swiss replica watches
المشاجرة الشهرية…! – سياسي

المشاجرة الشهرية…!

جلال كندالي
المتتبع للقناة الأولى وأثير الإذاعة الوطنية وهما ينقلان أشغال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بمجلس المستشارين، الثلاثاء الماضي، يتأكد له بالملموس، أن هذا الموعد الشهري حوَّله رئيس الحكومة إلى مشاجرة شهرية وإلى موعد مليء «بالوعود» والوعيد.
«وُعود محزنة» بالزيادة في الأسعار والأعمار، وهو ما تحقق على أرض الواقع، ووعيد بخنق الحريات والعودة إلى زمن القمع والاعتداءات. كما أفصحت عن ذلك الحكومة بعظْمة لسانها في ذات اليوم بالغرفة المجاورة مجلس النواب، وهي تتوعد بشكل صريح الأساتذة المتدربين بالتدخل واستعمال القوة ضدهم، طبعا ليست القوة الناعمة، إن هم عادوا إلى الاحتجاج والمطالبة بما يرونه حقا لهم.
يحدث هذا للأسف الشديد في مغرب اليوم، مغرب ما بعد دستور 2011، مغرب الانتقال الديمقراطي، مغرب المصالحات، مغرب المفهوم الجديد للسلطة، مغرب حقوق الإنسان، مغرب هيئة الإنصاف والمصالحة، مغرب جبر الضرر الفردي والجماعي إلى غير ذلك من التوصيفات التي جعلت المغاربة يفتخرون بوطنهم، والمسار الذي تبناه عن اقتناع بطي صفحة الماضي الأليمة.. لكن هذه التراكمات التي جعلت العالم الحر يلتفت إلينا بإشادة، وجعلت العالم الآخر، ينظر إلينا بتوجس وحقد كبيرين، مما حدا ببلادنا إلى الوقوف بهامة عالية في وجه ما يسمى ب «الربيع العربي».
العالم الأزرق وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، غيّر لونه يوم الخميس الأسود، وتحول إلى «عالم «أحمر»، بعدما تعمّد بدماء ضحايا التدخل الأمني العنيف بإنزكان وغيرها، وبات واضحا، أن التدخل لم يكن «تقنوقراطيا»، على اعتبار أن الوزيرين الوصيين على القطاع لا ينتميان إلى أي حزب، بل التدخل اتخذ طابعا سياسيا ومؤسساتيا، حينما أجبر وزير الداخلية محمد حصاد، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على الخروج من «روندته»، وهو ما حصل بعد أقل من ساعتين على مثول الوزيرحصاد أمام مجلس النواب، رغم الإحراج الذي أصيب به رئيس الحكومة، وهو يتلقى احتجاج المستشارين بهذا الخصوص.
ثمة من رأى في هذه «الطرحة» التي تلقاها مربو الناشئة ردّة حقيقية و تراجعا ونكوصا وضربا لما راكمه المغاربة والقُوى التقدمية والديمقراطية. وكانت ساعة من التدخل العنيف كافية لتفلّ عقودا من النضال والتراكمات وتفرغ الدستور المغربي الجديد من روحه الحقيقية والإنسانية.
أحد الظرفاء علق على ما حدث بطرح سؤال، اعتبره إشكاليا: هل الحكومة ذكر أم أنثى؟ والسؤال مرتبط بكون الأنثى في كل الكائنات لا تستطيع مهما كان أبناؤها «عصاة» أن تدوس على أحاسيسها وترتكب ما تم ارتكابه يوم الخميس الأسود، لذلك يقول هذا «الظريف» حاشا أن تكون الحكومة «أنثى». وعلى أيٍّ، ليس ثمة جواب محدد، ببساطة لأنه لم يسبق لي أن «دخلت» بها .والجواب الأكيد سيكون عند السيد عبد الإله بنكيران

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*