“حين يرقصون على أنقاض الألم: بين معاناة المنكوبين واستهتار الممثلين”
محمد ادريسي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الحركية
في ظل الأزمات التي يعيشها المغرب، حيث تتوالى الأحداث المؤلمة، نجد أنفسنا أمام فاجعة جديدة تمثلت في الفيضانات الأخيرة التي أودت بحياة العديد من أبناء هذا الوطن وخلّفت وراءها منكوبين ينتظرون الإغاثة. وبينما يتكاتف المغاربة لمد يد العون إلى هؤلاء الضحايا، يظهر لنا مشهد مثير للغضب والاستياء.
ففي الوقت الذي كانت فيه الأسر المكلومة تبكي ضحاياها، اختار أحد البرلمانيين الممثلين للأمة أن يرقص على أنغام “حيدو حيدو” و”مهبول أنا”، وكأن لا همّ له سوى الترفيه والاحتفال في لحظة كان ينبغي أن تكون لحظة تضامن وتعاطف مع المأساة التي يعيشها المواطن المغربي.
هذا المشهد يعكس انفصالاً صريحًا بين بعض من يمثلون الشعب في المؤسسات التشريعية وبين الواقع الذي يعيشه المواطنون.
كيف يمكن الحديث عن أن البلاد بخير وكل شيء على ما يرام بينما يغرق جزء من الوطن في الفيضانات، ويخاطر الشباب بحياتهم بحثًا عن مستقبل أفضل في بلدان أخرى؟ كيف يمكن الرقص والغناء بينما العائلات تبحث عن مأوى بعد أن جرفت المياه بيوتها؟
ما يزيد من مرارة المشهد هو الرسائل المغلوطة التي تُمرّر بأن المغاربة راضون عن الوضع الحالي، متجاهلين معاناة الفئات الهشة والتحديات الاقتصادية التي ترهقهم. هذا التصرف لا يعبر عن المسؤولية ولا عن احترام لحظات الألم التي يعيشها جزء كبير من المواطنين.
نحن بحاجة إلى مسؤولين يعبرون بصدق عن تطلعات وآلام الشعب، وليس من يختارون الرقص والغناء في أوقات الأزمات.