swiss replica watches
إلى أي مدى سيحد طوفان الأقصى من غطرسة إسرائيل؟ – سياسي

إلى أي مدى سيحد طوفان الأقصى من غطرسة إسرائيل؟

إلى أي مدى سيحد طوفان الأقصى من غطرسة إسرائيل؟

حميد المرزوقي

منذ نكبة 1948، التي تم فيها طرد الشعب الفلسطيني من أرضه بعد احتلال جل أراضيه، وإجلاء ما يزيد عن 750000 فلسطيني و تحويلهم إلى لاجئين بعد عدة فضائع وجرائم نهب وتخريب، وهدم لأكثر من 500 قرية، وتدمير معظم المدن الفلسطينية ومحاولة تهويدها ومحو طابعها العربي والإسلامي، وبعد نكسة 1967 التي وقعت بين الخامس من العاشر من يونيو التي يحلو لإسرائيل تسميتها بحرب الأيام الست، والتي تمكن فيها الكيان الإسرائيلي من تحقيق ما يسمى “باسرائيل1967″، مرورا بحرب6 أكتوبر1973 والعاشر من رمضان 1393ه التي أعلنتها كلا من مصر وسوريا في آن واحد ومشاركة المغرب الميدانية بتجريدتين عسكريتين بسيناء بمصر والجولان بسوريا بالإضافة إلى مشاركة بعض الدول العربية كالعراق، ودعم أخرى ماديا و اقتصاديا، مرورا كذلك بالعشرات من الانتفاضات والمبادرات الدبلوماسية العربية والغربية، لم تحققه القضية الفلسطينية ما حققته من نتائج ميدانية مبهرة، لأن الحروب التي خاضتها إسرائيل المدعومة بأمريكا واحيانا فرنسا وبريطانيا كالعدوان الثلاثي على مصر الذي اجهز على القوة العسكرية المصرية وبالأخص الجوية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم يتكبد فيها مجتمعة الكيان الإسرائيلي ما خلفه طوفان الأقصى من خسائر بشرية كبيرة في جيشه الذي لايقهر، وآلته العسكرية الضاربة، ومخابراته التي اثبت طوفان الأقصى أنها خائبة، ولا تصلح لشيء، لأن الموساد الذي يعتبر من أقوى أجهزة المخابرات في العالم لم تستطع ان تأخد علما بما تخططه حماس وسرايا القدس وكثائب القسام والجهاد الإسلامي، رغم اختراقها للعديد من النخب الفلسطينية والعربية في الأراضي العربية المحتلة او في الشتات، وهو ما أدى إلى أسر اعداد كبيرة من الجنود الاسرائيليين المقدرين بالمآت، علاوة على إمطار سماء عدد كبير من المدن الإسرائيلية المحتلة بوابل من الصواريخ واستعمال تقنيات جديدة في اختراق المجال الجوي الإسرائيلي، بطائرات شراعية بسيطة، ومسيرات، واختراق حدودها ربما لأول مرة بدراجات نارية وشاحنات خفيفة، وهو ما يذكرنا بالتقنيات البسيطة التي كان يستعملها الجيش الياباني في مواجهة الجيش الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية مما أصابه باحباط كبير وأرغمه على استعمال القنبلة النووية على ناكازاكي وهيروشيما، نفس السناريو يتكرر عند الشعب الفلسطيني الأبي، المؤمن بعدالة قضيته رغم تكالب القوى الدولية عليه منذ مايزيد من 75سنة والمخططات والاتفاقيات الدولية الجائرة كاتفاقية ساكس بيكو 1916، ووعد آرثر جيمس بلفور في 2 نونبر 1917، إن هذه العمليات العسكرية النوعية المركزة والدقيقة والناضجة استراتيجيات وتاكتيكيا ستجعل لا محالة الكيان الإسرائيلي يراجع حساباته بشكل جدري وربما ستكسر شوكة اليهود المتطرفين الذين كانوا السبب المباشر في تنظيم وإطلاق عمليات طوفان الأقصى على أثر الانتهاكات الصارخة لمتهورين ومتطرفين يهود استباحوا ولمدة طويلة المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء في خرق سافر لتسويات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، حيث ولحد اليوم لم يطبق اي قرار لفائدة الشعب الفلسطيني رغم تصويت كل المجتمع الدولي على العشرات منها، دون الأحد بعين الاعتبار قرارات الإدانة التي استعملت ضدها الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو، نتمنى من الساهرين على النظام الدولي الحالي والقوى الحية فيه أن تكون على موعد مع التاريخ وأن تصحح ما اقترفته من أخطاء فادحة في حق الشعب الفلسطيني المغتصب وان تتحلى بالموضوعية الكافية والجرأة، للتخلص من هذا الكابوس المزعج الذي يهدد تهديدات حقيقيا السلام والأمن في الشرق الأوسط والعالم.

د. حميد المرزوقي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*