عادل بن حمزة
شكل خطاب العاهل المغربي لمناسبة عيد العرش، لحظة قدم فيها الملك محمد السادس رسالة عميقة للشعب والحكومة الجزائريين، فبلغة واضحة وشفافة تسير عكس تيار التجييش وزرع الفتنة والتمرد على قدر الجغرافيا والتاريخ، أعاد الملك الدعوة إلى بناء صفحة جديدة في العلاقة بين المغرب والجزائر.
هكذا عبر العاهل عن منظور استراتيجي يقر بأن الجغرافيا والتاريخ لهما اعتبار وتأثير في مسار الشعوب والدول، وحيث أن قدر المغرب والجزائر أن يكونا جارين، فإن ذلك بمنطق العقل يفرض وجود تعاون وشراكة بين البلدين، ما تضمنه الخطاب الملكي أول أمس في موضوع العلاقات المغربية – الجزائرية ليس جديداً، بل هو تأكيد لموقف مغربي رسمي ثابت يتجنب التصعيد ويسعى بكل قوة إلى بناء مرحلة جديدة وإنهاء التوتر، بحيث يظهر للجميع أنه في الوقت الذي يستثمر المغرب في بناء جسور للمستقبل، نجد في المقابل من ما زال يحرض على القطيعة غير مكتفٍ بالقطيعة الفعلية الممتدة على الأقل منذ ثلاثة عقود.