swiss replica watches
بوعزاتي: مواقف وهبي لم تراعي الحد الأدنى من اللياقة السياسية و الأخلاقية و الفكرية – سياسي

بوعزاتي: مواقف وهبي لم تراعي الحد الأدنى من اللياقة السياسية و الأخلاقية و الفكرية

د. وصفي بوعزاتي 
عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع

و نحن على بعد أيام قليلة من موعد المؤتمر الوطني الرابع لحزبنا “حزب الأصالة و المعاصرة”، و بعد انتهاء محطة انتداب المؤتمرين و إيمانا منا بعدم التشويش على هذه المحطة المهمة، و إيمانا منا كذلك بعدم التسرع باتخاذ مواقف قد تحسب مجرد ردود أفعال لا غير. 

اليوم و بعد انتهاء محطة الانتدابات، اسمحوا لي رفيقاتي و رفاقي بالحزب أن أعبر و بكل هدوء، عن رأيي بخصوص نقطتين أساسيتين، الأولى تتعلق بظروف انتداب المؤتمرين و الثانية بخصوص الترشيحات للأمانة العامة للحزب و خصوصا تصريحات عضو المكتب السياسي الأستاذ وهبي عبد اللطيف. 

محطة انتداب المؤتمرات و المؤتمرين للمؤتمر الوطني الرابع

بالرغم من كون عملية المصالحة أو الصلح لم تحترم الشرط الأساسي لإنجاحها و هو الحوار الداخلي حول نقطة جوهرية في نظري – أيُّ حزب نريد – و قد يؤجَّل هذا النقاش لما بعد المؤتمر و ما يمكن أن يترتب عنه حسب طريقة التعاطي مع هذا الأمر الحاسم. 

بالرغم كذلك من كون عملية انتداب مؤتمرات و مؤتمري الحزب و ما قد يكون قد شابها من خروقات في بعض الجهات، إلا أنه على العموم تبقى في مجملها مقبولة (بعد دراسة الطعونات و البث فيها طبعا) لصعوبة الأمر خصوصا ما يتعلق بحصر اللوائح في كوطات تبقى ضعيفة و المكانة التي يمثلها حزبنا في الساحة السياسية. و هنا خصوصا أود أن أثير انتباه الجميع إلى أن امتداد و شعبية حزب الأصالة و المعاصرة كبيرة جدا بمناضلاته و مناضليه و حتى المتعاطفين معه و أنه رغم الأزمات المتعاقبة على حزبنا إلا أن قاعدتنا الشعبية تكبر أكثر فأكثر إيمانا منهم بما يمثله حزب الأصالة و المعاصرة كمشروع مجتمعي بديل.

تصريحات الأستاذ وهبي عبد اللطيف

تابعت كما رفيقاتي و رفاقي بالحزب تصريحات الأستاذ وهبي عبد اللطيف خلال الندوة الصحفية للإعلان عن ترشحه رسميا لمنصب الأمين العام، التي عقدها بالمقر المركزي للحزب يوم 23 يناير 2020. و استغربت كثيرا من مجموع المواقف التي عبر عنها بخصوص موقفه من الإسلام السياسي و كذا موقفه من كون حزب البام حزب يتلقى التعليمات من جهة نافذة في الدولة. 

مجمل القول، يمكن اعتبار مواقف الأستاذ وهبي لم تراعي الحد الأدنى من اللياقة السياسية و الأخلاقية و الفكرية، و تعامل الرجل بشكل سطحي عند مقاربته خصوصا للإسلام السياسي دليل على عدم فهمه بأن مصطلح الإسلام السياسي ظهر لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره “نظاما سياسيا للحكم”، وأن هذا المصطلح لصيق ببعض الأسماء بعينها -مثل حسن البنا- وبعض الجماعات -مثل الإخوان المسلمين. و أنه عندما ألبس المؤسسة الملكية ثوب الإسلام السياسي فهو بذلك يقلل من شأنها و رمزيتها و ما تمثله من ضمانات لنا كمسلمين و لغيرنا من الديانات السماوية من رمزية روحية موحدة، و هنا لابد من الاستشهاد بخطاب صاحب الجلالة عقب استقباله لقداسة البابا فرانسيس، بباحة مسجد حسان بالرباط، يوم السبت 30 مارس 2019.
يقول جلالته:
… وفي عالم يبحث عن مرجعياته وثوابته، فقد حرصت المملكة المغربية على الجهر والتشبث الدائم بروابط الأخوة، التي تجمع أبناء إبراهيم عليه السلام، كركيزة أساسية للحضارة المغربية، الغنية بتعدد وتنوع مكوناتها.
ويشكل التلاحم الذي يجمع بين المغاربة، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم، نموذجا ساطعا في هذا المجال.
فهذا التلاحم هو واقع يومي في المغرب. وهو ما يتجلى في المساجد والكنائس والبيع، التي ما فتئت تجاور بعضها البعض في مدن المملكة.
وبصفتي ملك المغرب، وأمير المؤمنين، فإنني مؤتمن على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية. وأنا بذلك أمير جميع المؤمنين، على اختلاف دياناتهم.
وبهذه الصفة، لا يمكنني الحديث عن أرض الإسلام، وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين. فأنا الضامن لحرية ممارسة الديانات السماوية.
وأنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة، والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى، الذين يعيشون في المغرب. انتهى كلام جلالته.

و لا دعي للتذكير بموقف الحزب من إمارة المؤمنين: مذكرة الحزب المرفوعة للجنة الملكية التي أشرفت على دستور 2011.

أما النقطة المتعلقة بتلقي الأوامر من جهة محددة في الدولة، فهنا لا يسعني إلا أن أطالب الأستاذ وهبي بمزيد من الجرأة و الإفصاح عن هذا الشخص أو الجهة التي تتحكم في حزبنا لأنه هو من أقرّ هذا الأمر…

أيتها الاخوات، أيها الإخوة مناضلات و مناضلي حزب الأصالة و المعاصرة، إن محطة المؤتمر الوطني الرابع هي محطة لتكريس المكتسبات و تثبيت هويتنا و تعميق مفاهيم مشروعنا المجتمعي و ليست مجالا لتغليب مواقفنا الشخصية على المشروع.

دمتم للمشروع ثابتين و أوفياء 
ميعادنا المؤتمر الوطني الرابع 

د. وصفي بوعزاتي 
عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*