swiss replica watches
المرزوقي: هل يتحول كأس العالم بقطر إلى مواجهة لإثبات الذات بين الشمال والجنوب؟ – سياسي

المرزوقي: هل يتحول كأس العالم بقطر إلى مواجهة لإثبات الذات بين الشمال والجنوب؟

هل يتحول كأس العالم بقطر إلى مواجهة لإثبات الذات بين الشمال والجنوب؟.

د.حميد المرزوقي

انطلقت فعاليات كأس العالم بقطر في جو لم يخلو من التوثر بسبب الحملة التي قادها بعض الفاعلين الأوربيين وبالأخص الفرنسيين حول انتهاكات حقوق العمال الذين ساهموا في بناء الملاعب والتجهيزات الرياضية وما يرتبط بها من بنيات فندقية، وقد ارتفعت حدة هذه الانتقادات إلى حد خيل للمراقبين أن بعض الدول الأوربية ستقاطع هذا المحفل الكروي الدولي الذي ينظم لأول مرة في دولة عربية واسلامية، وبمجرد ما أجريت مقابلة الأرجنتين والسعودية التي انتهت بانتصار هذه الأخيرة خفت حدة هذه الانتقادات بل وتحولت إلى الإشادة بالتنظيم الخرافي الذي تجاوز المستوى التنظيمي لكل كؤوس العالم السابقة لكرة القدم، غير أنه وبعد ما تمكن الفريق الوطني المغربي من التأهل لنصف النهاية في المقابلة التي ستجمعه مع الفريق الفرنسي حتى عادت بعض المنابر إلى نفث سمومها باستحضار بعض الوقائع التاريخية البالية كتشبيه بعض اليمنيين الفرنسيين المبارة التي ستجمع الفريق الوطني المغربي بنظيره الفرنسي برسم نصف النهاية بمعركة”بواتييه” أو “بلاط الشهداء” التي أوقف فيها الفرنسيون سنة 732م الموافق 114ه بقيادة الدوق المدعو “شارل مارتل” زحف الجيش الإسلامي الذي كان يقوده آنذاك عبد الرحمان الغافقي الذي استشهد في هذه المعركة وكان استشهاده سبب وقف فتح بلاد الغال او الإفرنج، إن هذا التشبيه المقيت الذي لا يخلو من نعرة صليبية واضحة، يعيد إلى الأذان بأن عقلية فرنسا الاستعمارية مازالت متجدرة وراسخة عند الفرنسيين إذ كيف يمكن استساغة تشبيه مبارة في كرة القدم بمعركة”بواتيه” التي وقعت منذ حوالي 1290سنة إنها القمة في الحقد والدغينة، وبالمقابل وكما عهدنا النظام العسكري الجزائري صنيعة فرنسا الكولونيالية الجديدة فقد أسقط ما بقي من أقنعته وانكشف انحيازه اللامشروط لأسياده بمساندته الأسطورية للفرق الأوربية المؤهلةلثمن و ربع النهاية على حساب الفريق الوطني المغربي، ونخص بالذكر الفريقين الإسباني والبرتغالي، ولم يكتفى بذلك بل حاول الدفع بمرتزقة البوليساريو إلى اختراق المنطقة العازلة من جديد في الوقت الذي كانت تجرى فيه مقابلة المغرب والبرتغال إلا أن القوات المسلحة البرية والجهوية الملكية المغربية تصدت لهذه العملية الجبانة بقوة وكبدت المرتزقة خسائر كبيرة في الأرواح والجرحى معطية الدليل على أن المغرب في صحرائه لن يفرط في حبة من رمالها وأن العد العكسي لإلغاء المنطقة العازلة قد ابتدأ وأن الجزائر ستكون مضطرة قريبا إلى ابتلاع واحتواء صنيعتها البوليساريو في تندوف في انتظار فتح ملف الصحراء الشرقية المغتصبة بموجب اتفاقية للا مغنية والتي ضمتها فرنسا للجزائر سنة 1844، لذلك إذا كان المغرب يحاول جاهدا الخروج من قبضة الكولونيالية الجديدة التي تقودها دول الشمال المنضوية تحت يافطة الاتحاد الاوربي ومحاولة دول هذا الأخير الإبقاء على هذا الوضع الاستعماري الجديد بخلق بؤر التوثر في دول الجنوب ومنع دول أفريقيا من التحرر والانعتاق والنمو.

فمتى يستقظ ضمير النظام العسكري الجزائري وحلفائها المغبونين والتخلى عن تنفيذ المخططات الأوربية التي تستهدف القارة الإفريقية وشعوبها و لاستغلالها واستنزاف ثرواتها الطبيعية وتمنعها من اللحاق بركب التنمية التي تعرفها باقي شعوب العالم؟.

د.حميد المرزوقي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*