الرئيس التونسي يتحول إلى مستشهر لماركات عالمية في الملابس

الرئيس التونسي يتحول إلى مستشهر لماركات عالمية في الملابس

كتبها: أحمد الدافري

ظهر أمس الخميس في التلفزيون الرسمي التونسي (القناة الوطنية الأولى) الرئيس التونسي قيس سعيد لمدة تفوق 12 دقيقة وهو يستقبل في القصر الرئاسي شخصين تونسيين، تم تقديمهما على أساس أن أحدهما اسمه وليد الجد من مدينة المزونة والثاني اسمه وسام الماجدي من مدينة بنزرت، ووجه لهما خطابا.

المثير للانتباه، والغريب جدا في هذا اللقاء التلفزي الرسمي الذي تم اعتباره هاما وجديرا بأن يتم نقله للمشاهدين التونسيين، كان فيه أحد الشخصين اللذين خصهما الرئيس بالاستقبال يرتدي تيشورت يوجد فيه بشكل واضح، وبتصميم كبير جدا، صورة ماركة لويس فيتون الفرنسية للملابس
LOUIS VUITTON.

نعم.
شعار ماركة تجارية فرنسية عالمية، يحضر بشكل يثير العين ويهيمن على الصورة، في لقاء رسمي مع رئيس جمهورية يتحدث باللغة العربية مع شخصين لمدة تفوق 12 دقيقة.

هل كان الأمر مقصودا، وتم الاتفاق على عملية إشهار لهذه الماركة الفرنسية الشهيرة في هذا اللقاء التلفزي؟
أم أن ارتداء تيشورت فيه اسم ماركة بتصميم كبير وواضح في لقاء مع رئيس دولة هو مجرد استخفاف بقيمة وهيبة رئيس الجمهورية الذي أصبح عنصرا مشاركا في ترويج هذه الماركة التجارية الخاصة بالملابس؟

الشعار الخاص بـ “Louis Vuitton” كما ظهر في تيشورت ضيف رئيس الجمهورية التونسية لم يكن مجرد علامة صغيرة، بل هو تصميم كبير وبارز وواضح يغطي مساحة واضحة من التيشورت.
وهذا الوضوح الشديد يجعل من الصعب تجاهل الماركة. وبما أن اللقاء تم بثه عبر التلفزيون الرسمي، فهذا يوفر ترويجًا واسع النطاق لعلامة تجارية فاخرة.

إن القيمة التسويقية لمثل هذا الظهور في سياق رسمي وعبر قناة وطنية كبيرة في تونس لا تقدر بثمن بالنسبة للعلامة التجارية.

ثم، هل تيشورت رياضي مع سروال جينز أبيض هو زي مناسب للبروتوكول المعتاد في لقاءات رسمية مع رئيس دولة؟
فاللقاء مع رئيس جمهورية ليس مناسبة للظهور بملابس تعكس شخصية فردية بل هو مناسبة في أعراف الدول تعكس احترامًا للمنصب الذي يمثله الرئيس، وللدولة.

السؤال الذي يطرح نفسه، هو كيف تم السماح بدخول شخص بهذا الزي إلى مكتب الرئيس، خاصة وأن اللقاء مصور؟

عندما يظهر رئيس دولة في التلفزيون وهو يستقبل شخصًا يرتدي زيا يحمل علامة تجارية بهذا الوضوح، فإنه، وبغض النظر عن قصده، يصبح جزءًا من المشهد الذي يروج لتلك الماركة.
وهذا فيه استخفاف بقيمة المنصب الرئاسي، إذ يتم تحويل التركيز من قضايا تتعلق بالدولة إلى ترويج لعلامة تجارية.
وهذا ما كان.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*