swiss replica watches
ليس من الحكمة والمنطق أن تعيش في الماء، وتعتبر التمساح عدواً لك ! – سياسي

ليس من الحكمة والمنطق أن تعيش في الماء، وتعتبر التمساح عدواً لك !

 

فنجان بدون سكر:
ليس من الحكمة والمنطق أن تعيش في الماء، وتعتبر التمساح عدواً لك 
بقلم عبدالهادي بريويك
في علاقاتنا الاجتماعية اليومية والعادية، نصادف أناسا، ونفارق آخرين، نحب ونعشق ونشتاق، ونهرب إلى أبعد مدى من بعض العلاقات حتى لا نصاب بأمراض النفاق، ونمشي عابرين مع الأيام وكلنا للحياة حب واشتياق، ونحتفظ ببعض العلاقات ونأمل دوما معها البقاء أو الانتظار على أحر الجمر للقاء فتكبر فينا الحياة وتنمو في أعماقنا بساطة الأشواق.
وما أسوأ الناس خلقا، من إذا غضب منك، أنكر فضلك، وفشي سرك، نسي عشرتك وقال عنك ماليس فيك، وهم كثر في زمننا الحالي، نعرفهم تمام المعرفة لكننا نحاول احتراف الغباء، نجعلهم يتوهمون احتراف الدهاء ونعترف جميعا أننا لن نرتقي إلى مستوى الحكماء.
فمن الحكمة ما يقتضي، الاعتراف، أننا نعيش في المجتمع ونشكل حلقة منه، ونكون مضطرين للتعايش في أجواءه بكل اختلالاته وانضباطاته، بكل حركاته وسكناته، بكل فئاته ومستوياته، ونستشعر أننا فعلا نسبح في بحيرة تحوي مخلوقات عجيبة وغريبة؛ وكيف نهاب التمساح ونعتبره عدوا لنا وقد ارتمينا للماء للسباحة أو الصيد متخلصين من اليابسة كمكان طبيعي للإنسانية، وقد ارتمينا للماء مؤمنين بالمغامرة والمقامرة بالحياة.

ومن الحياة دوما نأخذ العبر ونتجاوز لحظات الفشل في ترقب دائم لكل مساحات الأمل التي تجعلنا نسعى للسعادة ونبحث عنها دون ملل أو كلل.
يحكى أن عجوزا حكيما جلس على ضفة نهر يتأمل الحياة وينعش بالماء والخضرة الروح والنظر، وفجأة لمح قطاً وقع في الماء، وقد أخذ القط يتخبط محاولاً إنقاذ نفسه من الغرق،فقرر العجوز الحكيم إنقاذه فمد له يده، فإذا بالقط قد خربشه من يده، فتألم العجوز لردة فعل القط، وحاول ثانية فخربشه القط فزاد ألم العجوز بعدما سحب يده، ثم أعاد المحاولة، التي أثارت فضول رجل كان يرى المشهد منذ بدايته، وقد صرخ بأعلى حنجرته، أيها الحكيم ، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية ، وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة؟ ولم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل ، وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ القط !
وبعدها توجه الحكيم للرجل وقال له، من طبع القط أن يخربش، ومن طبع البشر أن يعطف ويحب، فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي كبشر !!؟
وقال الحكيم، يا بني : عامل الناس بطبعك لا بطبعهم , مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان، ولا تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لمجرد أن الطرف الآخر لا يستحق تصرفك النبيل.

عندما تعيش لتسعد الاخرين ، فالأكيد أن الله سيبعث لك من يعيش ليُسعدك ، وكن جميلا تهواك القلوب. و لا تندم على لحظات أسعدت بها أحدا حتى وإن لم يكن يستحق ذلك الطرف الآخر.
الحكمة تقتضي أن نتحلى بإنسانيتنا ونتشبت بها، نطور أخلاقنا ومبادئنا ولا نتخلى أن فطرتنا، ونعش على أن الحياة مصدرها ضياء الشمس ورونقة القمر في الليالي المظلمة، وأن نخشى الضمير ونرعى ضعف الفقير ونكون عيون الأعمى وهو حسير وإلا ما الفرق بيننا وبين التمساح الذي نعايشه ونتقاسم معه نفس الماء عدوا وبإمكاننا ترويض التماسيح.

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*