swiss replica watches
عيد الأضحى ليس عيد الإفلاس المالي للفقراء – سياسي

عيد الأضحى ليس عيد الإفلاس المالي للفقراء

عيد الأضحى ليس عيد الإفلاس المالي للفقراء

إدريس الأندلسي


تعلمنا منذ الصغر أن كل الفرائض ترتبط بقوة بمدى قدرة الإنسان على القيام بها.

و اقتنعنا أن السنن لا ترقى إلى مرتبة المقدس الديني و أنها منهج بشري يرتبط بتطور الزمن الإجتماعي و الإقتصادي و الثقافي للمسلمين حسب جغرافيتهم و وضعهم الإجتماعي و علاقتهم بالعلم و التكنولوجيا و القوة العسكرية التي تحميهم.

أتساءل بكثير من التشاؤم، عن مخاصمة سلوك المسلمين عموما و في بلادي خصوصا ، للعقل و للسلوك المبني على فهم الظواهر و ظروف الواقع المعاش.

يغلب على سلوكنا الدفع بالشباب إلى الزواج دون أن نبين لهم شروط تكوين الأسرة.

ندفعهم إلى عدم ارتكاب جريمة الزنى و نرميهم في جحيم الهشاشة الإجتماعية و اكثار النسل و الدعاء لهم برزق حسن في غياب أية وسيلة واقعية للحصول على دخل قار.
كثر المتكلمون بإسم الخرافات في حاضرنا.

كثر الدجالون و من اغتنوا بإسم ” الرقيا الشرعية” و الذين تحول، جزء منهم، إلى مغتصبين لنساء بعد تخديرهن.

و يستمر الفعل الجرمي الذي يستغل تغييب العقل لتزويج القاصرات و هدم كل أمل في ربط المسؤولية بالمحاسبة داخل البنية الأسرية و ما ترتب عنه قانونيا لا زال ينتظر دخول الإصلاح إلى دائرة لا زالت تعيش سلطة غارقة في الذكورية المتسلطة و المتخلفة عن كل القيم الكونية .
قال لي أحد من سلبت ارادتهم أن المهم في عيد الأضحى هو اراقة دم الخروف التي ” تسعد الملائكة”.

و قد نسي أن السعيد في كل عيد أضحى هو ذلك السمسار الغني الذي يشتري جهد مربي الماشية ،بثمن بخس ، شهورا قبل العيد، ثم يسيطر على السوق و يحقق أرباحا تفوق أرباح البورصات العالمية و تتجاوز تطور سعر الذهب.

يتم كل هذا في إطار تهرب ضريبي تغيبه طقوس شعيرة لا تدخل في إطار المقدس.

اقتنعنا خلال سنوات مضت أن عيد الأضحى فرصة لتمكين العالم القروي من تحويلات مالية مهمة تدعم الفلاح مربي الماشية.

نسينا أن صاحب المال ينقض على كل الفرص بما فيها أغنام تعب على رعايتها إنسان يعيش ظروفا صعبة.

و يراكم السمسار الشناق كثيرا من الأرباح في واضحة النهار دون أن يؤدي ضريبة على هوامش مالية استثنائية .
و يعلم الكثير من الفاعلين في قطاع تربية المواشي أن تغطية حاجيات السوق الداخلية من اللحوم تتطلب ترخيصا للاستيراد.

و قد اضطرت بلادنا إلى دعم استيراد الماشية بمبلغ وصل إلى 500 درهم مع تحديد الدول التي يمكن أن يتم الاستيراد منها دون غيرها.

و يستمر العمل بدعم الاستيراد إلى منتصف شهر يونيو.

و لكن مشكل أسعار شراء الأضحية لا يخضع لدعم المال العام و لا لكل العمليات الاحترازية التي تقوم بها الحكومة للحفاظ على القوة الشرائية للمواطنين. المؤثرون في السوق يمتلكون من الأدوات تلك التي تتركهم في منأى عن المراقبة.

و تتحول الأضحية عنوانا للتضحية بمدخرات الأسرة و الغرق في بحر الاستدانة لمدة طويلة.
ظهرت في الآونة الأخيرة نكث حول بيع ” غير المؤمن للمؤمن خرافا بسعر معقول و رخيص و بيع المؤمن للمؤمن خروفا بسعر مضاعف و أكثر “.

و لكن للواقع أكبر من أن يتم تحجيمه في نكثة.

الأسواق الكبرى بالمدن تعرض أسعارها و تبين أنواع الخرفان و مصدرها. و لكن محيط هذه الأسواق، و خصوصا في المدن الكبرى أصبح يعيش على سلوك العزوف عن تقاليد عيد الأضحى منذ سنين.
و يظل الحي الشعبي المثقل بأسعار تتضخم يوما بعد يوم هو المقياس لحرارة للأسعار.

الفقر و الهشاشة و الخطاب الماضوي المسموع بعنف الصور حول المقدس البشري هي مكونات كواليس خلق السلوكيات أو تسهيل تجذرها.

تعب الأطباء من كثرة توجيه خطاب إلى مرضى القلب و الشرايين و كل الأوعية الدموية و علاقته باستهلاك لحم الغنم.

صحيح أن التناول لكميات معقولة من لحم الخروف لا يشكل خطرا على الصحة، و لكن التهام كميات كبيرة خلال فترة أيام العيد قد يتسبب في تدهور الحالة الصحية للعديد من مستهلكي الدهنيات.
و يظل هذا العيد كمثله من المعتقدات التي نرفعها الى مستويات التقديس سببا في الإفلاس المالي للكثير من الأسر.

أصبحت شعيرة العمرة و فريضة حج البيت ” لمن استطاع إليه سبيلا ” مصدرا للاستدانة الثقيلة ” أو للقضاء على كل المدخرات التي تمتلكها الأسر ” كدرهم أبيض ليوم أسود “.

و هنا و جبت مسائلة من يمتهنون الإرشاد و التوجيه الديني و اؤلاءك الذين يتقاضون رواتبا سمينة عن دورهم في تنمية المجتمع.

أليس من الواجب عليكن و عليكم و على مجالسكم ” العلمية” أن تعملوا العقل في توجهكم للناس.

أضحية العيد و العمرة و الحج لا يجب أن تتسبب في إفلاس الأسر أو الزيادة في ثقل مديونيتها.

هلموا جميعا لنشر الوعي و كفوا جميعا عن تغييب العقل.

عرفت كثيرا من الفقهاء و العلماء و المؤذنين و الأئمة الذين امتنعوا عن تلقي راتب عن اداءهم لواجب اعتبروه طاعة للخالق تعالى.

و كفى بالله شهيدا.

و سيظل السوق و قوانينه مساندا لتسمين الحسابات البنكية لمن يستغل شعيرة من أجل زيادة ” غير مشروعة” في ثروته.

الشناقة الكبار يعرفون من أين تأكل الكتف و قد حان الوقت لكي يستفيق الغافلون و يتعاملون مع عيد الأضحى بروح الدين و ليس بشكلياته.

المهم هو التضامن الذي يفضي إلى مساندة ذوي الحاجة في الملمات. شراء الدواء لمريض معوز أهم كثيرا من شراء خروف سمين.

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*