swiss replica watches
في حق الحسيمة…في حق فاتنة ساحرة – سياسي

في حق الحسيمة…في حق فاتنة ساحرة

في حق الحسيمة…في حق فاتنة ساحرة
عبد السلام المساوي
الحسيمة دعي لي فراشا بين جبالك ، وسادة بين شواطئك …
كي أحبك اكثر وكي أستريح أكثر !
كم تغيرت أحوالك ولم يتغير لي حال ؟
ظلت بك اسما على مسمى ، سعيدا ، ولو أن جراح الصدر كانت تزهر أكثر ، توجع أكثر ،كلما سألت ؛
أينك أنت ؟
حاضرة الحسيمة هي عاصمة للمروءة والشهامة ، هي عاصمة تمتاز بحمولة تاريخية حضارية ثقافية قوية ، قد يصعب اختزالها في تصور أو مخطط حضري ، هي بحق مدينة تاريخية ، ولكن قد لا تظهر شيخوختها للعيان عبر معالمها أو تراثها أو معمارها أو هندستها ، هي مدينة تاريخية يشهد معمارها تقلبات الأعقاب التاريخية ، ليست كشبيهتها من المدن المغربية كتاب مفتوح للتاريخ ، يقرأه الزائر ببساطة . هي حاضرة تخفي ماضيها تواضعا، في إظهار رصيدها الحضاري ، حمولتها التراثية والثقافية وبطولاتها الوطنية …


مدينة الحسيمة تبدو متناقضة ، هي في آن واحد حاضرة جميلة ومدينة تشوبها الكثير من العيوب.

مدينة بسيطة وفي نفس الوقت صعبة ومعقدة في تناولها وقراءتها وتحليلها العلمي الثقافي الحضاري والتاريخي ؛ مدينة فريدة ومتعددة ، موحدة ومتنوعة ، مفتوحة ومنغلقة ، واسعة وخانقة ، حاضرة مركبة تتداخل فيها الأعمار والأشكال والأنواع المعمارية والأنماط والمرجعيات الهندسية .
مدينة الحسيمة مدينة تطبعها الجغرافيا بتضاريسها الوعرة والجبال الجميلة المحيطة بها والوديان والبحور التي تشكلها وتعبر جسمها بمنطق الشهادة لأجمل ما أبدعته الطبيعة .
كمثيلاتها كذلك راكمت الحسيمة في العقود السابقة اختلالاتها في نسقها وتعميرها ومعمارها واحيائها وهندستها ووظائفها وساحاتها وحدائقها ونمط العيش من جراء الاكراهات والارهاصات وتداعيات التزايد الديموغرافي وقوة الهجرة ، وضغط الطلب عن السكن والمرافق الحضرية والبنيات الأساسية ، واكراهات قابلتها لزمن عمر طويلا وغياب آليات التخطيط الحضري وقلة المهنية في التصور والتخطيط والتدبير المجالي وافتقاد الإمكانيات والوسائل المادية …
دعيني اتذكرك …الحسيمة حبيبتي ..عشقتك وأنا طفل وأنا شاب وأعشقك وانا شيخ هرم …انت جميلة وساحرة …
دعي لي فراشا بين أحضانك ، وسادة بين أزمنتك…
كي أحبك أكثر وكي أستريح أكثر !

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*