swiss replica watches
استقبال أسطوري لمنتخب ” منبت الأحرار “ – سياسي

استقبال أسطوري لمنتخب ” منبت الأحرار “

استقبال أسطوري لمنتخب ” منبت الأحرار ”
عبد السلام المساوي
عصر يوم الثلاثاء 20 دجنبر 2022 ، عاصمة المغرب – الرباط استقبلت أسود الأطلس من طرف الجماهير المغربية بعد مشاركتهم التاريخية في كأس العالم نسخة قطر 2022 وتأهلهم لنصف النهاية .

الطريق المؤدية لمطار الرباط سلا زينت بالأعلام الوطنية .
استقبال عظيم لأبطال المنتخب الذين حققوا تأهلا ثمينا لنصف نهاية كأس العالم ، محققين رقما قياسيا إفريقيا وعربيا على مستوى هذه البطولة العالمية ، التي تحظى بأكبر نسبة من المتابعة على صعيد العالم .
حقق المنتخب المغربي نتيجة غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم الوطنية ، وعلى صعيد منتخبات القارة الإفريقية والمنتخبات العربية بتأهل عظيم نحو نصف نهاية كأس العالم 2022 ، بعد أن تصدر مجموعته وأخرج المنتخب الإسباني والبرتغالي من دوري الثمن والربع .
يومه الثلاثاء ، كان يوما تاريخيا ؛ كان ملحمة وعرسا وأهازيج وأناشيد وطبولا وزغاريد وخروجا جماعيا في الرباط ، من أجل استقبال أبطال صنعوا فرحا يستحقه كل المغاربة ، وتألق صبروا عليه كثيرا ، وانتظروه بفارغ الصبر لمدة سنوات.
كل الأنظار كانت مشدودة اليوم إلى الرباط حيث استقبال منتخب ” منبت الأحرار ” …وكانت الانتصارات التاريخية وكان الاستقبال التاريخي …كل قلوب المغاربة كانت قلبا واحدا يخفق بحب أسود الأطلس ….كل القلوب كانت معكم يا أسود الأطلس في قطر أيها الرجال ، من أجل نصر لم يكن عليكم بعزيز ، جماهير فاتنة تجري في شرايينها دماء وطنية نقية ، آلاف المغاربة في استقبالكم .
ولحديث الوطنية في النفس وعليها وقع خاص . في الرباط ، في كل مكان من هذا البلد الامين ، يرن النشيد الوطني بنفس النغمة المحببة الى الأذان اليوم ، يتساءل البعض عن سر الحب . يأتي الجواب بالإجماع ” لأن فيه حنين للصراخ بحب البلاد ” .
فرح الملك استقبالا بفرحة الشعب ، وكما أخرجت أسود الأطلس كل المغاربة للتعبير عن فرحة النصر ، كان الملك واحدا من هؤلاء المغاربة الذين خصصوا استقبالا عظيما لأسود الأطلس .
لقد أبى جلالة الملك إلا أن يلتحم بجموع الجماهير من كل الفئات والأعمار والمستويات التي تدفقت من المنازل والمقاهي والمطاعم ، وتجمعت في الساحات والشوارع الكبرى للعاصمة احتفالا بالنصر .
وعندما تحضر مشاعر الحب تحجب ما عداها من التفاصيل ، لا سيما عندما يكون حبا حقيقيا متبادلا : حب الأسود لقميصها ووطنها ، حب الجماهير المغربية لأبنائها الذين أبلوا البلاء الحسن ، حب الملك / الأب لأبنائه في كل ربوع المملكة .
قلناها للكل ، وسنقولها على الدوام ” نحن مغاربة ونفتخر ” .
لدينا هاته القلوب الشجاعة التي تزأر حين الحاجة إليها .
لدينا هاته الرئات التي لا تتعب حين نداء الوطن عليها .
لدينا عرق الجبين المغربي ، الصرف ، المحض ، الحلال الذي يسيل وديانا عندما يقول له المغرب ” حي على رفع الراية خفاقة بين الأمم ” .
يهب الفتى ، يلبي النداء ، وفي الفم وفي الدم منه يثور الهوى دما ونارا . ينادي إخوته في كل مكان أن هيا ، لتلبية نداء العلا والوصول إليه سعيا ، من أجل أن تشهد الدنيا ، كل الدنيا ، أننا نحن القوم الذين نسمى المغاربة لا نحيا هنا إلا بشعار واحد : الله والوطن والملك .
فما فعله المغرب في مونديال قطر 2022 ، لا يمكن اختزاله في مجرد انتصارات متتالية على دول ” عريقة ” في كرة القدم ، بل رسائل مشفرة إلى الشعوب العربية والإفريقية وبعض الدول في آسيا إلى ” النهوض ” من أجل تجريب لعبة جميلة اسمها الحلم .


