swiss replica watches
لاشيء يبقى إلا ما تبقى .. – سياسي

لاشيء يبقى إلا ما تبقى ..

فنجان بدون سكر:
لاشيء يبقى إلا ما تبقى ..
بقلم عبدالهادي بريويك
ولأنها الولادة والرحيل ضرورة، ولأن من تلدهم الحياة يأتون ويغادرون بعد أن يتركوا أثرا جميلا خلفهم يشبه خفة ظلهم .
فقد أتى الكثير ورحلوا وتواروا عن تحت التراب، لكنهم تركوا هرما وطنيا من الذكريات وناضلوا من أجل هذا الوطن، مرسوما في وجه الحياة وموشوما في الذاكرة الإنسانية، لا في أرض جرداء ، بل ذاكرة تستعاد وتتجدد مع إشراقة شمس كل صباح.
يقول نيتشه ” الله يذكروا بالخير ” ..” لدينا الفن كي لا تميتنا الحقيقة ” ..ولأن الحقائق نسبية في عالم يغتني ويتنوع كل يوم، وتترك فينا تلك الحقائق في أحايين كثيرة تأثيرات متباينة، بل، قياسا عند هذا وذاك، ابتكر وابتدع الإنسان الناضج في سياق أنسينته، التي امتدت عهودا من الزمن وقرونا من من السنوات ما يساعده على تقبل إيقاع الحياة بمرارتها وحلاوتها، فكان النضال هو العيش من أجل الراحة والبقاء والعطاء والتضحية.
فالذي رفعه الأولون والأقدمون لخدمتنا وتطورنا وارتقاءنا وتحويل حياتنا من عوالم البداوة إلى الحضارة إلى مراتب معنى احترام الهوية والطقوس الإلهية هم أدركوا معنى سعادتنا التي لا ولن نقدر معناها وقد صرنا في جحيم -العقم في إنجاب الفكرة ونحن المعتمدين أوالمعتمدون – على مختلف تصوراتهم وآراءهم وقدراتهم الذهنية والفكرية والفنية والجمالية والنظرية.
أسسوا لنا الحاضر وقد كانوا ..صناع تاريخنا الحديث استقرارا وأمنا ، في تماهي مع الحياة ..فرحلوا ..وتواروا عن الأنظار ولم يعد يذكر منهم إلا ما خلفوه لنا من أثر نعيش اليوم على منواله ونقتبس منه معنى الحياة وقد أنجبوا الكثير من بنات أفكارهم دون أن يستشعروا السعادة في لحظتها مابين حركات السكون والجمود ..مابين الرغبة في التغيير والهدوء والجنوح أو الجموح إلى وضع تصورات الاندفاع في التقدم والسيرورة نحو شروق المستقبل ، كما الانطواء والانزواء اللحظي والاندفاع نحو الأمام لرسم معالم الحاضر والمستقبل بعيون مملوءة بالحب والتفاؤل.
فعلا رحل الراحلون ..وما زلنا نعش على منوالهم ..فكرا وعلما، وفنا ، أخلاقا ومذاهب واحترام ..شكلوا لنا نبراسا ..كما كانوا وما زالوا نموذجا نحتدي بهم مهما اختلفنا معهم ..لكن من نحن وقد صرنا كسالى نعتمد على مدارسهم وتوجهاتهم ..نعتمد على نظرياتهم العلمية وسلوكاتهم ..متسائلين عمن نحن؟ وما دورنا؟ وماذا أنجبنا؟ وماذا منحنا؟ وهل فعلا من عطاءاتهم استفدنا ؟ وكيف نكون مثلهم قدوة للأجيال القادمة ونقدم كل ما لدينا من طاقات مبدعة ؟
كيف نعتبر أنفسنا غدا راحلون ونحن قائمون ؟!
وعلى ذكر أمل دنقل:

إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:

النجوم.. لميقاتها

والطيور.. لأصواتها

والرمال.. لذراتها

والقتيل لطفلته الناظرة

كل شيء تحطم في لحظة عابرة:

الصبا – بهجةُ الأهل – صوتُ الحصان – التعرفُ بالضيف – همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة

يذوي – الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ – مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ

وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة

كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة

والذي اغتالني: ليس ربًا..

ليقتلني بمشيئته

ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته

ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة

لا تصالحْ

فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..

(في شرف القلب)

لا تُنتقَصْ

والذي اغتالني مَحضُ لصْ

سرق الأرض من بين عينيَّ

والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*