العادة السياسية السرية

فنجان بدون سكر:

بقلم /عبدالهادي بريويك
بمجرد الإعلان عن النتائج الانتخابية، يبدأ التسابق على تشكيل المجالس المحلية والإقليمية والجهوية، ويصبح المستشارون الجماعيون الفائزون مبحوث عنهم من قبل الناخبات والناخبين وحتى من قبل أهاليهم اللذين لايعرفون الوجهة التي تم إخفاؤهم فيها وكأنهم يبحثون عن سر اختفاء القطط يوم عيد الأضحى الذي يقال عنهم أنهم ذهبوا للحج.
قد يدوم الاختفاء أياما وأسابيعا إلى حين تشكيل الأغلبية، ويصبح ثمن المستشار الجماعي باهظا كلما كان يشكل محور وأساس ميل الكفة سواء نحو المعارضة أو الأغلبية وبذلك يكون للديموقراطية موعدا آخرا مع المال والتشناق السياسي لكن بمستوى عال حسب رأس المال في شراء الرأس البشري.
اختفاء ومنع الهواتف الخلوية وتوقيع شيكات ضمان على بياض مقابل مبالغ مالية للتصويت، كلها طرق تدخل في صميم الحركة القادوسية التي مازالت الديموقراطية ببلادنا تعاني منها ويصبح المستشارون رهائن تحت ضغوطات التهديد والترغيب وتختفي الواقعية ويختفي رأي الناخب الذي منح الثقة في أول محطة للمستشار الجماعي قبل أن تطأ رجله مقر الجماعة المحلية.