swiss replica watches
الميخالة – سياسي

الميخالة

سياسي/ رشيد لمسلم
هناك فئات واسعة من المواطنات والمواطنين نصادفهم يوميا في الطرقات والأزقة والشوارع وعند نقط النفايات المنزلية، فئات تقتات من (زبالة البشر) ومن المهملات التي يتم وضعها في القمامات العمومية.
إنهم الميخالة أو النباشة الذين يسترزقون من القمامات ويعيدون بيعها إلى تجار الخرداوات، في غياب تام لنظرة حكومية إجتماعية وإنسانية تهتم بهذه الفئات الواسعة من شعبنا ومن مختلف الأعمار ، وتسعى إلى مواكبتهم صحيا واقتصاديا ولا سيما أنهم معرضين لمختلف الأمراض الخطيرة والأوبئة الناتجة عن القمامات بغير أشكالها.
مصائب قوم عند قوم فوائد، ومزابل قوم عند قوم موائد، بأثوابهم الرثَّة والبالية التي تصل إلى حد التعفن والاتِّساخ، وأيادٍ خشنة تنبِش في القمامة وتُقلب مُحتوياتها، يُنقبُّون دون ملل عن كل ما يُعادُ بيعُه، في وقت لا يسلَمون من نظرة المجتمع بسبب اتِّساخ ملابسهم وطبيعة عملهم التي تجعلهم في احتكاك دائم مع مخلفات الأزبال المنزلية وغير المنزلية.
إنها آلة الفقر التي تدفعهم يوميا للخروج والبحث الدائم في القمامة التي تعتبر مصدر رزق لعدد لا يستهان به من المغاربة، وهذا ما يطلق عليه إسم “البوعارة” أو “الميخالة”، وفقا للهجة المغربية. وهم أشخاص عاملون في مجال استرداد النفايات بشكل غير مهيكل.
ينبشون وسط أكوام النفايات في مطارح الهوامش أوفي حاويات القمامة في شوارع المدن، طيلة النهار يبحثون عن مخلفات ومتلاشيات صالحة للبيع من أجل كسب دراهم معدودة، لاتغني ولا تسمن من جوع.
أن تعمل في جمع النفايات فهذا أمر خطير جدا، لكن لا شك أن الظروف الاقتصادية الهشة تكون السبب الرئيسي في اختيار نساء وشباب العمل في جمع نفايات قابلة للتدوير وسط القمامات ومطارح النفايات في المغرب.

إلا أن هذه الظروف الصعبة تجعلهم معرضون للمواد الكيماوية، ومخاطر المواد الحادة، علاوة على إمكانية إصاباتهم بأمراض خطيرة وأنواع من العدوى، بفعل الاحتكاك بالنفايات، وغياب الاهتمام بهم من طرف المسؤولين المغاربة. ولاسيما من قبل كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة.
فهل من التفاتة واعية لهذه الفئات العريضة من شعبنا ؟ وهل من مشاريع حكومية تسعى إلى حماية هؤلاء من المخاطر المحدقة بهم وتكييف هذا القطاع الغير المهيكل حتى يكون مساهما في إنعاش الدورة الاقتصادية من خلال إعادة التدوير؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*