swiss replica watches
القوة الضاربة في صناعة الكذب! – سياسي

القوة الضاربة في صناعة الكذب!

القوة الضاربة في صناعة الكذب!

يوما عن يوم تزداد الصورة وضوحا، ويتأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ليس وحدهم “الكابرانات” في قصر المرادية، المصابون بالخرف ويعانون من وطأة مرض العته ونقص حاد في المادة الرمادية، إلى الحد الذي صاروا معه مدمنين على الكذب، بل انتقلت العدوى حتى إلى بعض المغلوبين على أمرهم من فئات الشعب، وكذا أولئك الذين يتم انتقاؤهم على المقاس من أجل تدبير “الشأن العام” في الحكومات المتعاقبة منذ استقلال الجزائر، البارعين في بيع الأوهام والقادرين على شحن العقول بالخرافات واختلاق الأكاذيب قصد إلهاء عموم الشعب عن مشاكله العميقة…

فالمتتبع للشأن العام الجزائري وخاصة في السنوات الأخيرة، سيقف لا محالة على أنها باتت في ظل حكم العسكر تنام على الكذب وتستيقظ عليه سواء في وسائل الإعلام أو على صفحات التواصل الاجتماعي، ولنقل إنها تتنفس كذلك الكذب مع الهواء.

وليس فقط حول ما يتعلق بالمغرب ونظامه الملكي، بل في كل شيء ولا شيء، إلى درجة أننا صرنا أمام تناسل نماذج كثيرة ومتنوعة من الكذابين، إذ بلغت النذالة بأحدهم إلى اعتبار المدينتين المغربيتين وجدة وجرسيف مدينتين جزائريتين منحهما المستعمر الفرنسي غصبا للمغرب، ونستحيي من أن نقول بأن “العصابة” العسكرية حولت الشقيقة الجزائر إلى بلاد “المليون كذاب”.

فمن فرط حقده الدفين وكرهه المزمن للمغرب، لم يعد يشغل بال النظام العسكري الجزائري المتغطرس أكثر من البحث عن طرق استفزازه والسعي الدائم إلى محاولة تعطيل مساره التنموي الناجح. إذ أصبح غير مكترث بتبديد أموال الشعب الجزائري في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، التي بات ملفها محسوما لفائدة المغرب، بفضل الدبلوماسية الملكية السامية، حيث أنه أنفق ومازال ينفق الملايير من الدولارات في إرشاء بعض رؤساء الدول الإفريقية من ضعاف الشخصية ومنعدمي الضمير وتمويل عصابات البوليساريو الانفصالية والإرهابية…

ثم كيف لا تنتشر عدوى الكذب للأقلام والأبواق المسخرة ومن يسبح في فلك العصابة ويسبح بحمدها، وقد أسرف الرئيس عبد المجيد تبون في الكذب وتزوير الحقائق، حتى أصبح يلقب بالرئيس “كذبون”؟ فهو لا يدع فرصة تمر دون أن يطلق العنان لخياله المريض في ترويج الأكاذيب. وفي هذا السياق نستحضر تصريحات سابقة لقناة الجزيرة، حيث قال بأن: “75 دولة عضو في الاتحاد الإفريقي تعترف ب”الجمهورية الصحراوية”، والحال أن عدد أعضاء الاتحاد الإفريقي لا يتجاوز 54 دولة، وأن أكثر من النصف وقع سنة 2016 ملتمسا جماعيا لرئيس الاتحاد بطرد جبهة البوليساريو الانفصالية، مما أدى إلى تجميد نشاطها.

وقد بلغ به الكذب والبهتان إلى القول: “إن الجزائر قوة ضاربة، والعالم كله يعترف بهذا الأمر، إلا بعض الجزائريين لا يعترفون بذلك، ويقزمون الوطن وينتقدونه” وزاد قائلا بأن: “العالم كله يعترف بكون الجزائر وضعت توازنات في المنطقة” من غير أن يحدد لنا المنطقة التي يتحدث عنها، وهو الذي يعمل جاهدا على تسميم العلاقات بين البلدان المغاربية، ولا يتوانى عن كيل الاتهامات للمغرب وتوجيه التهديد والوعيد له، بدعوى أنه العدو الأكبر الذي يتربص بالجزائر وسبب كل خيباتها وما يعترضها من كوارث…

ولا غرو في أن تصل الدناءة بالكابرانات إلى تبرير إقصاء المنتخب الجزائري في كرة القدم من المشاركة في فعاليات كأس العالم المزمع تنظيمها في “قطر 22″، واعتزام الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على الجزائر، بأنهما مجرد مؤامرة مغربية حاقدة. هذا دون الخوض في المزيد من الترهات التي جاءت على لسان كبيرهم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي السعيد شنقريحة، وكذا وزير الخارجية رمطان العمامرة والمبعوث الخاص المكلف سابقا ب”الصحراء الغربية” عمار بلاني وغيرهم…

وفضلا عن ذلك كله، فإنه في الوقت الذي يشكو فيه الجزائريون من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وما يعاني منه الوضع السياحي من تراجع حتى قبل تفشي جائحة “كوفيد -19”. وبالرغم مما تزخر به البلاد من معالم طبيعية وتاريخية وشواطئ جميلة، فإن القطاع لم يحظ بما يلزم من اهتمام، علما أن السياحة تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتنويعه، باعتبارها واحدة من أكثر الصناعات نموا، ومصدرا مهما في جلب العملة الصعبة ومجالا كبيرا لتشغيل اليد العاملة…

وبينما النظام الجزائري منشغل بمعركته “المقدسة” ضد المغرب، ويراهن على تمويلها بعائدات الغاز والنفط، بعيدا عن هموم وقضايا المواطنين الأساسية، فإذا بوزير السياحة حمادي أسين يفاجئ الجميع بتصريحات غريبة، وذلك خلال ندوة تقييمية لوضعية السياحة في بلاد القوة الضاربة في الكذب والبهتان. حيث لم يتردد في إطلاق أكبر كذبة في التاريخ، مدعيا أن الجزائر استقبلت 11 مليون سائح و120 مصطاف خلال صيف هذه السنة 2022، مما أثار موجة من السخرية بين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي. ففي أحد التعاليق على هذه “الكذبة الباينة” نشرت إحدى الصفحات في الفيسبوك تدوينة تقول: “قد نقبل أن يزور الجزائر 11 مليون سائح، غير أننا لا نفهم من أين أتى السيد الوزير بعدد 120 مصطاف، إذا ما علمنا أن سكان الجزائر لا يشكلون حتى ربع عدد المصطافين؟”

هذا مجرد غيض من فيض الافتراءات التي أدمن عليها النظام العسكري الجزائري الفاسد، الذي اتخذ من الكذب منهاجا لتزييف الوقائع ولفت أنظار الشعب عن مشاكله الحقيقية، ويصر على التمادي في هدر المال العام في دعم مرتزقة البوليساريو وشراء مختلف أشكال الأسلحة الروسية المتطورة، لا لشيء سوى للبقاء جاثما على صدور المواطنين، جاعلا من المغرب عدوا خارجيا يهدد أمنهم واستقرار بلادهم…

اسماعيل الحلوتي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*