swiss replica watches
لماذا رد بنكيران على أخنوش؟ – سياسي

لماذا رد بنكيران على أخنوش؟

لماذا رد بنكيران على أخنوش؟

موضوعيا، ما قام به أخنوش، بالهجوم على العدالة والتنمية مفيد جدا، حيث أخرج بنكيران. وما قام به بنكيران ، بالهجوم الناعم على أخنوش مفيد جدا. لأن الرد والرد المضاد، يستقطب جمهورا جديدا إلى السياسة، ويحفزه على الفرجة، لكي لا يستفرد به الشيخ والشيخة. بنكيران في برنامج آية استوقفتني، اغلق التعاليق، وأصبحت فيديوهاته على اليوتوب لا تتجاوز ألف مشاهدة، لأنه خارج منطق الرد والرد المضاد.

هذه الحيوية التي عرفها المشهد السياسي الليلة، فيها رسالة إلى من يهمه الأمر، مفادها: أن حزبا سقط من ناطحات السحاب، لم يحمل السلاح، أو طلع إلى الجبل، أو قاطع المشهد، بل تقبل النتيجة، وانتقدها بلطف، وعاد للممارسة دوره في المعارضة، والأغلبية تتجاوب معه، بمعنى هناك حياة سياسية.

أقبح ما في المشهد السياسي أن تنقرض الفرجة بين الأحزاب في الرد والرد المضاد، لأن ذلك، يؤدي إلى هجرانها، والالتحاق بمجالات أخرى فرجوية، تشهد جدلا ساخنا. ثم إن المشهد السياسي حين يسخن، يمتص الغضب، ويعقلن تصرفات الجمهور، دون اللجوء إلى وسائل ترفضها الدولة.

لن أقول، إن خرجة أخنوش كانت مدروسة لإدخال بنكيران إلى مجال البولميك، الذي هجره، وإبعاده عن برنامج آية استوقفتني قليلا، ولن أقول، إن بنكيران فهم الرسالة التي أعدها أصحاب الحال، فرد التحية بأحسن منها، فخرج، وخلق فرجة حطمت رقما قياسيا في عدد المشاهدات ما يقارب 20 ألف مشاهدة على المباشر. لن أقول إن هناك جهازا، دعاهما معا إلى الاشتباك، لتنشيط البطولة، وإبعاد صورة الدولة المغربية المتحكمة في كل شيء، بل تقدم مشهدا يتميز بالتنوع والجدل والنقاش والرأي والرأي الآخر، وتصنع رأيا عاما، ليصطف إما مع بنكيران وإما مع أخنوش، وتتحكم بعقلانية في الوضع.

لن أقول هذا الكلام: أن ما وقع مخطط له، لأن هذا ضرب من التنجيم.

لكن ما وقع، يظهر أهمية هذا الجدل، في خلق حيوية سياسية، واستقطاب الجمهور لمتابعته، لكي لا ييأس من السياسة والسياسيين.

ولا داعي لأخبركم، أن الصراع الحقيقي، ليس بين أخنوش وبنكيران، بل هناك في بنية أخرى، حيث القرار محصن، ولا يقترب منه إلا من له موقع في ميزان القوى.

ما وقع مفيد، ومثله، وقع في زمن بنكيران، لن أقول أخرجوا له شباط وإلياس..، ثم العثماني، ومعارضة الأحرار من داخل الحكومة.

هذا صراع متحكم فيه. ولا يعني أن الزعيم المقنع، سيؤثر في الرأي العام، ويستقطبه، ليفوز في الانتخابات.

في المغرب، تصارع أو لا تتصارع، لتؤثر في الجمهور أو لا تؤثر، لا يفيدك في الانتخابات نهائيا. هناك مقاييس أخرى، تحكم بها وزارة الداخلية، ويعرف ذلك جميع الاحزاب، وترضى بها بعد الإعلان عن النتائج.

