swiss replica watches
نهاية البام أم نهاية الياس العماري – سياسي

نهاية البام أم نهاية الياس العماري

عبدالسلام المساتي
الدعوة للمصالحة تعني في الأصل أن هناك ” خلاف” بين أطراف ما..خلاف وليس مجرد اختلاف.
أقول هذا لأني لم أفهم نوع المصالحة التي تحدث عنها السيد الياس العماري في مقاله التحليلي ،فالمكونات السياسية بالمغرب بيمينها و يسارها ووسطها ،ورغم الخطاب الذي تصدره والذي يوحي بأن هناك عداوة ثابتة بين مجموعة من هذه المكونات ،إلا أنها جميعها تبقى مؤطرة ضمن خانة النظام ولا تستطيع أبدا أن تغادر أو تتجاوز الحدود التي يرسمها هذا النظام..لذلك فدعوة الأخ العماري من أجل المصالحة والالتفاف من أجل الوطن غير مفهومة ،فإن كان القصد بذلك الخلاف بين الأصالة والمعاصرة حامل المشروع “الحداثي” و العدالة والتنمية حامل المشروع “المحافظ” ،فهذا الأمر لا يعدو أن يكون مجرد اختلاف في الرؤى ،وهو اختلاف أعمى لأن المشروعين معا يستحيل أن يتحولا إلى واقع في ظل الوضعية السياسية و الاجتماعية للمغرب..
لا أريد القول أن إلياس أحس بالهزيمة وصار يبحث عن قطعة من كعكة السلطة بشكل مباشر ،ولكن المؤشرات الظاهرة ،وأيضا حوارات الكواليس تقول أن حزب الأصالة والمعاصرة راهن بشدة من أجل الانتصار يوم 7 أكتوبر وأن هزيمته أحدثت شرخا داخل هذا الحزب ،فقد تأكد بالملموس أن المغاربة لا يحبون هكذا نوع من الأحزاب ..وما دامت مسألة القطبية الحزبية لا يمكن أن تكرس بالبيئة المغربية ،ومادام حزب العدالة والتنمية قوي بتنظيمه وليس بشيء آخر ..فمن المحتمل جدا أن تتراجع مكانة البام و هو ما أحسه الياس العماري ..فالفترة الذهبية لهذا الحزب قد مرت والقادم سيء جدا..لذلك فلا بد من التغيير وهو الأمر الذي يحيلنا على السيناريو الثاني ،ميعني أنه ربما أيام قليلة و نسمع خبر استقالة الياس العماري وأن حزب الأصالة والمعاصرة يسير نحو عقد مؤتمر استثنائي لاعادة ترتيب بيته الداخلي بطريقة جديدة في اللعب ،طريقة نظيفة نوعا ما هذه المرة بعدما تيقنوا من أن الاعتماد على ورقة المال والسلطة والاعلام لا تكفي داخل المشهد السياسي المغربي ،فلا بد من بعض الصدق وبعض المصداقية..
لقد تيقنوا أيضا أن شخصية الياس العماري تفتقد لهذه المصداقية و ينظر إليها المغاربة بنوع من الريبة لذلك فهو لا يصلح لقيادة المرحلة القادمة وإلا سيعود الحزب خطوات للخلف ،ليجاور الاتحاد الدستوري،والحركة الشعبية ..وغيرها من أحزاب السلطة التي لا هي ميتة ولا هي حية ..
لقد آن الأوان ليتخلص البام من إرثه القديم السيء السمعة ..وقد بدأ هذا فعلا باجتماعات مارطونية بشتى أقاليم المغرب ،يعقدها أناس ينتمون للحزب ولكن يلعبون في الظل

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*