هل يملك شكيب بن موسى … الوصفة !!!

الحسين أمساسي

لم يكن أحد يتكهن أن شكيب بن موسى الذي وضع قبعة المهندس ليلبس زي السلطة ، سيزيله أيضا ليرتدي وزرة المربي ، هذا الهادئ القادم من أحضان البوليتيكنيك و من صفوف المدرسة الوطنية الفرنسية للقناطر و الذي امسك بزمام منصبين من أهم المناصب التي لا تعطى لأي كان في المغرب … الداخلية و السفارة في باريس … كان قد وضع تحت تصرفه مشروع من أضخم المشاريع الملكية و الذي لن يكون سوى النموذج التنموي الجديد ، قبل أن يغادره في اتجاه واحدة من أصعب و أعقد الوزارات ألا وهي التربية و التعليم .
هل فعلا يحمل شكيب وصفة علاجية لعجز أصبح ميؤوسا منه ، يعاني منه قطاع هو قاطرة التنمية ، قطاع تعاقبت على جسده كل عمليات التجميل الفاشلة ، و هل أصبح المتحكمون في دهاليز القرار ينظرون للتعليم من زاوية شمولية ينال منها الجانب الأمني حصة الأسد ، بحكم أن فئة المتعاقدين أصبحت تشكل قوة تزداد كل سنة ولها ملف مطلبي يهدد السلم الاجتماعي و من الصعب التنازل عليه !!!
لم يكن بن موسى ، الأول القادم من دهاليز الداخلية لأحضان التربية و التعليم ، لا أحد ينكر أن سلفه حصاد حل اجزاء كبيرة من لغز الحركة الانتقالية ، لكنه و بالمقابل ركز في قرارات غير مفهومة على الشكل في مقابل الجوهر ، معتقدا ان حملة صباغة و تزيين واجهات المؤسسات المتهالكة هو ما سيضخ الاوكسجين في شرايين التعليم بالمغرب ، فكانت تجربة تزويج الداخلية بالتعليم تجربة فاشلة بكل المقاييس !!!
شكيب بن موسى ، تختلف وضعيته تماما ، فهنا نتحدث عن قادم يحمل كل ميكانيزمات التنمية و التي ناقشها كرئيس للجنة مع مختلف الفاعلين عبر المغرب ، فخرج بقناعة عبر عنها مرارا ، كون قاطرة التنمية تنطلق من بين جدران مؤسساتنا التعليمية و الجامعية ، فكان ربما هذا ما دفع به للعمل حيث المنبع ، و لربما لأول مرة في تاريخ علاج هذا الملف نرصد موطن الداء بنجاح .
و سيكون على الوزير الجديد الآن التفكير في وصفة لن تكون قصيرة الأمد ، بحكم سنوات و سنوات من العلاجات و الإصلاحات الغير الموفقة ، سيكون على الوزير المدعوم بكل تأكيد من الجهات العليا بحكم انه تقنوقراطي لم يعين بتوصية سياسية ، سيكون عليه الجلوس للطاولة ، و الاستماع لمشاكل تمس بالأساس جوهر القطاع ، الموارد البشرية ، قبل أي حديث عن المناهج و البرامج والبناء و التجهيز ، لابد من الاستماع لكل الأطراف و لابد من ايجاد حلول ، نتحدث هنا عن تكوين جيد ، وعن استقرار مهني يتجلى في الترسيم عوض التعاقد و عن تعديل نظام الترقي و دعم و تحفيز الكفاءات التربوية و حل مشاكل كل ضحايا الأنظمة السابقة ، هكذا سيكون المسؤول الجديد عن القطاع قد خطا خطوة هامة نحو مشاكل أخرى لا تقل تعقيدا كالهيكلة و التجهيز واعتماد برامج و مناهج واقعية قادرة على مد الإدارات و القطاعات و المقاولات بشباب هو النبض النابض للتنمية !!!
بكل تأكيد سينال شكيب بن موسى فرصته كاملة ، و بكل تأكيد سيجد أمامه مئات الآلاف من نساء و رجال التعليم و الملايين من التلاميذ و الطلبة و الأسر ، العازمين على التفاني في إخراج قاطرة التنمية نحو سكتها الحقيقية ، ماعلى السيد الوزير سوى ان يستحضر كل تلك التجارب التي قادها كمهندس و رجل سلطة و ديبلوماسي و محاور ، و هي أربعة أركان لو استغلها أفضل استغلال ، حتما ، ستجعل منه رجل تربية ناجح !!!
الحسين أمساسي