الأكيد أنه ما زال في جعبة هذا البلد الضارب في التاريخ ما يقدمه للعالم ، فإذا كانت قطر قد شرفت العالم العربي والإسلامي بحسن تنظيم كأس العالم ، فإن المغرب تكفل بالدفاع عن صورة العرب والمسلمين والأفارقة والأمازيغ كرويا ، أمام أعتى المنتخبات التي كان مجرد مواجهتها في سابق الأزمنة تعد إنجازا في حد ذاته .
شكرا للمنتخب المغربي الذي جعل مئات الملايين عبر أنحاء العالم يصفقون لهذا البلد العظيم ، للمغرب ، للمغرب ، ملكا وشعبا .
كان فرحا مشروعا لأربعين مليون مغربية ومغربي هنا في كل المدن والبوادي المغربية، وهناك في قطر وفي كل أنحاء العالم.
المغربيات والمغاربة ، كل المغربيات والمغاربة ، شكروا الرياضي الأول في المملكة ، وأكدوا اقتناعنم مجددا أن جلالة الملك هو من يقف وراء كل هكذا انجاز جيد في هذا الوطن .

وأن المغرب اليوم بلد ينافس في كل الميادين ؛ رياضية وغير رياضية ، ليكون مع الكبار .
شكرا جلالة الملك…شكرا أيها الأب العظيم
ولحكمة… ولعطف …ولانسانية ….ولنبل …ولرفعة …ولأبوة جلالة الملك محمد السادس في نفوس المغاربة وعليها وقع خاص …فشكرا جلالة الملك على الروح الانسانية النبيلة والعظيمة….شكرا جلالة الملك الذي يعطف على أبناء وبنات شعبه …شكرا جلالة الملك الذي يفرح لانتصارات أبنائه وبناته …شكرا جلالة الملك الذي يقود المغاربة نحو السمو والاعتزاز بالانتماء لوطنهم …لمغربهم…
يوم الثلاثاء ، عم فخر جماعي المغرب كله ، دليلا على أن الشعب المغربي ، كل الشعب المغربي ، يحب وطنه .
جلالة الملك رئيس الدولة، جلالته امير للمؤمنين ، جلالة الملك أب الأمة … جلالة الملك يشارك المغربيات والمغاربة فرحتهم بكل حب ورضى …
عبارة ( شكرا جلالة الملك ) تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي من أقصاها الى أقصاها ، وجعلت مشاعر الحب تعم المغربيات والمغاربة وهم يرون كبير الأسرة ، كبير الوطن يرفعهم إلى الأعالي ….جلالة الملك رمز وراعي انتصار المغاربة …
فشكرا جلالة الملك من القلب الى القلب…
منذ توليه العرش ملك المغرب أختار أن ينتصر للمغاربة ، لكرامة وشموخ المغاربة …رمز السيادة
وفي كل ما عشناه ونعيشه ، كنا وسنكون تحت قيادة ملك عظيم .
اليوم صدق المغاربة والمغربيات .

اليوم تحققت نبوءات من سكنهم المغرب قبل أن يسكنوه .

اليوم الكل يقول شكرا جلالة الملك .
المغرب بقيادة ملكه الحكيم واستنادا على تجربة القرون الماضية في الحكم ، واستماعا لصوت العقل وحس الوجدان قرر أن يجعل عزة وكرامة شعبه أولوية الأولويات .
ان المغرب ساكن في وجدان أبنائه أينما تفرقت بهم الفرق ، وهذا الأمر يسري على كل ” ولاد وبنات البلاد ” الموسومون منذ لحظة المجيء والولادة ، وحتى لحظة الذهاب والرحيل بوسم الانتساب المشرف المسمى ….المغاربة .
حكايات لا تنتهي تمتد من وجدة الى تازة ، ومن الدار البيضاء الى الجديدة ، ومن مكناس أو مراكش أو الصويرة أو تافيلالت أو سوس أو فاس أو الرباط إلى بقية المدن المغربية في صحرائنا الغالية .

