المريزق: مدن المهن والكفاءات قاطرة لسياسة المدينة..وورش للسوسيولوجيا الحضرية وسؤال المدينة..
مدن المهن والكفاءات قاطرة لسياسة المدينة..وورش للسوسيولوجيا الحضرية وسؤال المدينة..
المصطفى المريزق
أستاذ التعليم العالي، باحث في السوسيولوجيا الحضرية
جامعة مولاي إسماعيل-كلية الآداب مكناس.
هنيئا لنا جميعا ب”مدينة المهن والكفاءات لجهة الرباط سلا القنيطرة”، هذه المعلمة الجديدية التي سترى النور بالمدينة الناشئة تامسنا، دشنها الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء 30 ماي 2023، والتي جاءت في سياق النهوض بالتكوين المهني من الجيل الجديد وجعله في خدمة التميز والابتكار.
ذكرني هذا الورش بزيارتي الأخيرة لمدينة العيون في الشهور القليلة الماضية، والتي كانت بمناسبة حضوري لمنتدى جهوي حول الحق في المدينة تحت شعار “مدينة دامجة ومستدامة، مدينة جديرة بسكانها”، من تنظيم اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة العيون – الساقية الحمراء العيون-الساقية الحمراء..هذه الزيارة اكتشفت فيها لأول مرة معنى ومغزى مدينة المهن والكفاءات..مشروع جديد للهندسة المحلية للسياسة الحضرية المغربية، ودعم الاختصاصات والقدرات على المستوى المحلي، للنهوض بالوظائف المهنية الجديدة لسياسة المدينة، وخاصة العقد الحضري للتماسك الاجتماعي.
انجاز مدينة المهن والكفاءات بجهة الرباط – سلا – القنيطرة، جاء ليعزز شبكة المهنيين العاملين في السياسة الحضرية، من خلال فضاءات بيداغوجية و”فضاءات الحياة”، التي تضمن تطوير الكفاءات التقنية والشاملة، وكذا التنمية الذاتية للمتدربين، من أجل الوصول إلى سوق الشغل، والتأسيس للتوجيه الجيد كموضوع لإصلاحات مقبلة، بناءً على الشراكة ووظيفة المستشار الشخصي للشباب، وتقديم مجموعة من الخدمات والارشادات والنصائح للشباب، وضمان المساواة في المشاركة في المشاريع والعلاقة بين الشركاء، والاندماج في المخططات التنظيمية للبلديات والجماعات، وتقليص الهوة بين التخصصات، وتوفير المواقع والمنصات الإقليمية والجهوية لمديري المشاريع، الذين يمكن أن يكونوا في نطاق تدخلهم على مستوى الجماعة أو البلدية أو حتى الحي، للمساهمة في بناء “مغرب الجهات المتحدة MRU”.
ويشير مفهوم “مدن المهن والمهارات” إلى المدن أو المناطق التي تركز على توفير فرص العمل والتدريب والتطوير في مجالات معينة.
تُعتبر هذه المدن مراكز حضرية حيث يتم تجميع الموارد والخبرات والصناعات المرتبطة بمجال معين، بهدف تعزيز التوظيف وتعليم المهارات في هذه المجالات.
إن نجاح سياسة المدينة اليوم، رهين بالتغلب على العديد من التحديات والمشكلات للساكنة الحضرية المغربية، على كافة الأصعدة المجالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث تعد “مدن المهن والمهارات” ورش مثالي لتوفير البيئة المناسبة للشباب والحرفيين الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم في مجالات محددة. وتوفر هذه المدن فرص عمل متعددة في صناعات مثل التكنولوجيا، والهندسة، والعلوم، والتجارة، والفنون، والتصميم، وغيرها.
ومن بين “مدن المهن والمهارات” في العالم، نذكر:
* “مدينة سيليكون فالي” في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تشتهر بتركيزها العالي في صناعة التكنولوجيا والابتكار.
* “مدينة بنغالور” في الهند، والتي تعتبر وجهة مهمة لصناعة تكنولوجيا المعلومات والبرمجة.
* “مدينة شنغهاي” في الصين، والتي تتمتع بتراث قوي في مجال الصناعات التصنيعية والتجارة.
* “مدينة برلين” في ألمانيا، والتي تعد مركزًا للإبداع والتكنولوجيا والفنون.
وأخيرا، نتمنى أن تتميز “مدينة المهن والمهارات” بالمدينة الناشئة تامسنا ببنية تحتية قوية، ومؤسسات تعليمية وتدريبية متخصصة، وشبكات اتصال متقدمة، ومناخ رائد للأعمال والمشاريع وإنعاش الشغل.
كما نتمنى لهذا الورش أن يكون قاطرة لتطوير قطاع التكوين المهني، وورش للسوسيولوجيا الحضرية وسؤال المدينة..وفق معايير مادية وبيداغوجية وأكاديمية جديدة للبحث العلمي وللحكامة، تأخذ بعين الاعتبار التقائية التكوينات مع الحاجيات الحقيقية لسوق الشغل..
المصطفى المريزق
أستاذ التعليم العالي، باحث في السوسيولوجيا الحضرية
جامعة مولاي إسماعيل-كلية الآداب مكناس.