swiss replica watches
آفاق العلاقات المغربية الإسبانية – سياسي

آفاق العلاقات المغربية الإسبانية

د.حميد المرزوقي

أكد وزير الخارجية الاسباني السيد خوصي منويل ألفاريس، في العديد من المرات أن المغرب شريك استراتيجي للغاية لاسبانيا او شريك استراتيجي، أو صديق لاسبانيا…

والواقع أن المغرب هو شريك استراتيجي لاسبانيا جغرافيا، بشريا وتاريخيا، فمن الناحية الجغرافية لا يفصل المغرب عن إسبانيا، سوى مضيق جبل طارق الذي يبلغ طوله حوالي 14 كيلومتر بحيث يمكن بالعين المجردة رؤية الضفة الأخرى وبالاستعانة بمكبر الصورة العادي يمكن رؤية الأشخاص تتحرك والسفن في رسوها او حركتها لذلك، يتحلق البعض وبالأخص في المساء لإلقاء نظرة على الجانب الآخر من باب حب الإطلاع والشوق لاكتشاف ما تزخر بها، أما بشريا فهناك عدة أجيال من الجانبين تربطهم علاقات انسانية متينة تصل أحيانا إلى الزواج المختلط وبناء أسر مغربية اسبانية منصهرة توجت بالابناء والحفدة وهو ما يترجم العلاقات الإنسانية العريقة التي تمتد لعدة قرون وهو ما خلف بصمات واضحة في تطوان، طنجة، الشاون، سلا، الرباط، فاس، الناظور، الحسيمة. حيث نجد عائلات مغربية تحمل أسماء إسبانية كالطريس، كراتشو، مصانو، الفهر ي، بلانكو، بربيش، دياس، الحمري، القسطالي، المالقي، الدقاق، الدك، الغرناطي، فرشادو، فنجيرو، كليطو، لوباريس، الروندة، مارسيل، مورينو، مولاطو، بيرو، الرينكا، زنيبر، تويرتو، وغيرها من الأسماء التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بوجود علاقات حضارية وانسانية بين المغرب واسبانيا تمتد لأكثر من عشرة قرون في حركات مد وجزر تاريخية بدأت بفتح شبه الجزيرة الايبير ية على يد طارق بن زياد سنة 92هجرية وانتهت باحتلال إسبانيا لجنوب المغرب بموجب معاهدة برلين1884 وشماله بموجب معاهدة الحماية الموقعة مع إسبانيا في 27 نونبر 1912 أي حوالي سبعة أشهر من التوقيع على معاهدة الحماية مع فرنسا 30 مارس 1912، لذلك فعلاقة المغرب مع اسبانيا كيفما كان إطارها هي علاقات عريقة ومتجدرة في تاريخ البلدين وهو ما يؤ كده تاريخ البلدين العريق فإذا كانت إسبانيا تأسست على انقاض الخلافة الإسلامية وانهيارها سنة 1492 وهي بذلك تكون من أعرق الدول الأوربية لان اغلب دولها لم يتم الإعتراف المتبادل بينها الا بعد معاهدة ويستفاليا 1648 حيث تبادل أمراء الإقطاع الذين كانو يأثثون أوربا الإعتراف فيما بينهم في حدود الأقاليم التي كانوا يديرونها ليتم التأسيس الفعلي للدول الأوربية الحديثة بالمفهوم المتعارف عليه حاليا… ، لذا فإن المغرب الذي سبق وأن عرف نظام الدولة هذا منذ الأسرة الإدريسية التي تأسست في 4 رمضان من سنة 172 هجرية بعد مبايعة قبيلة أوربة في مدينة وليلي ومن تم انتقلت عاصمة أول دولة إسلامية بالمغرب إلى مدينة فاس التي أساسها إدريس الثانى وارث عرش والده إدريس الأول… لهذا السبب نقول كما قال وزير خارجية اسبانيا ان علاقات المغرب واسبانيا هي علاقات استراتيجية للغاية مبنية على أسس جغرافية وبشرية وتاريخية عميقة تسمح للبلدين ببناء علاقات اقتصادية وسياسة متينة وصادقة في مستوى طموحات الشعبين المغربي والإسباني لمواجهة تحديات العلاقات الاقتصادية الدولية المتسمة بالتقلبات وعدم الاستقرار وقد عاش البلدين لمدة تزيد عن سنة خلال 2021 علاقات متشنجة ومتوثرة اضرت في العمق بمصالح البلدين الحيوية،وكلفتهما خسائر كبيرة، فأملنا كبير في بناء علاقات اسبانية مغربية متعددة الأبعاد تربط الماضي بالحاضر وتتطلع لمستقبل واعد بالعطاء والرخاء للشعبين المغربي والإسباني.

د.حميد المرزوقي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*