الشفنج المطفي

فنجان بدون سكر :
الشفنج المطفي :
بقلم عبدالهادي بريويك
حدثني صديق عن صديق من أطيب خلق الله، عن الشفنج الذي أحبه حتى النخاع، ومدى علاقتي بالشفانحي في مختلف لحظات العمر منذ الطفولة ، وأحب الشفنج بكل قواه الاشفنجية دون أن تمسه أنامل الشفانجي كي يصبح مطفيا ..
صديقي من الطراز العالي ..ذات يوم من أيام الله الواسعة ..طلبنا بضع اشفنجات..بشكل سريع ..مثل بعض العلاقات السريعة التي تكون ساخنة من ( مقلتها) لكن سرعان ما تبرد ..وفي برودة الاشفنج تسقط اللذة ويسقط معها كل شيء مثلما يسقط الاشفنجي من أعلى هامته إلى رخاصة اطفاء الاشفنج بأصبعيه كي يأكل الزبون ذاك الاشفنج المطفي ..
الشفنج المطفي هو ما أقبل عليه الكثيرون داخل هذا الوطن، الشفنج المطفي هو حكومة نسيت أخلاق وتربية هذا الوطن ، الشفنج المطفي ليس طوطو أو لوطو أو كوكو في مصطلح المغاربة القديم ، بل استمساخ الثقافة والهوية المغربية، في طاب طاجين أو طويجين، على فرن يفوق 200 ( دوݣري في درجاته الحرارية وليس على المجمر التقليدي على نار هادئة) في إطار عدم احترام الأصول والجذور ومحاولة استنساخ مغاربة بنسخ غير مشابهة للثقافة المغربية الأصيلة، باسم حرية التعبير؛ وباسم تكفير المعتقد المغربي ، بأصوله وتقاليده ودون احترام الديانات السماوية التي يقبلها شعبنا في إطار من الاحترام المتبادل ، وقد كلف المهرجان الملايير من خزينة الدولة، فبالأحرى ديننا الإسلام الحنيف ، أو ما أحوج شعبنا لمدارس التعليم وطرقا في البوادي والمداشر ومستشفيات ..
الشفنج المطفي ما أقدم عليه وزير ثقافتنا بحثا عن الميوعة وليس الانفتاح ، أو بحثا عن انسلاخ بناتنا وأبناءنا عن الهوية المغربية الأصيلة باختلاف لهجاتنا وتوحد ثقافتنا وبناء وطننا.
الشفنج المطفي!
هو مقاربة هذا الواقع المنسي حيث تتداخل الأجيال المستنسخة ، من ثقافة الاغتراب في إطار تناسي الهوية الوطنية، تناسي معنى الفنون الجميلة المغربية الأصيلة؛ الراقية؛ تناسي؛ معنى الطرب الأصيل باسم الحداثة ؛ وباسم الإشادة بالرجل الخنثى الذي لا يحمل إلا مايشبه السروال دون سمطة، ويعتبر لغة الكلام الساقط باسم جيل جديد ..من شباب الحداثة ..في تفسخ اخلاقي ..ولا يعلم ما معنى واجبه تجاه الوطن. وغير عارف بواقع جندي يحارب في ثخوم الصحراء وغير مدرك لقانون المالية المقبل لسنة 2023، ولا يدرك معنى ندرة الماء, في إطار سياسة تجويد ثقافة وزير الثقافة اليوم ..ثقافة الاتصال، ثقافة ..برنامج حكومة الدولة الاجتماعية ..حيث الفوارق الاجتماعية تتسع رقعتها وتنداح كما تنداح بلجة ماء تلقي فيها بالحجر ، أو حيث دعوا سياسة الشفنج المطفي تسود.
إنه الشفنج المطفي ؟!