swiss replica watches
هل أنت عيد فعلا يا عيد؟؟؟ – سياسي

هل أنت عيد فعلا يا عيد؟؟؟

هل أنت عيد فعلا يا عيد؟؟؟

 

عادل الزبيري

دعاني صديقي عبدالعالي الرامي إلى تحريك السيارة في اتجاه سوق الخرفان، من أضاحي العيد الكبير المغربي، فعلت استجابة لطلبه، ويا ليتني ما فعلت، لأن ما رأيته كان صادما وموجعا، فما الذي جرى يا ترى؟
فتحت خيام بلاستيكية، كأن الأمر يتعلق بالمهرجانات أو المعارض، خرفان وأكباش مصطفة تشد الناظرين، منها من فروته نظيفة، وأخرى تبدو متسخة، ورجال غلاظ شداد، ورجال آخرين نحيفين، والفريقان يحملان عصي باليدين؛ في احتياط شديد تحرزا لأي طارئ.
لا تزال الشمس قائظة، في يوم من يوميات نهايات الربيع، بينما الناس يتوافدو على السوق، في الغالب جماعات من أسر مغربية جاءت تبحث عن أول جولة في السوق، كنوع من عملية جس النبض، قبل اتخاذ القرار، كما فعل صديقي الرامي.
تتراوح الأثمنة، بحسب الكسابة من الفلاحين المتخصصين في تربية الأكباش، ما بين 4000 و7500 درهما مغربيا، أتحدث هنا عن الخروف الأملح الأقرن، الذي يملي العين.
فعندما يسأل الباحث عن أضحية العيد الكبير، ويرى أن الثمن مرتقع، يسأل عن ثمن الفرطاس، أي الخروف بدون قرنين الإثنين، ونادرا من يسأل عن الغنمات أي إناث الخرفان.
والصادم أن كل من في السوق يسأل عن الصردي صاحب الوجه الأبيض المليح، في مرتبة أولى، فيما يأتي السؤال عن البركي ثانيا، بينما لا أحد يسأل عن الأكباش المستوردة من إسبانيا.
تعمدت الدخول إلى غالبية تجمعات الخرفان الجاهزة للبيع، سألت عن الخرفان، وعن الأثمنة، وعن إمكانية الحصول على تخفيض في الثمن؛ فوجدت خطابا تجاريا جاهزا من الكسابة؛ من الجفاف إلى غلاء أثمنة العلف، إلى ارتفاع ثمن قنينات غاز البوتان، فيما يحرص عمال على خلط أصناف من العلف، بينما تنتظر الأكباش الوجبة الدسمة المقبلة، في جرعة بروتين مغذي حتى يبقى الخروف قادرا على استعراض قواه أمام المتسوقين.
فالغلاء يضرب أسواق عيد الأضحى بقوة، وطبعا هذه ليست المرة الأولى، لأن الأمر يتعلق بغلاء تدريجي في التصاعد، عاما بعد آخر، على خلفية عوامل الجفاف المتواصل لخمس سنوات متتاليات، ونظام الوسطاء وسماسرة الخرفان، والرابط الاجتماعي القوي بين المغاربة والعيد الكبير ورفض المواطن المغربي لفكرة عيد بدون أضحية.
ويبقى الرابح الأكبر هو التاجر الشاطر، الذي يضع ملابس تبدو متسخة، فيقف في السوق عشرة أيام متواصلة بلياليها مرابطا، ينتظر العملات المالية الورقية، لأن الدفع المالي كاش.
فكل عام والمغاربة في أعيادهم بخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله للحصول على أضحية تناسب القدرة الشرائية.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*