في الدول الديمقراطية، مثل هذا النقاش بين بنكيران وأخنوش سيكون مثمرا، له انعكاسات في الواقع، حيث يتبارى كل طرف على استقطاب جمهور معين، من خلال الحجج التي يقدمها، ليقول كلمته ديمقراطيا في صندوق الانتخابات.

في المغرب، بنكيران له قدرة رهيبة في الإقناع، ويحشد الآلاف من الناس، من نوعية خاصة، يمكن أن يحطم أرقاما قياسية، لكن ذلك لا يثمر انتخابيا، لأن ليس “التحت” هو من يصنع المشهد “بل الفوق”.

ولذلك، هذا الرد والرد المضاد مفيد من جهة تنشيط الحياة السياسية، وفرق كبير بين من ينشط البطولة السياسية، وبين من يلعب في البطولة، ويحسم المباريات بالتسجيل.

ميدان اللاعبين، في مكان آخر، ولا يراهم الجمهور، بل يلعبون سرا.

ما ينبغي أن يفهمه الناس، عليهم أن لا يتحمسوا كثيرا للجدل القائم بين السياسيين. ذلك، الجدل له فائدة محددة، فرجة في الداخل، تهذب الغضب والانفعالات، وتقدم صورة سياسية مميزة إلى الخارج، أن الانتخابات أنتجت مشهدا سياسيا حيويا بين الأغلبية والمعارضة، ولم تنتج أغلبية مستبدة تسيطر على المشهد.

إذا أسست حزبا، كل ما تطلبه من وزارة الداخلية، أن تؤطر المواطنين ليس للوصول إلى الحكم عبر صناديق ديمقراطية، بل أن تؤطره، وتأتي بهم يوم الانتخابات، لتقول للعالم، أن نسبة المشاركة متميزة. وهذا ما يخيف الدولة، أن يقاطع الناس الانتخابات. ولذلك، ينبغي دائما، أن تظل الأحزاب فاعلة في الجمهور، لغرض ما كان يسمى قديما: “ديمقراطية الواجهة”.

إياكم أن تعتقدوا أن هذه الديمقراطية لا أهمية لها، إنها تسهم في حفظ الاستقرار بصيغة معينة. هذا اختيار المغرب، له ديمقراطيته، المهم الدولة تتحكم في كل شيء. هذا ما يريده المجتمع العميق، والخارج العميق.

انظروا إلى الدول العربية، إما استبداد مطلق، وإما تنحار سياسي دموي. المغرب، يصنع مشهدا سياسيا، يحتوي ما هو مسموح اللعب فيه، ما هو غير مسموح اللعب فيه.

ليس مهما نقاش المحروقات والأسعار بين بنكيران واخنوش، هذا موضوع له مجاله وتعقيداته وخبراؤه والمتدخلون فيه. المهم هو الرسالة السياسية: أن أخنوش بدأ يتدرب على البوليميك، وبنكيران يساعده، لصناعة مشهد سياسي.

ولن يسقط أخنوش، لأن بنكيران سيحميه طيلة هذه الولاية، وسيتصارعون بعقلانية، أخنوش لن يسرف في الكلام. وبالمناسبة، قال بنكيران غير ما مرة كلاما جارحا في بنكيران، ولم يرد عليه، بل قال في هسبريس، بعد أن طالب بنكيران الملك أن لا يختار أخنوش رئيس حكومة: إننا نحترم رؤساء حكومتنا السابقين!

وأظن، وإن بعض الظن إثم، أن حماية بنكيران لاخنوش، لن تكون مجانا، وهذا العرض السياسي الجديد لبنكيران: حماية أخنوش من ارحل!

بعض البسطاء، يقولون: بنكيران عطاه العصير. وهناك من يقول: أخنوش فضح العدالة والتنمية. دون أن ينظروا إلى المشهد بصورة عامة. بنكيران وأخنوش هما إخوة في أسرة واحدة، تحت رعاية أب واحد. كما قال بنكيران ذات يوم.

مصطفى بوكرن

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*