حكايات تقول الارتباط كله ، والحب كله ، والامتنان كله لملك البلاد ، ملك المغاربة ، كل المغاربة ..
ان علاقة المغاربة بوطنهم ، علاقة استثنائية ومتفردة ولا يوجد لها مثيل لها في العالم أجمع .
شيء ما تحرك في دواخلنا جميعا هذا المونديال.
هذا الشيء يسمى تمغربيت الأولى التي تقطننا دون أي استثناء ، والتي يتساوى فيها اليساري باليميني والمتشدد بالحداثي والليبرالي والشيوعي بمن لا انتماء له الا المغرب .
” تمغربيت ” هوية لوحدها وانتماء لوحده وانتساب لوحده ، فيها تجتمع هاته الفسيفساء التي تشكلنا نحن المغاربة جميعا ، يهودا ونصارى ومسلمين وديانات أخرى ، وعربا وأفارقة وأندلسيين وأمازيغ وقادمين اخرين من كل مكان على هاته الأرض لكي نصنع منذ قديم القرون والعقود الأمة المغربية ، وهي نسيج وحدها ، وهي تفرد خاص واستثناء مغربي خالص …
يوم الثلاثاء تبوريشة مغربية أصيلة وأصلية ، ذكرت كل واحد منا وكل واحدة بشيء ما داخله يقول له إنه مغربي وتقول لها أنها مغربية ….
هناك تشابه بين حقل السياسة وحقل كرة القدم …الفرجة في كرة القدم تخفي سياسة أخرى : سياسة رياضية ، سياسة تدبير الرقعة ؛ سياسة الهجوم والدفاع .
ما فعله المنتخب المغربي في مونديال قطر ، أمر جلل يستحق كثيرا من الكلام ..
الأساسي في الحكاية الكروية / الإنسانية أن تتوفر على حمض نووي أو ” أ دي ان ” خاص بك يميزك عما وعمن عداك .
في هاته نستطيع أن نقولها بكل افتخار بالراية المغربية : ما يتوفر لهذا الفريق بالتحديد لا يتوفر لغيره .
لعله السبب الذي جعل المغاربة من طنجة إلى الكويرة ومعهم مغاربة العالم يسمونه : منتخب ” منبت الأحرار ” .
نقولها بالصوت المغربي الواحد …لنا نحن هذا الوطن الواحد والوحيد ، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا ، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وابائنا وأمهاتنا ، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق .
نفخر بهذا الأمر أيما افتخار ، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء الا للمغرب . وهذه لوحدها تكفينا ، اليوم ، وغدا في باقي الأيام ، إلى أن تنتهي كل الأيام ….
لا بد من الانطلاق من كون الأمر يتعلق بوطن . والوطن هنا ليس مجرد رقعة جغرافية لتجمع سكني ، بقدر ما يعني انتماء لهوية ولحضارة ولتاريخ


