swiss replica watches
العبادة ليست رياء ولا افتاء… – سياسي

العبادة ليست رياء ولا افتاء…

بقلم سدي علي ماءالعينين

ابريل، اكادير، 2022 ( مقال 63
هاهو رمضان يوشك على الرحيل، وفي علم الغيب إن كان آخر شهر من عمرك .

ام إن الخالق سيطيل من عمرك حتى تعيش اشهرا اخرى،
ونحن اليوم في العشر الاواخر، وهي أواخر شهر ولا ندري هل هي أواخر عمر، وسلوكك لا يجب أن يكون محكوما باواخر شهر ولكن باواخر عمر.
ففي هذه الأيام هناك من يحضر نفسه للعيد وما بعد العيد ، وهناك من هو معتكف لجني اجر هذه الايام، ومسكون بهوس إن ينال كرمات ليلة القدر،،،هو سلوك له تجليات بين فهم صحيح للدين ، وبين طقوس مرتبطة بفهم الدين،
فمثلا ، انا لا أمل من التأكيد للجميع أن اجر تدبر اية من القرآن الكريم اهم عندي من عدد ختم المصحف الكريم في هذا الشهر، وإن كانت هذه لا تلغي تلك.
إن الوقائع التي تحدث من حولنا تكرس قناعتي أن ما نحتاج اليه في هذا العصر ليس هو تكريس مظاهر التدين ، بل ما نحتاجه هو ادراكنا لعمق الدين و فلسفة شريعة الدين في السلوك والمعاملات.
فلا احتاج إن اربي لحيتي كي يقال عني فقيه، ولا احتاج للباس معين كي يقال عني اني اتبع الشريعة، فلبس التقوى اهم من مظاهر ظاهرها دين ومروجها محكوم بغير الدين.
فكيف يقنعني عامل أو موظف يعرقل مصالح الناس بحجة أنه ملتزم بأداء الصلاة بالمسجد ، وبانه لا يريد أن يضيع اجر صلاة الجماعة بالمسجد ، والحال أنه لو اقامها في وقتها لبضع دقائق بمقر عمله وعاد إلى مكتبه يقضي حوائج الناس فاجره اكبر وتعبده أعمق واخلص لوجه الله.
و كيف يقنعني فقيه فقهه الله في الدين ، بدل أن يعمل سلوكا ومعاملة على ترسيخ قيم الدين ، يكتفي بأن يقضي وقته يفتي في شؤون الناس ، ويعتقد أن ذلك من صلب الدين ، والحال أن فقهه ، عليه أن يكون في سلوكه ويكون قدوة دونما حاجة أن ينصب نفسه وكيلا على الناس فيما يجب أن يفعلوا وما لا يجب أن يفعلوا، فالنصيحة واجبة ،لكن نصيحة النفس وذوي القربى اهم واكبر عند الله من أن ننصب انفسنا اوصياء على الغير.
لقد استقر مغاربة المهجر باوروبا منذ سنين، وكانوا يمارسون شعائرهم بشكل عادي ، فيصلون في بيوتهم، ويلبسون لباس بلدهم، وما سمعنا ولا شاهدناهم يصلون في الطرقات، و يجعلون من اللباس قضية رأي عام ،أو صراع أديان أو فهم خاطئ للحريات، عكس ما نراه اليوم من مظاهر تدين ظاهرها الدين وباطنها فرق ومذاهب وخلفيات سياسية تضرب في العمق قيم التعايش.
لقد فسر بعض العلماء المتنورين مفهوم الامر بالمعروف بأنه احترام للعرف و المتعارف عليه مالم يتعارض مع الدين، وأن النهي عن المنكر هو التوقف عن التنكر لكل ماهو عرف ، و أن ما يتعارض مع العرف فهو المنكر ، وهذا الفهم الغاية منه التأكيد على أن المرء لا يجب أن يجعل من نفسه رسولا ليوصل رسالة الله إلى الناس ، لكنه انسان عليه أن يمارس شعائر رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك يضمن استمراريتها وانتشارها دون أن ينصب نفسه خليفة للرسول في نشرها، فيقتل باسم الدين، ويفتي باسم الفقه، ويحلل ويحرم حسب فهمه للدين.
حين يحل شهر رمضان، فالله لا يدعوك أن تخرج إلى الناس داعية أو وكيلا عليهم، لكنه يدعوك أن تتسابق إلى نيل اجر الشهر المبارك في سلوكك ومعاملاتك وفي صيامك وامساكك، فالامامة لها محرابها في المسجد، و ليس كل حامل لكتاب الله امام، والا لما كان المحراب لا يتسع الا لشخص واحد ،
واذا كنت تصلي في جماعة بامام واحد فليس معناه ان الامام افقههم ولا احفظهم للقران، ولكن لان الله وهو يدعونا لتسوية الصفوف فلاننا امامه سواسية، و غايتنا التقرب اليه ومنه، تقرب يتم بفتح باب مع الله، ومفتاح ذلك الباب هو الخشوع في الصلاة والصدق في الدعاء، وليس التباهي والتظاهر و التعالي و التفاخر،
هناك من إذا حل رمضان فتح خزائنه يوزع الصدقات، ويرى في ذلك تقربا من الله، واخر كلما حل رمضان ودع اهله وأقل الطائرة لأداءمناسك العمرة ، ويعتبر ذلك أرقى أشكال التقرب إلى الله. مهما كانت تكلفته المادية ، وهو في نظره غير معني أن يكون أحد المقربين اولى بتلك الاموال صدقة جارية.
فلا حكم لنا على اي منهما أيهما صحيح السلوك، فكل وكيف يرى تقربه من خالقه، وكل وكيف يفهم العبادة وفق مايراه صائبا، فلا احد ملزم أن يمنع شخصا من العمرة و يجبره على الصدقات.
في المحصلة ، سيقول قائل :ما الغاية من هذا المقال، وما الرسالة التي نريد ايصالها؟
هي خواطر وليست احكام، وهي تعبير عن رفض لسوكات يرى البعض انها من صلب الدين وتبدو لي رياء ، لكن هذا الرفض لا يجعل مني داعية. ولا حامل لواء النهي عن المنكر و الامر بالمعروف، ولا هو الدين النصيحة ،،،،
إنه بكل بساطة دعوة لمراجعة كثير من سلوكاتنا حتى تكون رسالتنا في الحياة أن نعبد الله سلوكا وممارسة، وأن لا ننصب انفسنا اوصياء على طريقة عبادة الناس لخالقهم.
فهل تعتبرون؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*