى أن سائله في ورطة حقيقية، وكأن الضيف يمسك عليه ملفا يوخزه به تحت الطاولة، عندما يستعد لطرح السؤال الذي ينتظره المواطن، ليتحول في الحين لسؤال بارد لاطائل من سماع الجواب عليه، لأنه إذا كان السؤال بلا معنى فإن الجواب سيكون هو الآخر بلا معنى، وكنت وأنا أتابع هذا الصحفي المسكين أتمنى لو يبقى ساكتا، لربما كان سكوته أبلغ من قوله، وصمته أصدق تعبيرا من كلامه.
أما في الطرف المقابل ، فقد كان الضيف إلياس العمري يقف مزهوا بإخضاعه للصحفي المغلوب على أمره، ينظر باستعلاء سلطوي غريب في الأسئلة المحتشمة المطروحة عليه، وفي نظراته تتجلى كل تعبيرات القسوة والمكيدة والسلطوية، وهي نظرات شبه موحدة بين كافة رجال السلطة والمخزن، من قياد وباشوات وبوليس، خصوصا عندما يفتحون عيونهم إلى أقصاها ويوجهون سهامها إلى صلب عين المواطن البسيط، وكأنها نظرات تنطق بالقول: أنا السلطة، وأنا العقاب المقدر الذي لا يرحم.
هكذا قررت بعد نهاية البرنامج أن أناقش ضيفه إلياس العمري، وأنا مضطر لذلك غاية الإضطرار، لأني أعلم أني لو كنت في زمان غير هذا الزمن الرديء، وفي مشهد سياسي غير هذا المشهد المتأزم، لما كان ضيفنا يجد موقعا يفرضه على المشاهد فرضا من وراء ستار، حينما كانت الساحة السياسية مليئة برجال السياسة ورجال الدولة الذين اجتمعت فيهم كل خصال النضال الحقيقي، والتكوين الفكري والإيديولوجي المتين، وفصاحة اللسان، وانشراحة الواثق من عدالة قضيته.
في البداية سئل السيد إلياس عن موقفه من تطورات قضية الصحراء المغربية والتحول المفاجئ في موقف حكومة السويد منها، فكان جوابه بلا أساس، عندما تقمص دور رجل الدولة والناطق باسمها، وأجاب بلغة خشبية، بأن موقف السويد لايليق بعراقة ديموقراطيتها، داعيا إياها إلى اتخاذ موقف محايد من قضية الصحراء المغربية.
لكن إذا كان هذا الجواب يستساغ سماعه على مضض من مسؤول بوزارة الخارجية المغربية، فإنه من غير المقبول أن يصدر عن كائن سياسي ينتمي إلى حزب معارض، حيث كان من الواجب تحليل أسباب هذا الإخفاق الديبلوماسي، وطرح البدائل العقلانية الممكنة، والحلول المفترضة، كما كان من المفترض في قيادي حزبي أن يعدد مبادرات حزبه في معالجة هذه الأزمة المغربية السويدية، خصوصا مع الأحزاب التي تشاطر حزبه نفس التوجه الإيديولوجي والفكري، رغم أني على يقين أن في السويد لا يوجد حزب يشبه حزبه، فلا هو باليميني ولا هو باليساري، ولا هو بالوسطي، تختلط فيه الأفكار اليسارية بالممارسات السلطوية، و يرفع شعار الحداثة وهو غارق في المحافظة على أسوأ القيم والممارسات لا على أجودها.
وكنت أتمنى أتمنى لو أمتعنا الضيف الكريم بنتائج جولاته في دول أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأفريقية والعربية، ومدى نجاحه في تغيير مواقف تلك الدول والحكومات والرؤساء الذين تقابل معهم دون صفة، ومادام يمتلك هذه الموهبة النادرة في إقناع رؤساء العالم بوجهة النظرالمغربية، ما له لم يبادر إلى زيارة رئيس الحكومة السويدية لإقناعه بالعدول عن موقفه الساعي إلى الإعتراف بالجمهورية الوهمية، أم أن زياراته الدولية لم تزد الوضع إلا تأزيما، لأنها مبادرات ارتجالية وشوفينية منفردة، لم تكن ناتجة عن أي دراسة أو تخطيط مؤسسي، مبني على دراسة معمقة للملف وارتباطاته المتعددة الأبعاد، والتي لا تحتمل أي مغامرة متهورة.
انتهى الجزء الأول من ردي على الخطاب الضعيف لإلياس العمري في برنامج 90 دقيقة للإخضاع، عفوا أقصد للإقناع، وأتمنى أن أبقى حرا غير خاضع أو مخضع، لكتابة الجزء الثاني من الرد…والسلام
المحامي إسحاق شارية


Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*