عندما يمر المنتخب المغربي إلى منتصف نهائي كأس العالم ، نكون قد تخطينا عقدا كثيرة تراكمت لدينا طوال السنين التي كنا نكتفي خلالها بالخروج من الدور الأول في أحسن الحالات التي تأهلنا فيها إلى المنافسات .
إنجازات الفريق الوطني لكرة القدم في الدوحة ليست بالأمر الهين . هي كتابة ، بلغة الرياضة ، لمسار مغربي جديد .
هو مسار الأمل …
هو مسار الندية والتغلب على عقدة صاحبتنا لعقود …
هو مسار تجاوز النقص الذي لازمنا من انكسارات وخيبات متتالية …
ما جرى في مونديال قطر هو في الواقع شيء يتجاوز حدود خيالنا المتخم بجراح الهزائم …
لقد انتصر لاعبونا في لعبة خلقت للمتعة أولا …لكنه انتصار أفرح قبائل وشعوبا في أقطار من العالم ، وأخرجهم للاحتفال بالشوارع العامة ، في مجموعة من الربوع …
نعم المغرب صنع التاريخ ووحد القلوب والشعوب خلف حلم الوصول إلى نهائي المونديال ، نعم المغرب الأقصى، كما يحلو لإخواننا المشارقة نعت بلدنا ، صنع المجد الكروي وتأهل للنصف النهائي ومنح الأمل لكل العرب والأفارقة بأن المستحيل ليس مغربيا ، لذلك اجتاحت أمواج من الفرح الغامر ودفء المشاعر كل بقاع العالم من دوحة الخير إلى كل مناطق المغرب والشرق الأوسط وإفريقيا وأي دولة يقيم بها مغربي إلا ملأها فرحة بالانتصار والاعتزاز بوطنه وانتمائه .
نعم الحلم الذهبي للمغاربة تحقق بفضل عطاء ودعم لامشروط من جلالة الملك ثم بعزيمة وإصرار وإخلاص من المدرب واللاعبين والجامعة الملكية وأيضا الجمهور الرائع وكافة أبناء الشعب المغربي بالداخل والخارج ، لذلك من حقنا أن نفتخر بما حققه منتخب المغرب الذي أصبح أول دولة عربية وإفريقية تتأهل لنهائي العالم .
لم يكن أحد يصدق أن منتخبنا سيقوم بهذه الملحمة الكروية الاستثنائية ، لكن المستحيل ليس مغربيا …لقد ظهر أن هذا الحلم لا يخص فقط المغاربة لوحدهم ، بل كل شعوب العالم العربي والإسلامي والقارة الإفريقية التي تمثلها ، ومن هذا المنطلق ، أصبح المغرب مفخرة لعشرات من الشعوب ، لكن أكثر ما نفخر به هو قوة الإرادة والصمود والوطنية الصادقة .
هو انتصار للأمل …انتصار يقول للعالم : نعم هناك الإنسان في كل مكان لا وجود حقيقي لأي تمييز سوى في السياسة اللعينة …
هل صدم انتصارنا الغرب ؟.. أكيد .لأن عقدة النقص التي زرعها فينا هذا الغرب منذ عقود ، وقبلناها غصبا أو سذاجة أو قهرا ، توازيها بارانويا مقيتة معشعشة في أذهان الغرب الاستعماري .
نحن رسميا أول منتخب إفريقي وعربي وإسلامي وأمازيغي يصل إلى النصف النهائي…
هو فخر صنعه فريق من أبناء هذا الوطن ، عرفوا كيف يشرحوا لنا بأن العمل الجماعي بانضباط كبير وبحب عميق للوطن سر النجاح وأن لا معجزة في الأمر وإنما هو عمل وتفان وحب وابتعاد ونبذ لكل أنانية وحب الذات ومصلحة شخصية ضيقة .
سيحفظ التاريخ عن ظهر قلب اسم هذا البلد ، واسم شعبه ، ستقول كتبه بافتخار ” في بلاد محمد السادس ، في بلاد الجبال الأطلسية لا يخشى أبناء تلك الأرض إلا الله .

يؤمنون بأنفسهم وبوطنهم وبقدرتهم على جعل الحلم المغربي حقيقة تتبارى الدنيا كلها في التنويه بها ، في مدحها ، في نظم جميل القصائد وأحلى الكلمات عنها وحولها ” .
هذه صرختنا أننا فخورون بهذا النسب المغربي الشريف .
هذا اعلاننا للعالم كله أن على هاته الأرض المباركة أشياء كثيرة تستحق الانتباه .
هذه أوراق اعتمادنا المغربية ، نحن الذين ظللنا كل هاته السنوات والعقود ، نقول للكل ” رغم كل شيء وبسبب كل شيء ، لن يتزحزح إيماننا ببلادنا وبقدرة أبناء بلادنا على إبهار الجميع ” .
نحن الآن في مرحلة البوح الصادق بالأشياء كلها ، وفي مقدمتها ، وعلى رأسها الاعتراف مجددا أن المغرب يعني لنا كل شيء ، وأننا نحبه لوجهه ، لوجه المغرب العظيم.
فقط ، لا غير .
لوجه المغرب العظيم ، وتلك هي الحكاية المغربية التي تجعل الأحلام كلها قابلة للتحقيق .
أكدنا للجميع قيمتنا ومكانتنا كدولة كبيرة في عالم كرة القدم قادرة على مواجهة الكبار والتفوق عليهم ، بالضبط كما فعلنا في منازلاتنا الديبلوماسية والعسكرية والأمنية والتنموية .
الخلاصة أن المغرب بتأهله لنصف نهاائي كأس العالم يقول للجميع إن هذا الحلم الذهبي الذي تحقق ما هو إلا نقطة البداية التي سيبحر منها المغرب إلى ما هو أبعد وأفضل وأجمل …فهو الآن المدافع عن العرب والمسلمين والأفارقة في كأس العالم أمام أعتى منتخبات الكون ، ولا نتخيل إلا أن تكون كذلك في الديبلوماسية والصناعة والاقتصاد والتنمية ، وما ذلك ببعيد عن دولة تؤكد يوما بعد يوم أن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم .
في مونديال قطر ، اتفق العرب على أن يتفقوا على حب منتخب يمثلهم ويحفظ ماء وجوههم في زمن جفت المنابع والوديان .
في هذا الملتقى الكروي ، سقطت توقعات خبراء الفيفا ، حين وضعوا قرعة موجهة ورسموا مسار الكبار وفتحوا أبوابا خلفية لخروج الصغار .

خذل المحللون مشغليهم ومتابعيهم اغحين خرج من تحت الجلباب منتخب ” منبت الأحرار ” وكسر قواعد القرعة ورمى بأشلائها في البحر .
منتخب وطني شاب ، قوي متماسك ، مكون من محاربين في كل الخطوط ، قرر أن يقدم أوراق بقيادة مدربه أن يقدم أوراق اعتماده للعالم أجمع .
لدينا جيل ناجح من خيرة اللاعبين ، كل في مركزه ، ينافسون داخل أندية كبرى وفي دوريات قوية على الأفضل .

وكان التفكير فقط في البحث عن قائد قادر فقط على قيادة هذه التوليفة ومنحها أسرار التنافس والرغبة في الفوز ، وتربيتها على هذه الثقافة .
هذا القائد عثرنا عليه في هذا المونديال في شخص وليد الركراكي وطاقمه .
مدرب يعرف ما الذي ينبغي أن يقال ومتى يجب أن يقال ، وبطريقته الخاصة جدا في الحديث وفي التصرف ، تمكن وليد من بناء جسر تواصل فعلي بينه وبين اللاعبين ، أنسانا انعدام التواصل ، والجدار الحديدي الذي بناه مدربون أجانب حولهم في المنتخب .
ومع منتخب وليد استعادت مقولة ” ما حك جلدك مثل ظفرك ” عافيتها .

اليوم من حق الجيل الحالي أن يروي قصص مغامرة منتخب قاده ” راس لافوكا ” وسار في ركبانه لاعبون منتصبو القامات مرفوعو الهامات ، بعد أن فشل رؤوس ” الباذنجان ” في قيادة المنتخب الوطني إلى بر الأمان.
ما أبدعته جماهير المغرب ، هنا وهناك ، سينشدها كل يوم ، سيذكرها ويغنيها مدى خلود كرة القدم …
غني يا شعبي ؛ غني للجمال والابداع ؛ غني لأسود الأطلس ؛ وغني للمغرب بلد الأمن والسلام .
تحية لأسود الأطلس …تحية كل التحية للجماهير المغربية…
تحية للمدرب الوطني البطل والفنان ..تحية لكل اللاعبين…
فاز المنتخب الوطني وانتصر المغرب…
واهم من يعتقد أن الكرة جلدة منفوخة مدحرجة على عشب أخضر، إنها تعبير عن قيم قد لا تنجح المدرسة في ترسيخها.
واهم من يعتقد أن الكرة أفيون الشعوب، إنها تعبئة للنضال من أجل الوطن، إنها ترسيخ للقيمة الأولى المؤسسة لأي فعل مجتمعي هي قيمة الانتماء التي أصبحت قيمة إنسانية في زمن فوضى العولمة، بعدما كانت تحصيل حاصل زمن سيادة الفكرة الوطنية إبان النضال من أجل الاستقلال وبناء الدولة الوطنية.
يكفي أن تنتصر في مباريات كأس العالم لتصبح قوة عالمية يهابك رجال السياسة والاقتصاد ويدين لك الشعراء بقوافي المديح وينسحب من أمامك الشعراء الصعاليك الذين رابطوا لسنوات أمام مقرات إقامتك.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*